ما الدولة التي تحمل سر تغير الأقطاب المغناطيسية ؟

المعروف عن المجال المغناطيسي أنه المجال الذي يحيط بالكرة الأرضية، والذي يحمي الغلاف الجوي للأرض من أي هجمات من الجسيمات المشحونة التي تأتي من الفضاء كالبروتونات، ويصبح المجال المغناطيسي هو الذي يجعل البوصلة تشير إلى الشمال، ومن ثم يصبح الغلاف الجوي للكرة الأرضية عرضة للتعري أمام الإشعاعات الضارة التي من الممكن أن تصل إلينا من الفضاء في حال عدم وجود المجال المغناطيسي، وهو الأمر الذي سيؤدي حتما إلى انعدام الحياة على سطح الأرض، فما هو المجال المغناطيسي؟ وما علاقة إفريقيا به؟


المجال المغناطيسي


من الممكن أن نتخيل أن المجال المغناطيسي هو عبارة عن سمة أبدية وثابتة للحياة على الأرض، ولكن في الحقيقة فإن المجال المغناطيسي للأرض يتغير بالفعل بين الحين والآخر، وعل ما يبدو فأن ما يقرب من عدة مئات الآلاف من السنين انقلب حال المجال المغناطيسي ليصبح قطبه الشمالي يشير إلى الجنوب والعكس صحيح، وهو ما يشير إلى ضعف المجال المغناطيسي وفقا لصحيفة ديلي ميل البريطانية.


تأثير المجال المغناطيسي على الأقمار الصناعية


من أكثر ما يثير الجدل والقلق للفيزيائيين هو إدراكهم أن المجال المغناطيسي للأرض بدأ في التناقص بمعدل كبير خلال 160 عاما الأخيرة، حيث يتركز هذا التناقص في مساحة كبيرة من نصف الكرة الجنوبي والذي يبدأ من زيمبابوي حتى شيلي، ويعرف علميا باسم ” شذوذ جنوب الأطلسي” والذي يبلغ تناقص المجال المغناطيسي هناك الضعف وهو ما يمثل خطرا على الأقمار الصناعية التي تدور في هذه المنطقة، لأن المجال لن يعد يحميهم من خطر الإشعاعات التي تتداخل في الأجهزة الإلكترونية الخاصة بهم.



وعندما يبدأ المجال في الضعف لدرجة كبيرة من الممكن أن يؤدي إلى أحداث أكثر درامية بما في ذلك حدوث انقلاب عالمي في الأقطاب المغناطيسية وهو ما يؤثر على الأنظمة الملاحية ونقل الكهرباء، ومن الممكن أن يؤثر على الإصابة بأمراض السرطانات لسكان الأرض أيضا، ومن المؤسف أن العلماء إلى الآن لم يستطيعوا تقدير المدى الذي يؤثر على الأرض وهو ما يعني ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث.


أفريقيا والمجال المغناطيسي


هناك مجموعة من السجلات الأثرية الإفريقية والتي يرجع تاريخها إلى 700 عام للتوصل إلى مصادر جديدة للبيانات، فقد توصل الباحثون إلى صناعة نموذج لما قد يبدو عليه المجال إذا كانت لديهم بوصلة تعلو مباشرة دوامات الحديد السائل في لب الأرض حيث تكشف أنه توجد رقعة صغيرة من انعكاس القطبية تحت جنوب إفريقيا عند حافة غطاء اللب في المكان الذي يلتقي فيه الحديد السائل باللب الخارجي بالجزء الأقل صلابة في باطن الأرض .



وبذلك فإن مجال المغناطيسية على العكس من المجال المغناطيسي العالمي في هذه المنطقة، فإذا قمنا باستخدام بوصلة في العمق تحت جنوب أفريقيا فسوف تلاحظ أن الشمال يشير إلى الجنوب وبذلك تكون هذه الرقعة هي السبب الرئيسي وراء تخليق منطقة شذوذ جنوب الأطلنطي حيث تظهر في العديد من نماذج المحاكاة أن الرقعة التي تظهر الانقلابات الجغرافية المغناطيسية تقع تحت جنوب إفريقيا.


قرائن الأسلاف الأفارقة


ترك أسلاف سكان أفريقيا الحاليين من عمال التعدين والفلاحين عن غير قصد قدرا من القرائن، فهم الذين يتكلمون لغة البانتو والذين قد بدأت هجراتهم إلى المنطقة من 1500 إلى 2000 عاما ماضية، حيث كان هؤلاء السكان يعيشون في العصر الحديدي ويعيشون في أكواخ بنيت من الطين، وكانوا يستخدمون الصوامع المصنوعة من الطمي في تخزين الغلال، وكانوا من أوائل مزارعي العصر الحديدي والذين يعتمدون على سقوط الأمطار.



أما في عصور الجفاف فكان الناس يحرقون الصوامع المبنية من الطمي من أجل تنظيفها، وهو ما أدى إلى ترك تراثا من السجلات الأثرية المغناطيسية التي تساعد في الدراسات الحالية، وقد قدم الأجداد في العصر الحديث بجنوب أفريقيا القرائن التي تساعد على مواصلة تطوير الآلية المرجحة لدى الباحثين بشأن الانقلابات المغناطيسية، وعند إثبات صحتها فتكون إفريقيا هي منبع الانعكاس القطبية ..