وفاة مؤرخ المملكة الشيخ عبد الرحمن الرويشد

انتقل إلى رحمة الله تعالى المؤرخ الكبير الشيخ عبد الرحمن بن سليمان الرويشد ( أبو إبراهيم) عن عمر يناهز 88 عاما بعد معاناة طويلة مع المرض، يوم الاثنين الماضي الموافق 26 ديسمبر 2016 ، بعدما قضى طوال حياة في التأريخ، فقد كان مسيرة طويلة من العطاء استطاع أن يخلد ذكراه في كل حرف كتبه، فهو المرجع الأول لتاريخ المملكة، حيث يعتبر ظاهرة توثيقية متفردة استطاع أن يصبح مادة للرصد ومصدر موثوق فيه عن تاريخ المملكة، فهو نهج فريد ومنوال متخصص، فكان من أواخر المؤرخين من جيل الرواد والذين كانوا مرجعية مهمة في كتب التاريخ، فكان لوفاته خسارة كبيرة ولكنها أقدار الله عز وجل، فهو باختصار مرجع في الدراسات للباحثين والدارسين ومراكز البحوث والجامعات، وفي هذا المقال نقدم سيرة عطرة من الانجازات التي حققها المؤرخ العظيم عبد الرحمن الرويشد رحمة الله عليه


من هو عبد الرحمن الرويشد ؟


هو عبد الرحمن بن سليمان الرويشد ولد في الدرعية في عام 1928 بالرياض، شهد تاريخ المملكة عبر 80 عاما، فقد عرف كل ما بها من أزقة وأسواق وبساتين وقد عاصر تطورات هائلة خلال هذه الفترة، كما جالس رجالاتها وتعرف على أسرها وأعيانها، وقد حضر العديد من الدروس مع أكبر المشايخ، وحضر مجالس الأمراء ، وقد كان يستمع إلى مناقشاتهم وردودهم


دور المؤرخ عبد الرحمن الرويشد في كتابة تاريخ المملكة


كان للمؤرخ الكبير عبد الرحمن الرويشد رحمه الله دورا عظيما جدا في كتابة وتدوين تاريخ المملكة، أهمها توضيح بعض المعلومات المغلوطة في تاريخ المملكة، والرد على بعض هذه الأخطاء المنقولة في كتب المؤرخين، والذي ساعده على ذلك قربه من ابن عمه سعد الرويشد وهو أحد كتبة الديوان الملكي ويلم بالتاريخ المعاصر للمملكة والذي توفي عام 2014 ، كما اقترب من الأديب الموسوعي عبد الله بن خميس وهو الضليع بجغرافيا منطقة الرياض وتاريخها وقد عرف منه الكثير من المعلومات الاجتماعية والتراثية وغيرها، وقد توفي في عام 2011

درس اللغة العربية منتظما وكلية الشريعة منتسبا وقد نالا الشهادتين معا، ثم تولى منصب مدير المعهد العلمي بالإحساء ، وتولى منصب مدير عام الحقوق، وقد ترأس تحرير مجلة الدعوة وعاد ليعمل في الداخلية مساعد للأمين العام لمجلس الأمن الوطني، وهو مؤسس مجلة الشبل مجلة الطفل العربي المسلم  ، وعمل أيضا مستشار غير متفرغ لدارة الملك عبد العزيز.


ومن أهم الجوائز التي قد حصل عليها :


1- جائزة الأمير سلمان بن عبد العزيز لدراسات تاريخ الجزيرة العربية.

2- وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى.

3- أوكل له الملك فهد عمل شجرة الأسرة المالكة حيث وضع قاعدة المعلومات الخاصة بها والتي صارت أهم مرجع أساسي لتاريخ الأسرة الحاكمة.


ومن أهم مؤلفاته


1- الستون رجلا خالدو الذكر.

2- قصر الحكم في مدينة الرياض.

3- إمارات اليمامة من حكم الفوضى حتى قيام الدولة السعودية.

4- الجذور الأصلية للتعليم في وسط الجزيرة العربية.

5- الجداول الأسرية للعائلة السعودية المالكة.


المؤرخ عبد الرحمن الرويشد وشجرة الأسرة المالكة


انشغل المؤرخ العظيم عبد الرحمن الرويشد رحمة الله عليه بالتاريخ المحلي فقد واصل تطوير الشجرة الخاصة بالأسرة المالكة بعد الشيخ محمد أمين التميمي وقد قام بإجراء التنقيحات عليها، وبعد تقاعده تولى الرويشد برغبة من الملك فهد وضع قاعدة معلومات لها على أسس منهجية حديثة، منها إضافة فهارس أبجدية بأسماء سلالاتها وفروعها وجداولها مع إعادة رسم الشجرة كاملة، وقد استخدم الكمبيوتر لرصد فئاتها ومواليدها ووفياتها وأعمارها، لتحمل قرابة ستة آلاف لكل من يحمل اسم آل سعود منذ قيام الدولة وحتى نحو 3 قرون، حتى صار هذا العمل بمثابة مرجعا مهما للأسرة الحاكمة وللجهات الرسمية، حتى أن هذه الشجرة قد طبعت عدة طبعا آخرها كان في العام الماضي 2015

وأخيرا لا نملك إلا أن ندعو للفقيد الشيخ عبد الرحمن الرويشد نسأل الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم الصبر والسلوان لأهله وذويه، وإنا لله وإنا إليه راجعون