أهمية توحيد الألوهية

فوري11 نوفمبر 2023
أهمية توحيد الألوهية

التوحيد هي تلك الكلمة التي تأتي من الفعل الثلاثي المضعف الوسط وحد معناها أي أتخذ واحداً منفرداً لا شبيه له ، و لا مثيل ، و لا ند مثله أما بالنسبة لتعريف التوحيد في المعنى الاصطلاحي له فهو يعني إفراد الله عز وجل بالعبادة أي صرف العبادة ، و ذلك بكافة أشكالها القلبية ، و البدنية لله عز وجل وحده دون سواه ، و العبادة هي تلك الغاية التي خلق من أجلها الإنس ، و الجن ، حيث جاء قول المولى جل شأنه في محكم أياته الكريمة للتأكيد على ذلك في قوله تعالى (و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون ) ، و معنى الأية الكريمة التوحيد لله في العبادة ، و إفراده بالدعاء ، و لذلك فإن توحيد الألوهية قسماً من أقسام التوحيد الإسلامي الثلاثة ، ولقد أعطى القرآن الكريم اهتماماً عالياً ، و كبيراً بتلك القضية لأنها هي أساس الدين الإسلامي كله إذ أن الالتزام بإحكام الدين الإسلامي ينشأ في الأساس من الإيمان بوجود الله عز وجل ، و وحدانيته ، و صفاته إذ أن الدين الإسلامي يقصد بتوحيد الألوهية إفراد الله جل شأنه بالعبودية دون غيره .


من أهمية توحيد الألوهية

  • الأمن والطمأنينة
  • القناعة
  • الثقة بالله عز وجل
  • المساواة
  • اللجوء الى الله
  • رضاء الله

و هي تعني إفراد الله جل شأنه بالعبادة من دعاء أو عبادة أي من ناحية الممارسة ، و من ناحية الرجاء ، و ما إلى غير ذلك من أمور يكون لها ذلك الأثر العظيم ، و الكبير في حياة الفرد المسلم ، و التي يلمس أهميتها في عدة مناحي عديدة و منها :-


أولاً :-

امتلاء نفس العبد المسلم بالأمن ، و الطمأنينة إذ أنه ، و بناءا على ذلك لم يعد يخاف إلا الله جل شأنه .


ثانياً :-

تحقيق عامل الطمأنينة الداخلي لديه ، و ذلك في عدة نواحي مثال رزقه ، و نفعه ، و ضرره إذ يكون اقتناعه الكامل بأن كل تلك الأمور الخاصة به هي بيد الله جل شأنه وحده فلا يخاف أي مخلوقاً كان .


ثالثاً :-

زيادة نسبة قوة المسلم النفسية ، و ذلك بسبب ما قد امتلأ به نفسه من الرجاء ، و الثقة بالله عز وجل ، و التوكل عليه ، و الرضا بقضائه ، و الصبر على بلائه .


رابعاً :-

تحقق عامل المساواة بين جميع البشر فالألوهية لله جل شأنه وحده ، و جميع البشر بمختلف أجناسهم ، و اختلافاتهم هم في النهاية عبيدا لله جل شأنه فلا فضل لأحد منهم على أخر إلا بالتقوى ، و الصلاح ، و خشية الله جل شأنه .


خامساً :-

وجود ذلك الملجأ الذي يكون اتجاه العبد المسلم إليه في وقت الكرب ، و الشدة ، و المحن فيكون دعوته للمولى جل علاه أن يكشف عنه محنته أو كربته ، و يبدله خيراً مما قد فقد في الدنيا ، و الأخرة .


سادساً :-

فوز العبد المسلم برضوان الله جل شأنه ، و بجنته .


منهجية القرآن الكريم في عرض أهمية توحيد الألوهية :


أولاً :- مخاطبة العقل :-

كان قد وجه القرآن الكريم أنظار البشر إلى ذلك النظام المحكم ، و العالي الدقة ، و الذي ينظم ذلك الكون الواسع الغير محدود بسمائه و أرضه ، و ما فيهما من كائنات ، و مخلوقات متعددة فكانت دعوة القرآن الكريم للبشر إلى ضرورة التفكر في كل هذا من أجل أن يستدلون بذلك على وجود الخالق جل شأنه ، و قدرته ، حيث أنه من غير المعقول أن يكون ذلك الكون بلا موحد ، و لابد طبقاً للتفكير العقلاني أن يكون وراء هذا الكون المتقن الصنع ، و الأحكام ، و التنظيم إلهاً خبيراً في خلقه حيث جاء قول المولى عز وجل في محكم أياته الكريمة بقوله تعالى ( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت و إلى السماء كيف رفعت و إلى الجبال كيف نصبت و إلى الأرض كيف سطحت ) حيث كانت تلك الأيات للتأكيد على أهمية استخدام الإنسان لعقله في التفكير من أجل إدراك وجود الخالق جل شأنه .


ثانياً :- مخاطبة القرآن الكريم للعاطفة :

– كان قد خاطب القرآن الكريم الوجدان ، و القلب ، و استثار العاطفة في عرض قضية الألوهية ، و ذلك من أجل أن يرتبط العبد المسلم بربه ذلك الارتباط العميق ، و القوي وجدانياً ، و الذي يقوم على عدة عناصر فلبية هامة و هي :-


الحب :-

حيث قد وجه القرآن الكريم إلى حب الله سبحانه ، و تعالى ، و ذلك لما يتصف به جل شأنه من صفات الجمال ، و الكمال ، و الجلال ، و لما يمنحه للبشر من نعم لا حصر لها سواء كانت نعم ظاهرة أو باطنة .


الخوف :-

كان قد بين القرآن الكريم أن المولى عز وجل هو الجبار القوي شديد العقاب ، و ركز على ذكر العديد من تلك المشاهد الخاصة بالعذاب ، و العقاب الإلهي للعاصين يوم القيامة ، مما ينتج عنه امتلاء القلب بإحساس الرهبة ، و الخوف ، و الخشية من الله جل شأنه .


الرجاء :

– تعد صفة المغفرة ، و الرحمة من أحد صفات المولى عز وجل ، و التي قد بينها القرآن الكريم فالله عز وجل يقبل التوبة من عباده ، و لذا فإنه يجب على العبد أن لا ييأس أبداً من رحمة الله عز وجل مهما كثرت معاصيه ، و ذنوبه بل عليه أن يرجع تائباً ، و نادماً راجياً من الله جل شأنه الغفران والعفو .


التأكيد على صفات الكمال لله جل شأنه :-

كان قد أكد القرآن الكريم على صفات الكمال التي يتصف بها المولى جل شأنه مثل صفات الرحمة ، و العلم ، و القدرة ، و القوة ، و الحكمة ، و ما إلى غير ذلك من أسماء للمولى جل في علاه كما كان تأكيد القرآن الكريم على أن الله جل شأنه منزه عن كل عيب أو نقص فهو سبحانه لا يعجزه شيء ، و لا تأخذه سنة ، و لا نوم ، و هو جل علاه منزه عن مشابهة مخلوقاته .


ثالثاً :- عقيدة التوحيد هي أساس لحياة الفرد و الأمة :

– كان قد أكد القرآن الكريم على عقيدة التوحيد ، و التي هي ذلك الأساس لحياة الفرد ، و الأمة إذ أن عقيدة التوحيد التي عبرت عنها كلمة التوحيد (لا اله إلا الله ) قد تضمنت نفي الألوهية عن كل شيء سوى الله جل شأنه ، و من أهم المتطلبات لذلك :-

أن يقوم المؤمن بالتحرر من كل أشكال العبودية لغير الله جل شأنه ، و أن يكون خضوعه له وحده .

أن يخلص العبد المؤمن بنيته ، و عمله لله عز وجل فقط .

أن تجعل الأمة الإسلامية شريعة الله جل شأنه هي السائدة ، و المعمول بها في كل مجالاتها كلها سواء السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية ، و ما إلى غير ذلك من شئون متعددة .


من أمثلة توحيد الألوهية

  • النذر
  • الذبح
  • الطواف



النذر

:


يجب على كل مسلم أن لا يشرك الله تعالي بالنذر ، فيكون النذر لوجه الله تعالي فقط ، فقال الله تعالى (


وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ


).


الذبح:


على كل مسلم أن يفرد الذبح وجميع العبادات لله تعالى فقط ، وذكر ذلك في الآية الكريمة:


(قُل إِنَّ صَلاتي وَنُسُكي وَمَحيايَ وَمَماتي لِلَّـهِ رَبِّ العالَمينَ)


الطواف:


يجب أن يكون الطواف أيضاً لله تعالى فقط ولا يجوز الطوف بخلاف الكعبة الشريفة،  وما يخالف ذلك يعتبر شرك بالله ، فقال الله تعالى: (ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ).[٨][٩] توحيد الألوهية في القرآن الكريم أرسل الله -تعالى- نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- بعدما أصبح الشرك بالله هو الدين المتبع في قريش وسائر بلاد العرب، وأنزل معه القرآن الكريم؛ ليبين مقصود الدعوة القائم على نبذ الشرك.


وفيما يلي بعض الأمثلة الأخرى على توحيد الالوهية من القرآن الكريم:


  • قال تعالى: (شَهِدَ اللَّـهُ أَنَّهُ لَا إِلَـهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَـهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).

  • قال تعالى (هُوَ اللَّـهُ الَّذِي لَا إِلَـهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَـنُ الرَّحِيمُ)[1]