تعرف على مقبرة الخواجات بجدة

مهما اختلفت الديانات والجنسيات فالنهاية واحدة، فالموت هو النهاية المؤكدة في حياتنا واليقين الذي نعيش عليه، فدفن الموتى أمر مهم جدا ولا يوجد طريق غيره حتى مع اختلاف الديانات السماوية، لأن ذلك تكريما للمتوفي، ففي المملكة يوجد عدد كبير من الجنسيات الأجنبية الأخرى والتي معظمها يتدين بديانات أخرى غير الإسلام وعند موتهم لا يدفنوا في مقبرة المسلمين بل لهم مقبرة أخرى خاصة بهم تجمع الكثير من المتوفين من غير المسلمين في المملكة وهي ” مقبرة الخواجات” والتي تقع في مدينة جدة والتي لا يعرفها الكثير في المملكة حتى في جدة، فماذا تعرف عن ” مقبرة الخواجات” ؟ هذا ما نورده في هذا المقال


مقبرة النصارى بجدة

مقبرة الخواجات أو مقبرة النصارى أو مقبرة المسيحيين هي أسماء عدة لهذه المقبرة والتي يبلغ عمرها حوالي خمسة قرون، والتي دفن فيها الموتى من غير المسلمين، إلا أن الاسم المثبت على لوحة البلدية هو مقبرة الخواجات، والغريب في هذه المقبرة أنها لا تنبئ أبدا عن كونها مقبرة فهي محاطة بأشجار عالية من ثلاث جهات، وتتميز هذه المقبرة أنها تحتوي على عدد من المقابر تتميز بقطع من الرخام والتي توضع عل كل مقبرة لتحمل عليها المعلومات الخاصة بالمتوفي كالاسم ويوم الوفاة وهكذا، وقد أرجع المؤرخون تاريخ هذه المقبرة والتي تعود إلى حرب البرتغاليين على جدة عام 1519م وهناك خرائط تؤكد وجودها في ذلك الوقت، فكان الدفن يتم في جنوب جدة خارج سور المدينة القديم لعدم وجود خطوط طيران في ذلك الوقت .


مقبرة الخواجات

وبحسب كتب الرحالة والمؤرخين فإن هذه المقبرة تعود إلى جالية مسيحية صغيرة من أصول يونانية كانت تسكن في جدة في العصر المملوكي حيث أنشأت هذه المقبرة لدفن موتاهم بها، وكانت عدد هذه الجالية لا يتجاوز 100 شخص تقريبا .


الجنسيات المدفونة في مقبرة الخواجات

بلغ متوسط دفن الموتى في هذه المقبرة من 2 إلى 3 جثامين كل 4 إلى 6 أشهر، وأغلب جنسيات الموتى فلبينية وهندية من غير المسلمين لأن المسلمين منهم يدفنون في مقابر المسلمين أو يرسلون إلى بلادهم في توابيت لدفنهم هناك، إضافة إلى الجنسيات الألمانية والأسترالية والبريطانية واللبنانية والسودانية، كما يتم دفن الأطفال أيضا من نفس الجنسيات ولكن في مكان بعيد عن أماكن دفن الكبار، كما تم الكشف على عدم دفن أي وافدين من الجنسية اليابانية لعدم بقائهم مدة طويلة في المملكة أو لإتباعهم طرق أخرى غير الدفن في التخلص من جثثهم كالحرق مثلا .

صور مقبرة الخواجات


مقبرة المسيحيين

وقد عرفت هذه المقبرة إبان الحرب العالمية الثانية فيوجد قبر لجندي بريطاني مجهول الهوية قتل في الحرب العالمية الثانية، وعند زيارة أي قنصل بريطاني لمقبرة الخواجات يزور هذا القبر ويضع أكاليل الزهور، كما تضم المقبرة أيضا جثة استرالي دفن في عام 1885 وألماني دفن في عام 1912 أيضا .


مقبرة الخواجات بجدة


ردود أفعال سكان منطقة ” مقبرة الخواجات”


يذكر سكان المنطقة أنهم لا يهتمون بالمقبرة كثيرا لأنها مغلقة طوال العام، ولا تعبر أبدا عن كونها مقبرة لأنها محاطة بأشجار كثيفة تحيط بسور قديم مرتفع لن يوضح ما بداخلها، وقد اعتاد سكان المنطقة على رؤية السيارات الفارهة والتي تحمل أعلاما أجنبية تتوقف أمام باب المقبرة، أو رؤية سفراء أوروبيين يدخلون إلى هذا المكان القديم، وكذلك يحملون أكاليل الورد والزهور لزيارة أقاربهم الموتى في هذه المقبرة، كما أنهم يسجلون أسماءهم وتواريخهم قبل الزيارة في سجل خاص للزوار .


شارع مقبرة الخواجات


إجراءات الدفن الرسمية في ” مقبرة الخواجات”


يتطلب دفن الموتى في مقبرة الخواجات شهادة الوفاة من المستشفى ويتم استخراج تصريح الدفن من سفارة المتوفي، إضافة إلى تصريح من القنصلية التي عليها مهمة الإشراف السنوي للمقبرة، لأن تتناوب عدد من القنصليات في جدة الإشراف على المقبرة، وتحصيل رسوم 2500 ريال بالإضافة إلى 500 ريال لبناء الرخام وسداد عدة جهات كراتب الحارس وميزانية التشجير وفواتير الكهرباء والمياه هذا في حال أن المتوفى بالغا، أما إن لم يكن متوفيا فيكتفي بدفع 500 ريال .

يقوم أهل المتوفي بوضعه في القبر سواء في غطاء معين أو في صندوق خاص ” تابوت” ، أما عن الأوقات المسموح فيها بدفن الموتى في مقبرة الخواجات فهو في الصباح وحتى غروب الشمس، وزيارة الموتى تتم في أي يوم وفي أي وقت من الأوقات طوال اليوم.