تفاصيل مشكلة “قصيدة الإبل” للشاعر عبد العزيز المشيعلي

الشعر الشعبي هو من أبرز فنون الشعر والذي يجد من الجزيرة العربية مكانا له، حيث ظهر الشعر الشعبي في الجزيرة العربية واستطاع أن يخرج آلاف من الشعراء العرب على مدى التاريخ بداية من العصر الجاهلي إلى العصر الحالي، ولا شك أن الإبل كانت تحتل مكانة كبيرة جدا لديهم وسرعان ما انتشرت الإبل كركن أساسي من أركان الشعر خارج الجزيرة العربية وفي بلاد الهند وأواسط آسيا والأندلس وإفريقيا، فالإبل هي من أقوى الرواحل وأكثرها صبرا على الجوع والظمأ لذلك كان لها مكانة عظيمة في الجزيرة العربية فكان يضرب بها المثل في كل شئ، ولكن أن تصل الدرجة بأن تقود الإبل الشاعر للسجن هذا ما لا يمكن أبدا تصديقه، ولكنها الحقيقة التي حدثت خلال الأيام القليلة الماضية لشاعر شعبي قدم قصيدة عن الإبل واتهم بأنه يسئ إلى مدينة القصيم، فما قصة هذه القصيدة؟


القصيدة التي قادت صاحبها إلى السجن


ألقيت الجهات الأمنية بالقصيم الشاعر الشعبي عبد العزيز المشيعلي للسجن العام بعد القصيدة التي كتبها في الإبل والتي لقد لاقت رواجا كبيرا وانتشارات واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي والتطبيقات الذكية والتي قد أسندها لوالده، والتي تتحدث عن الإبل وهمومها وما يناسب معيشتها وهكذا، وقد تم القبض عليه قبل عدة أسابيع بناء على ما أثارته القصيدة من غضب أهل القصيم، بسبب ذكر اسم بريده في القصيدة والتي اعتبرها الكثير إساءة لبريدة مما أدى إلى توقيفه، وقد سجلت أقواله بهيئة التحقيق والادعاء العام، ثم أحيل للسجن العام أول أمس، وقد تم القبض على شخص آخر شهر بالشاعر، وشخص ثالث رد على القصيدة.


رد فعل والد الشاعر


وفقا لموقع ” سبق” فكان لوالد الشاعر عبد العزيز أكد والد الشاعر في وقتاً سابق سلامة القصيدة من أي إسقاط غير أخلاقي، وطالب بالاحتكام لشعراء؛ للبت بالموضوع وقال، حينها: “أولاً نحن من القصيم، ولا نرضى الإساءة أبداً، وأنا وأجدادي نسكن بريدة، وأنا شخصياً امتدحت بريدة في أكثر من قصيدة ومناسبة، وأثنيت على أحد أنديتها، ومناسبة قصيدة ابني التي وجّهها لي هو الحديث عن مرباع الإبل، وأن بريدة ليست مكاناً جيداً للإبل لترعى فيه.

وأضاف: “القصيدة قديمة، وواضح من سياقها أنها تتحدث عن الإبل وهمومها وبعض المواقع التي لا تناسبها، ولكن مع الأسف فُسّرت خطأ، ونُقلت لبعض المشايخ بصورة أخرى، وأنا أراهن إذا كان أحدهم استمع لها كاملة”.

وتابع: “أعتذر عن ابني لو هناك سوء فهم، ولكن ما أزعجني هو ما كتبه بعض الشعراء من أبيات سباب وشتم لي ولأسرتي، ونحن ليس لنا علاقة بالموضوع، ولن أردّ عليهم مهما أساؤوا بتسرع وبلا تروٍّ”


غضب واسع من أهل بريدة


على الرغم من أن القصيدة كانت قصيدة عن “الإبل” وهو موضوع متعارف عليه في الشعر الشعبي العربي ومن شاعر معروف مثل عبد العزيز المشيعلي إلا أنها قد لاقت رفضا تاما من أهالي بريدة والذين قد رأوا أن القصيدة تسئ إلى بريدة، وذكر الشاكون أن الشاعر قد تجاوز في حق أهالي بريدة، رغم ما يمتلكونه من إرث تاريخي وعلمي واجتماعي، وطالب الأهالي بمحاسبة القناة التي تخص قبيلة الشاعر، لمنحه فرصة إثارة النعرات، والجدل الذي دفع البعض إلى إطلاق قصائد استنكار رداً على الشاعر.


الشاعر عبد العزيز يعتذر عن قصيدته


بعد الجدل المثار حول قصيدة “الإبل” قدم الشاعر عبد العزيز المشيعلي اعتذارا ببث مقطع فيديو يظهر فيه ويؤكد أنه من بريده وولد بهذه المدينة ولا يمكن أن يتحدث بإساءة أبدا عليها، وأكد أن قصيدته لم يكن يستهدف بها شخص أو فئة معينة، بل أوضح أسبابها، وقد غضب من ردود الأفعال التي من خلالها تم التعدي عليه على اسم والده على الرغم من أنه معروف كشاعر كبير في القصيم.

للاستماع إلى القصيدة واعتذار الشاعر يمكنكم من خلال الرابط التالي https://www.youtube.com/watch?v=u2E6a0oOKco