جاءت التصريحات الأخيرة لنائب الرئيس المصري سابقاً محمد البرادعي بعد مرور ثلاثة أعوام من غيابه عن المشهد السياسي في مصر حيث لم يكد يدلى البرادعي بتلك التصريحات الأخيرة له إلا وقد فجرت موجة من ردود الأفعال الواسعة والكبيرة عليها منها ما هاجم البرادعي وتصريحاته تلك وأتهمه بالأنانية ، حبه لشخصه فقط بدليل سكوته كل تلك المدة ومنها من رأها أنها عبارة عن عملية تبرئة من جانب البرادعي لنفسه و ساحته استعداداً لأي عمل عام من الممكن أن يوكل إليه في الفترة القادمة ظناً منه بأن الدعوات الداعية لمظاهرات 11 نوفمبر الحالي ستسفر عن نجاح وستكون بمثابة ثورة ثالثة ومنها من أيدها وأشاد بها ، و ألتمس للرجل الأعذار والأسباب لانسحابه السياسي من المشهد في مصر بعد ثورة 30 يونيو 2013 م واقتنع بتبرئة ساحته السياسية ، و منهم من رأها غير صحيحة  و كاذبة بل و أعتبرها جزء من المؤامرة للعمل على إسقاط الدولة المصرية و تأزيم الوضع السياسي الداخلي لمصر  ، منهم من رأها محاولة لتبرئة الإخوان و تحسين صورتهم أمام الرأي العام بمصر.


أهم النقاط التي ذكرها محمد البرادعي في تصريحاته الأخيرة :-

تأكيد البرادعي على أنه أراد أن يجب البلاد الوقوع في الاقتتال أو سيناريو الحرب الأهلية والحفاظ على السلمية وبالأخص عندما علم باحتجاز الرئيس المصري السابق د/ محمد مرسي وذلك من قبل القوات المسلحة المصرية في يوم 3 يوليو/ تموز عام 2013 م .

تصريح البرادعي الخاص بالاجتماع الذي كان قد تم إجراءه في ( 3 ) يوليو عام( 2013 ) م على أن موضوع النقاش فيه كان هو بحث الوضع المتأزم على الأرض والذي جاء نتيجة مطالبات الجموع الكبيرة والتي احتشدت في أنحاء مصر منذ ( 30 ) يونيو /حزيران عام 2013 م ، طالبت بضرورة إجراء انتخابات رئاسية مبكرة فيما شدد البرادعي على خطورة الوضع وقتها والذي كان هو عبارة عن رئيس محتجز وملايين من الناس محتشدة في ميادين مصر منهم المؤيد ومنهم المعارض مما يهدد الأمن والسلام المجتمعي وينذر بعواقب وخيمة أن لم يتم تدارك الأمر .

البرادعي يؤكد على رؤيته السياسية السلمية حيث كان البرادعى يرى أنه لابد قبل أي مشاركة في العملية الانتقالية بصفته ممثلاً عن القوى المدنية السياسية أن رؤيته كانت ترى ضرورة الخروج من هذا المنحنى الخطير بأسلوب علمي وسياسي بحت على قدر الإمكان حيث أن الوضع الخطير وقتها كان يقتضي هذا إلا أن الأمور سارت وانحدرت نحو العنف وخاصة بعد استعمال القوة لفض تلك الاعتصامات المؤيدة للرئيس السابق محمد مرسي هذا الأمر الذي رفضه هو ، لم يوافق عليه حيث شدد البرادعى على اقتناعه التام بضرورة الحل السياسي والحوار بعيداً عن العنف .




سبب انسحاب البرادعي من الحياة السياسية المصرية :-

وضح البرادعي سبب انسحابه من المشهد السياسي المصري وقتها مؤكداً أن ما حدث من عنف وخداع وانحراف عن مسار الثورة المصرية السلمي هو السبب الرئيسي في انسحابه من المشهد السياسي في مصر حيث رأى أنه لابد له أن يرفض المشاركة في أي عمل عام وقتها نظراً لقناعته ومبادئه الشخصية وبالأخص قدسية الحياة ، و إعلاء قيم الكرامة الإنسانية والحق في التعبير حيث أن تلك المبادئ هي من ضمن المبادئ الأساسية التي قامت عليها الثورة المصرية حيث أوضح أنه قد أتخذ هذا القرار بكل اقتناع رغم انه قراره هذا وقتها كان عكس التيار العام والهستيري الذي كان سائداً في المجتمع المصري وقتها من وجهة نظره .


البرادعي يدين الإقصاء السياسي في مصر :-

حيث قد أكد البرادعي على رؤيته الخاصة بمستقبل مصر موضحاً أن الطريق الوحيد لذلك هو مراعاة مفهوم العدالة والحفاظ على مبادئ الحرية والديمقراطية ومشاركة جميع الأطراف السياسية في العمل السياسي دون إقصاء لأي طرف .


تأكيد البرادعي على عنصر المؤامرة :-

شدد البرادعي في تصريحاته على أن عنصر المؤامرة السياسية كان موجوداً بالفعل على الرئيس محمد مرسي حيث كان هناك عامل افتعال الأزمات من البعض ممن هم ضد النظام بل أيضاً أكد اتهامه للإخوان أنفسهم بأنهم مسئولون أيضاً بشكل مباشر عما حدث من نتائج للرئيس محمد مرسي حيث أنهم لم ينصحوه أو يدلوه على القرارات المناسبة الواجب اتخاذها للوضع في مصر وقتها .


أهمية تطهير القضاء المصري :

– ذكر البرادعي في حديثه أن عملية التطهير كانت يجب أن تتم منذ البداية أي منذ تولي الرئيس محمد مرسى مسئوليات منصبه حيث كان يجب أن تشكل محاكمات ثورية بشكل استثنائي تكون مهمتها إجراء المحاكمات لنظام مبارك ولكنه ألقى باللوم على الرئيس السابق محمد مرسي متهمه بأنها كانت أخر قراراته مع أنه كان من المفترض أن تكون هي أولها .


توغل أدوات الدولة العميقة في مؤسسات مصر :-

ألقى البرادعي الضوء على ذلك ذاكراً أن هناك بالفعل توغل موحش وسيطرة لأدوات لدولة العميقة في أغلب المؤسسات الهامة في مصر مثل الجيش والشرطة والقضاء والصحافة والاقتصاد مما كان عاملاً مهماً ومؤثراً في كل ما جرى من أحداث سياسية في مصر .