حكم التعامل مع البنوك بالربا

يشكل المال أهمية كبيرة للناس جميعهم  فهو الوسيلة التي يعتمدون عليها للوفاء بمتطلباتهم ،و احتياجاتهم ،و بالتأكيد  يسلكون الكثير من الطرق للحصول عليه و زيادته ،و لذلك نجد الكثير منهم يحاولون استثمار و ادخار أموالهم فالبعض يضعها في البنوك و ينتفع من أرباحها ،و البعض الآخر يستثمرها في مشروع ما ،و ينتفع بأرباحه ،وخلال السطور التالية لهذه المقالة سوف نتعرف عزيزي القارئ على حكم التعامل مع البنوك الربوية فقط تفضل بالمتابعة .




أولاً لمحة سريعة عن البنوك ،و اهميتها ..


يمكن تعريف البنك على أنه عبارة عن  مؤسسة  منظمة تسعى لتبادل المصالح بين العملاء بشروط محددة أبرزها عدم تشكيل ضرراً على مصلحة المجتمع ،و ضمان الحصول على أرباح ،و قد ساهمت البنوك في القيام بالكثير من  العمليات من بينها الإسثمار و الإدخار ،و تدعيم الإقتصاد القومي ،و المساهمة في التنمية ،و يقوم البنك بمجموعة أساسية من الوظائف أبرزها ( القيام بعمل ودائع للعملاء ،و تشجيعهم على الإدخار ،و فتح الباب أمام جميع عمليات التمويل سواء الدخلية أو الخارجية بالشكل الذي يؤدي في نهاية الأمر إلى تحقيق التنمية ،و تقدم البنوك مجموعة مميزة من الخدمات المصرفية ،و من أبرزها ( القروض ، شراء العملات الأجنبية ،و بيعها .. ،و غير ذلك ) ،و بالطبع تشكل هذه البنوك أهمية خاصة بالنسبة لرجال الأعمال فهي تساعدهم بشكل كبير في تمويل مشروعات ،وساهمت في تيسير الكثير من المعاملات بينهم ،و بين المستثمرين ،و رجال الأعمال من البلاد الآخرى ،و تتعدد أنواع البنوك ما بين بنوك مركزية ،و بنوك تجارية ،و بنوك إسلامية ،و بنوك متخصصة ،و بنوك الإدخار .



ثانياً حكم التعامل مع البنوك بالربا  ..


يتعامل الكثير من الأشخاص من مختلف أنحاء العالم مع البنوك سواء لإستثمار أو لإدخار أموالهم أو لأغراض آخرى ،و فيما يتعلق بحكم التعامل مع البنوك فقد أوضح موقع الإمام ابن باز رحمه الله بأنه لا يجوز التعامل مع البنوك الربوية ،و أكد على ضرورة الإبتعاد عن المساهمة فيها ،و ذلك لأن الربا يعتبر من الكبائر التي حرمها المولى عزوجل ،و استند في ذلك إلى قول المولى سبحانه و تعالى في كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ) صدق الله العظيم ،و قد حذرنا النبي صلى الله عليه و سلم من الربا ،و قال في الحديث الشريف (عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: ( لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آكِلَ الرِّبَا، وَمُؤْكِلَهُ، وَكَاتِبَهُ ، وَشَاهِدَيْهِ ) ، وَقَالَ: (هُمْ سَوَاءٌ) صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم  .. ،و أوضح الشيخ ابن باز أن الفوائد التي تنتج عن الربا جميعها حرام ،و ليس فيها خير و لا بركة  فمثلاً أن يضع الفرد أمواله في البنك مقابل فوائد قدرها ،و ليكن عشرة في المائة أو غير ذلك أو أن يقوم بأخذ قرض ،و ذلك مقابل فائدة قدرها ،و ليكن عشرة في المائة فهذا كله يدخل ضمن الربا سواء إن في بنك أو بين شخصين أو بين التجار أو غير ذلك ،و من الضروري أن يبتعد المسلم عن هذه المعاملات  ،و أكد الإمام ابن باز رحمه الله على ضرورة تشجيع البنوك الإسلامية ،و على المسئولين عن هذه البنوك أن يبتعدوا عن جميع المعاملات التي حرمها المولى عزوجل ،و لا يشجعوا سوى المعاملات الطيبة التي حللها الله سبحانه و تعالى ،و الإبتعاد عن كل ما نهانا عنه .