صفقة شراء لويزيانا

لويزيانا هي الأراضي الممتدة من

نهر المسيسيبي

في الشرق إلى جبال روكي في الغرب وتمتد من خليج المكسيك في الجنوب إلى الحدود الكندية في الشمال .



تم إنشاء جزء أو كلاً من 15 ولاية من خلال صفقة شراء هذه الأرض ، والتي تعتبر واحدة من أهم إنجازات رئاسة توماس جيفرسون . فقد قامت الولايات المتحدة بشراء أراضي لويزيانا في عام 1803 ، مع ما يقرب من 828،000،000 ميل مربع من الأراضي التابعة لفرنسا ، وبالتالي تم مضاعفة حجم الجمهورية الفتية .





معلومات حول شراء لويزيانا :


جاءت صفقة شراء أراضي لويزيانا في عام ” 1803 ” ، والتي تعرف بإسم صفقة الأرض بين الولايات المتحدة وفرنسا ، حيث استحوذت الولايات المتحدة علي ما يقرب من 827،000 ميل مربع من غرب أرض نهر المسيسيبي مقابل 15 مليون $ . تسبب هذا الحدث في نشوب إعصار من غضب المناطق الواقعة على ضفتي المحيط الأطلسي خوفاً على مصائرهم .

كتب الرئيس توماس جيفرسون هذا التوقع في خطاب أبريل لعام 1802م ، إلى بيير صموئيل دو بونت وسط تقريره ، بأن اسبانيا سوف تقدم الأراضي الواسعة من ولاية لويزيانا إلى فرنسا . وبما أن الولايات المتحدة قد توسعت غربا ، فقد أصبح التنقل من نهر المسيسيبي ، سهل الوصول إلى ميناء نيو اورليانز للتجارة الأمريكية .

وفي غضون أسبوع من رسالته إلى دو بونت ، كتب جيفرسون الوزير الأميركي إلى فرنسا روبرت ليفينغستون : ” إن كل عين في الولايات المتحدة ثابتة الآن على قضية لويزيانا ، وربما لا شيء حدث منذ الحرب الثورية التي أنتجت الأحاسيس الأكثر أضطرباً خلال جسم الأمة ” .


المفاوضات :


وإدراكا منهم لضرورة إتخاذ إجراءات أكثر وضوحا من المناورات الدبلوماسية والمعنية بخطر التفكك، فقد أوصي جيفرسون في يناير لعام 1803 بأن جيمس مونرو ينضم لليفينغستون في باريس كوزيرا غير عادياً ، ” وفي وقت لاحق من ذلك الشهر نفسه ، طلب جيفرسون من الكونغرس تمويل الحملة التي من شأنها أن تعبر أراضي لويزيانا ، بغض النظر عن الذين كانوا يسيطرون عليها ، والمضي قدما إلى المحيط الهادي ، وهذا من شأنه أن يصبح لويس وكلارك إكسبيديشن ” ، حيث كان مونرو صديق شخصي وحليف سياسي لجيفرسون ، ولكنه أيضا يملك الأرض في ولاية كنتاكي وكان قد تحدث علنا عن حقوق الأراضي الغربية .

وحث جيفرسون مونرو لقبول النشر ، قائلا انه يمتلك ” ثقة غير محدودة من الإدارة ومن الشعوب الغربية “، وأضاف جيفرسون : ” أن كل العيون ، وكل الآمال ، يتم إصلاحها الآن ، وعليك…. في حالة هذه المهمة أن تعتمد على المصائر المستقبلية لهذه الجمهورية ” .

وبعد ذلك بوقت قصير ، كتب جيفرسون إلى حاكم ولاية كنتاكي ، جيمس جيرارد ، لإبلاغه بتعيين مونرو ، وأكد له أن مونرو كانت مخول للدخوله في “هذه الترتيبات التي من شأنها الحصول علي ضمان فعال لحقوقنا والفائدة من نهر المسيسيبي ، ومن البلاد شرقا “.

كما لاحظ جيفرسون في تلك الرسالة ، أن مونرو كان المسؤول في الحصول على شرق الأرض من نهر المسيسيبي ، وكانت تعليمات مونرو ، التي وضعها ماديسون والتي وافق عليها جيفرسون ، تخصيص ما يصل الى 10 ملايين $ لشراء نيو اورليانز وكل أو جزء من فلوريدس ، وإذا فشلت هذه المناقصة ، أوعز مونرو بمحاولة لشراء نيو أورليانز فقط ، أو على أقل تقدير ، الوصول إلى الولايات المتحدة بطريقة آمنة إلى نهر المسيسيبي والميناء . ولكن عندما وصل مونرو باريس في يوم 12 أبريل عام 1803، قال انه علم من ليفينغستون أنه قدم عرضا مختلفا جدا كان على الطاولة .

وخطط نابليون إلى إعادة تأسيس فرنسا في العالم الجديد المتفكك ، حيث قضي على الجيش الفرنسي ، وأرسل لقمع تمرد العبيد السود والأحرار في المستعمرة الغنية بالسكر التابعه للقديس دومينيك ” في الوقت الحاضر هايتي ” الذين أصيبوا بالحمى الصفراء ، مع نشوب حرب جديدة مع بريطانيا ، ونصح الوزير الفرنسي بتمويل ، ﻓﺮاﻧﺴﻮا ﺑﺎرﺑﻴﻪ-ﻣﺎرﺑﻮا ، الذي كان دائم الشك في قيمه ولاية لويزيانا ، مما أشعر نابليون بأن ولاية لويزيانا ستكون أقل قيمة من دون سانت دومينيك ، وفي حالة نشوب حرب ، سيكون من المرجح أن تؤخذ الأراضي البريطانية من كندا ، حيث أن فرنسا ليس لديها المقدرة على إرسال قوات الاحتلال لوادي المسيسيبي بأكمله ، ولذلك لماذا لا نتخلى عن فكرة الإمبراطورية في أمريكا وبيع الأراضي للولايات المتحدة ؟

وافق نابليون في 11 نيسان ، وقال وزير الخارجية تشارلز موريس دي تاليران ليفينغستون أن فرنسا مستعدة لبيع كل لويزيانا ، وأبلغ ليفينغستون مونرو عن وصوله في اليوم التالي . وتم الاستيلاء على ما أسماه جيفرسون في وقت لاحق “حدثا الهارب” حيث أن مونرو وليفينغستون دخل فورا في مفاوضات ، وفي 30 نيسان تم التوصل إلى اتفاق تجاوزت سلطتها – لشراء أراضي لويزيانا ، بما في ذلك نيو اورليانز ، مقابل 15 مليون $ ، والحصول على ما يقرب من 827،000 ميل مربع لمضاعفة حجم الولايات المتحدة .

على الرغم من أن الشائعات التي تحدثت عن الشراء سبقت إخطار مونرو وليفينغستون ، ووصلت رسالتهم إلي واشنطن في الوقت المناسب للإعلان الرسمي في 4 يوليو عام 1803. فقد تم التصديق علي معاهدة الشراء قبل نهاية شهر أكتوبر ، التي منحت جيفرسون وقت في مجلس الوزراء لمناقشة قضايا الحدود الدستورية ، وأن الحدود الدقيقة يجب أن يتم التفاوض مع اسبانيا وانجلترا ، وهكذا لن تحدد لعدة سنوات ، وجادل أعضاء مجلس الوزراء جيفرسون بأن التعديل الدستوري يعد اقتراح ولم يكن ضروريا .

ومع مرور الوقت تم التصديق على معاهدة الشراء ، وقابل جيفرسون محاميه بمجلس الوزراء . وصدق مجلس الشيوخ على المعاهدة في 20 أكتوبر بأغلبية 24 إلى 7 ، وكانت اسبانيا ، مستاءة من البيع ولكن ليس لديها القوة العسكرية لمنع ذلك ، وعادت لويزيانا رسميا إلى فرنسا يوم 30 نوفمبر ، ولكن فرنسا نقلت الأراضي رسميا للأميركيين في ديسمبر 20 ، واستولت عليها الولايات المتحدة رسمياً في 30 ديسمبر .

وتم تفادي تنبؤ جيفرسون من حدوث “اعصار” الذي من شأنه أن ينفجر على الدول التي على جانبي المحيط الأطلسي ، ولكن عن اعتقاده بأن قضية لويزيانا ستؤثر على ” أعلى المصائرهم” وأثبتت التنبوء في الواقع .


معلومات أساسية عن شراء لويزيانا :


في بداية القرن ال17، تم استكشاف فرنسا لوادي نهر المسيسبي والمستوطنات المتناثرة التي أنشئت في المنطقة ، وبحلول منتصف القرن ال18، كانت الأراضي التي تسيطر عليها فرنسا تحت سيطرة الولايات المتحدة التي لتكون الأكثر قوة من أي قوة أوروبية أخرى ليومنا هذا : حيث كانت تمتد من نيو أورليانز في الشمال الشرقي الى منطقة البحيرات العظمى ، إلى شمال غرب مونتانا في العصر الحديث .

وفي عام 1762، خلال الحرب الفرنسية والهندية من عام ” 1754-1763 ” ، تنازلت فرنسا عن لويزيانا الفرنسية التي تقع إلى الغرب من نهر المسيسيبي إلى إسبانيا وفي عام 1763 نقل ما يقرب من جميع ما تبقى من حصتها في أمريكا الشمالية لبريطانيا العظمى ، حيث لم تعد اسبانيا قوة أوروبية مهيمنة ، ولم يذكر عن تطوير لويزيانا خلال العقود الثلاثة القادمة .

وفي عام 1796، تحالفت فرنسا مع اسبانيا نفسها ، مما دفع بريطانيا لاستخدام قواتها البحرية القوية بقطع اسبانيا عن أمريكا .

وفي عام 1801، وقعت اسبانيا معاهدة سرية مع فرنسا لعودة لويزيانا لإقليم لفرنسا ، وتسببت تقارير إسناد إعادة التأمين بقلق كبير في الولايات المتحدة ، ومنذ أواخر عام 1780م ، تحرك الأمريكيون غربا الى وديان نهر أوهايو ونهر ينسيي ، وكان هؤلاء المستوطنين تعتمد اعتمادا كبيرا على حرية الوصول إلى نهر المسيسيبي وميناء نيو اورليانز الأستراتيجي ، وكان يخشى مسؤولون امريكيون من ان فرنسا تستعيد نشاطها تحت قيادة نابليون بونابرت خلال عام ” 1769-1821 ” ، وستسعى قريبا للسيطرة على نهر ميسيسيبي والوصول إلى خليج المكسيك .

وفي رسالة من وزير الولايات المتحدة إلى فرنسا روبرت ليفينغستون عام 1746-1813 “، ثالث رئيس لأميركا ، توماس جيفرسون من عام ” 1743-1826 “، وقال: “إن اليوم الذي تأخذ فرنسا حيازة نيو اورليانز … يجب علينا أن نوجه أنفسنا إلى الأسطول البريطاني والأمة “.

وصدر أمر ليفينغستون للتفاوض مع الوزير الفرنسي شارل موريس دي تاليران “1754-1838” لشراء نيو اورليانز .


مفاوضات شراء لويزيانا : بين الولايات المتحدة وفرنسا


وكانت فرنسا بطيئة في السيطرة على ولاية لويزيانا ، ولكن في عام 1802 ، عملت السلطات الاسبانية تحت الأوامر الفرنسية ، حيث ألغت المعاهدة التي بين الولايات المتحدة والسلطات الإسبانية والتي منحت الأمريكيين حق تخزين السلع في نيو اورليانز ، ورداً على ذلك ، أرسل جيفرسون الرئيس الأمريكي في المستقبل جيمس مونرو خلال عام ” 1758-1831 ” إلى باريس لمساعدة ليفينغستون في محادثات شراء نيو اورليانز .

وفي منتصف أبريل عام 1803، قبل وقت قصير من وصول مونرو ، طلب الفرنسيون ليفينغستون ليفاجأ الولايات المتحدة إذا كانت ترغب في شراء كل إقليم ولاية لويزيانا ، ويعتقد أن السبب هو فشل فرنسا في اخماد ثورة العبيد في هاييتي ، والحرب التي توشيك أن تندلع مع بريطانيا العظمى ، وأحتمال الحصار البحري البريطاني من فرنسا ، والصعوبات المالية التي دفعت نابليون لتقديم لويزيانا للبيع للولايات المتحدة .

وانتقلت المفاوضات بسرعة ، وفي نهاية أبريل اتفق المبعوثون بالولايات المتحدة لدفع 11250000 $ وتحمل متطالبات المواطنين الأمريكيين ضد فرنسا بدفع مبلغ 3،750،000 $ ، في مقابل ذلك ، وحصلت الولايات المتحدة على نطاق واسع لإقليم لويزيانا ، وبلغت الأراضي 828،000 ميل مربع . وتم عقد المعاهدة بتاريخ 30 أبريل ، ووقعت في 2مايو ، وفي أكتوبر صدق مجلس الشيوخ الأمريكي على الشراء ، وفي ديسمبر 1803 نقلت فرنسا السلطة على المنطقة إلى الولايات المتحدة .




الآثار التي ترتبت علي شراء لويزيانا :


كان الاستحواذ على أراضي لويزيانا ، لسعر الصفقة الأقل من ثلاثة سنتات للفدان بين الإنجازات التي أحدثها جيفرسون ، الذي هو أبرز رئيسا للبلاد ، وبدأ التوسع الأمريكي غربا في الأراضي الجديدة على الفور ، وفي عام 1804 تم تأسيس حكومة الاقليم .

وفي 30 أبريل عام 1812، وبالضبط بعد تسع سنوات ، تم التوصل لاتفاق شراء لويزيانا ، للدولة الأولى التي نحتت في ذروة منطقة لويزيانا ، واعترف بها في الاتحاد كدولة الولايات المتحدة .