ما هو سر مبنى رباط الخنجي ؟

مدينة جدة تعتبر من أروع المدن في المملكة، والتي تتميز بتاريخ حافل بالانجازات في كافة المجالات، خاصة الجوانب المعمارية التي ظلت خير شاهد على الحقب التاريخية، حيث لا تزال إلى الآن المباني المعمارية التاريخية خير شاهد على الحضارات التي مرت على جدة، ومن ضمن هذه المباني المعمارية هو مبنى معروف على مرور الزمن باسم ” رباط الخنجي (الكبير والصغير)” والذي يعتبر أيقونة من أيقونات أسبوع الفن السعودي في مدينة جدة، والذي يحظى على اهتمام الجميع حيث يلفت الأنظار ويستحوذ على تفكير الجميع لمعرفة تاريخ هذا المبني الذي تحول من مكان مهجور إلى عمل فني رائع بيد الفنان عبد الله العثمان، فما هو سر مبنى رباط الخنجي؟ هذا ما سوف نورده في هذا المقال


تاريخ مبنى ” رباط الخنجي”


شيد الشيخ محمود محمد قاسم الخنجي قبل عشرات السنين وتحديدا عام 1813م بيتا يحمل طابعا معبرا عن فن العمارة السائدة في مدن الحجاز قديما، والذي يقع على يسار القادم من باب جديد بمواجهة بيت اللبان، حيث كانت تسكنه الأرامل والنساء الوحيدات في إطار ثقافة الوقف ليشتهر بمرور الزمن ويصبح اسمه ” رباط الخنجي الكبير والصغير” وهو البيت الواقع في شارع أبو عنبة بحارة الشام والمعروفة عنها أنها إحدى حارات جدة التاريخية، والذي تبلغ مساحته 435 مترا مربعا ومكون من طابقين ويحتوي على 19 غرفة، وقد تحول هذا البيت إلى مكان مهجور حيث هجرته الأرامل، وقد تحول هذا المبني مؤخرا لإعادة الحياة من جديد ليصبح من أهم الاهتمامات الاجتماعية والثقافية في شهر فبراير الحالي ليتم تحويله إلى مركز فني يجذب الجمهور للمنطقة التراثية.


ما هو سر مبنى رباط الخنجي ؟


رباط الخنجي بالقصدير


قام الفنان عبد الله العثمان بلف مبني رباط الخنجي بالقصدير بالكامل، حيث رأى أن ذلك هو وسيلة فنية لاسترجاع الذاكرة لهذا المكان والتاريخ في محاولة منه لتوصيف حالة البيت التاريخي والتي تجمدت عبر الوقت، فقد كان مسرحا لأكثر من 200 سنة لحركة إنسانية واجتماعية ولكنها تلاشت مع الوقت ومرور الزمن، وقد اختار العثمان مادة القصدير بالأخص لأنها مادة مقاومة للتغير وحافظة، وقد أوضح ما قام به أنه يشبه عملية ” قسطرة القلب” التي تنعش هذا المكان وهذا الموروث الحضاري العظيم والذي يثير شغف الجمهور وفضولهم لمعرفة تاريخه بالكامل.


ما هو سر مبنى رباط الخنجي ؟

وأوضح العثمان أيضا أن سبب اختياره للقيام بقصدرة مبنى رباط الخنجي أنه رأى أن هذا المكان من الأماكن التاريخية المهمة والذي شهد من مئات السنين حركة إنسانية واجتماعية عظيمة وهي الأربطة، حيث كان المبنى مأوى للحجاج والمعتمرين وعابري السبيل والفقيرات، فأراد أن يرجع أهمية هذا الإرث العظيم والطراز المعماري بالبحث عن تاريخه من جديد.


خطوات قصدرة مبنى رباط الخنجي


كانت تجربة قصدرة مبنى رباط الخنجي من التجارب الأولية التي تقام في المملكة تحت إشراف المجلس الفني السعودي وبتنسيق من سام بردويل وتيل فيلراث، والتي من المتوقع أن تنتقل الفكرة إلى مدن سعودية أخرى، وقد استغرقت هذه التجربة أسبوعا كاملا، وجاء تنفيذ الفكرة لإحداث اختبار جماعي في الشارع وإثارة الكثير من الأسئلة حول هذا الشئ المغطى، وأن أشعة الشمس المنعكسة بفضل القصدير سوف تعطي طاقة جديدة للمكان وتعطي إلهام وأفكار ومشاعر جديدة للجميع .


ما هو سر مبنى رباط الخنجي ؟

وتأتي فكرة قسطرة رباط الخنجي ضمن فعاليات النسخة الرابعة من فن جدة 21،39 المنظمة من قبل المجلس الفني السعودي والتي تضم أكثر من 50 نشاطا ثقافيا وفنيا، بمشاركة مجموعة من الفنانين والذين يمثلون مؤسسات ثقافية من دول مختلفة، وتقام هذه الفعالية بجدة سنويا وتهدف إلى رفع مستوى الوعي والاهتمام بالممارسة الفنية الإبداعية المعاصرة، وهي من ضمن جهود المجلس لتعزيز الفن والثقافة ودعم الإبداع.


الفنان عبد الله العثمان في سطور


يعتبر الفنان عبد الله العثمان من أبرز الفنانين في المملكة، حيث عمل على التجريب والاستقصاء عن طريق استكشاف الفنون المعاصرة، فهو كما يقول عنه النقاد أنه ذو حرام ملهم ولم يحصر نفسه في نمط فني محدد، بل كان له العديد من الأعمال الفنية ذات الأبعاد المتنوعة، فلم يحصر نفسه في روتين معين، ومن هذه الأعمال “التعذيب بدون لمس”، و”فن الشارع”، و”الرسائل السرية”، و”الأسئلة” و”القفز من علبة بيبسي”.


ما هو سر مبنى رباط الخنجي ؟

كما كان له الحظ الوافر في أن يشارك بأعماله في عدة معارض عالمية منها “معرض برلين”، و”معرض فن دبي”، ومعرض فينيسيا، ومعرض ماربيا بإسبانيا، ومعرض تولنتينو في إيطاليا.