افتتاح أول معرض ضخم للمصاحف في أمريكا

ما أبدع القرآن ! فالمصحف الشريف يضم أروع الكلمات وأبلغها، ومن أول ما تم وضع المصحف ويبدع فيه الكتاب والنساخ ، فالمعروف أن القرآن الكريم كان محفوظا في صدور المسلمين وقد تم حفظه مما سمعوه عن النبي عليه الصلاة والسلام، وظلوا على ذلك أكثر من عشرين عاما، وقد تم كتابة القرآن أيضا على المخطوطات وقد تم كتابتهم ممن يعرفون الكتابة حتى تم جمع تلك المخطوطات في نصحف واحد في زمن الخليفة عثمان بن عفان وقد تم نسخ سبع نسخ منه ووزعت على المدن الإسلامية حتى صارت المرجع في كتابة المصاحف، وكل هذا التاريخ معروف للمسلمين كافة ولكنه غير معروف لغير المسلمين، حتى أن فن المصحف يعتبر من الفنون الغير مفهومة لغير المسلمين والذي يحتاج إلى توضيح للإطلاع على تاريخه ومدى التطور الهائل الذي لحق به، وهو ما جعل متحف الفن الآسيوي في واشنطن يقوم بمعرض ” فن المصحف: كنوز من متحف الفنون التركية والإسلامية” والذي يعرض لمصاحف ومخطوطات قرآنية تعود للقرن الأول الهجري والتي تعتبر من التحف الفنية في الخط العربي.






افتتاح أول معرض ضخم للمصاحف في أمريكا


افتتح مؤخرا معرض ” فن المصحف: كنوز من متحف الفنون التركية والإسلامية” الخاص بمعرض ساكلر التابع لمؤسسة سميثسونيان في العاصمة واشنطن والذي يضم فيه مجموعة من أقدم المخطوطات الإسلامية في التاريخ ، وتمتلك هذه المخطوطات قيمة دينية وتاريخية وثقافية وفنية ضخمة، والتي تسلط الضوء على جمال التصميم الهندسي الإسلامي واختلافه باختلاف الزمان والمكان، وقد تم اختيار موعد افتتاح هذا المعرض تزامنا مع افتتاح أول معرض ضخم للمصاحف مع الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وقد اختارت موضوع مهم لمناقشته ضمن أولويات المعرض وهو تحت عنوان الإسلاموفوبيا ويستمر حتى 20 فبراير 2017

وهذا المتحف يقدم أمرا مختلفا لفن المصاحف والأعمال الفنية البديعة التي تثير اهتمام المسلمين وغير المسلمين، حيث وجد في هذا المعرض مجموعة من المخطوطات التي لم يتم مشاهدتها مع المجموعات الأخرى، وقد علق عن ذلك مدير المتحف متحدثاً لصحيفة “ذي غارديان” البريطانية: “توجد مخطوطات هنا بمعايير لا تشاهدها ضمن المجموعات الأخرى”.

والهدف من القيام بهذا المعرض أن يتم التعرف على تاريخ النص الإسلامي المقدس والذي من خلاله يتم تغيير نظرة غير المسلمين للإسلام لرؤية هذا الإبداع بأنفسهم وتشجيعهم على الدخول في الإسلام ، وقد علق عن ذلك كبير أمناء المتحف عن ذلك قائلا “بقيامنا بذلك نحن نأمل بتشجيعهم على الانخراط في فهم ومناقشة كل من القرآن والإسلام وثقافته”.


عملية تنظيم المعرض


قامت كلا من وزارة الثقافة والسياحة التركية ومصحف مؤسسة سيمثسونيان والذي يعرض فيه أكثر من 60 من أهم المصاحف في العالم العربي وفي كلا من تركيا وإيران وأفغانستان، ويرجع تاريخ تلك المخطوطات إلى أقل من 100 عام من وفاة الرسول محمد عليه أفضل الصلاة والسلام إلى بداية القرن السابع عشر.

ويعرض معرض فن المصحف تطور نسخ القرآن الكريم ويظهر كيفية كتابة نسخ القرآن بنحو منمق وفني، ويوضح الموقع الرسمي للمعرض مدى التحديات التي واجهها الكتاب والنساخ أهمها الشكل البصري لمعنى ومضمون كلام الله عز وجل والذي من خلاله تم كتابة المصحف بهذا الخط الجميل ليظهر مدى جمال الخط العربي الجميل وتطوره.




قصة كل مصحف


تم عرض مجموعة من المصاحف والتي قد أحضروها من متحف الفنون التركية والإسلامية في اسطنبول والتي كانت ضمن ملكية العثمانيين، وكانت هذه المصاحف تقدم للآخرين على سبيل الهدايا أو مكفآن للنبلاء أو هبات لمؤسسات عامة بارزة، وقد قدمت هذه المصاحف بالمعرض كل واحد على حدا وكل مصحف معروض يروي حكاية مثيرة للاهتمام.

ومن المخطوطات المعروضة ما كتب على جلود حيوانات، ومنها نسخة من العراق أو إيران تعود إلى ما بين القرن الثامن ومطالع القرن التاسع، ومصحف كبير طوله متران وعرضه متر واحد من مدينة شيراز في إيران يعود إلى عام 1599، وهو مكتوب بحبر ملون ومطعم بحروف من ذهب


المصحف الضخم


يشمل معرض ” فن المصحف: كنوز من متحف الفنون التركية والإسلامية” المصحف الضخم والذي يعود إلى القرن الخامس عشر ، وتروي قصة وتفاصيل هذا المصحف تعود إلى قصة الخطاط الذي قدم مصحفا لم يعجب تيمورلنك وهو الذي حكم إمبراطورية ضخمة في آسيا الوسطى والذي علق على صغر حجمه لدرجة أنه كان من الممكن أن يوضع داخل ختم توقيع، وهو الأمر الذي جعل هذا الخطاط يقوم بعمل المصحف الضخم والذي تبلغ أبعاده 1.5 * 2 متر لينل إعجاب تيمورلنك ويثبت حرفيته في كتابة المصحف الضخم، وقد قيل أن نقل هذا المصحف احتاج إلى عربة.