اين تقع مدينة ارم ذات العماد ؟


إرم ذات العماد

… بسم الله الرحمن الرحيم ( والفجر(1) وليال عشر (2) والشفع والوتر (3) والليل إذا يسر (4) هل في ذلك قسم لذي حجر (5) ألم تر كيف فعل ربك بعاد (6) إرم ذات العماد(7) التي لم يخلق مثلها في البلاد)، إن في أيات الله قصص كثيرة وإن في القصص عبرة وعظة، وموضوع مقالتنا هو معرفة مكان مدينة إرم ذات العماد التي تم ذكرها في الأيات السابقة حيث تعتبر تلك المدينة هي مدينة الأحقاف وتقع مابين اليمن وعمان، ويرجع إسم (إرم) نسبة إلى أحد الأجداد القدماء لقوم سيدنا (هود) الذي بعثة الله عز وجل فيهم لما كانوا علية من شرك وضلال وعبادة الأصنام والالهة من دون (الله) سبحانة وتعالى لا شريك له، أما كلمة (ذات العماد) فتحمل في معناها ذات القوة والبأس الشديد، وكانوا يستخدمون قوتهم في البطش والتعالي على البلاد حيث كثيرا ما تجبروا على ماحولهم من أقوام وعشائر.

اين تقع مدينة ارم ذات العماد ؟


أين تقع إرم ذات العماد

… تقع مدينة قوم عاد (إرم ذات العماد) في منطقة جزيرة العرب بين كل من دولتي (اليمن، وعمان)، أما عن إسم مدينة الأحقاف الذي أطلق عليها فهذا يرجع إلى المعنى التي تحملة كلمة (الأحقاف) والذي تعني الرمال (الصحراء)، وكان مكان إقامة قوم عاد تحديدا في منطقة (صحراء ظفار)، التي تبعد قرابة الخمسين كيلومتر في الجهة الشمالية من مدينة صلالة، وثمانين كيلومتر من مدينة ثمريت، وقد تم إكتشاف تلك المنطقة في العصر الحديث في عام 1998 ميلاديا.

اين تقع مدينة ارم ذات العماد ؟


دعوة سيدنا هود عليه السلام

…لقد أرسل الله عز وجل سيدنا هود على قوم مدينة إرم ذات العماد كي يرشدهم إلى عبادتة وحدة لاشريك له وتذكرة منه لهم بأن الله جعلهم خلفاء في الأرض بعد قوم سيدنا (نوح) عليه السلام، وقد خلقهم الله بصفات جسمانية شديدة القوة والبأس كي يختبرهم، ولكنهم إستغلوا تلك القوة بشكل في منتهى السوء حيث إستكبروا في انحاء البلاد بغير حق، إعتقادا منهم بأن قوتهم التي منحها الله لهم ليس لها مرد، ولكنهم جهلوا بأن من أعطاهم تلك القوة قادر على أن يسلبها منهم، وبدأ سيدنا هود بدعوتة محاولا أن يقنعهم  بتوحيد الله عز وجل دون شريك ولكن وجد منهم الإستنكار والتعالي والتحدي، ومرت فترة كبيرة عانى فيها رسول الله من العديد من المساوء كالإستهزاء بكلامة وإتهامة بالسفه والجنون وغيره من الكلام الذي لا يليق برسول كريم، ولكنه لم ييأس وظل ورائهم حيث كان رده عليهم بأنة ليس سفيها ولكنه ناصحا لهم لما هو أقوم و أصلح من خلال تذكيرهم دائما بأن الله هو من رزقهم بكثير من النعم التي لاتحصى فيجب عليهم أن يشكروه ويحمدوه لما أعطاهم وأن لا يبطشوا بالمساكين والضعفاء، ولكن دائما ما كانت دعوته لهم دون أي جدوى أو فائدة، حتى إنهم عاودوا الأستهانه به ومن أمن معه بالله واتهموهم بالجنون، فرد عليهم نبي الله بمنتهى الثقة والإيمان بأنة برئ منهم ومن ما يعبدون من دون الله، حيث جاء في كتاب الله في قوله تعالى (إِن نَّقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوَءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللّه وَاشْهَدُواْ أَنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ (54) مِن دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لاَ تُنظِرُونِ (55) إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (56) فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقَدْ أَبْلَغْتُكُم مَّا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّونَهُ شَيْئًا إِنَّ رَبِّي عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (57)) (هود)، وقد حاول أن يستفزهم في طلبه لهم بان يجمعوا كل ما لديهم من عتاد وأسلحه حتى يكيدوه وفي المقابل منه لا يملك سوى توكله على الخالق العظيم القادر رب العزه (الله) إحتسابا وإيمانا منه بأنه لن يصيبه إلا ما كتبه الله.


عقاب الله عز وجل على قوم هود عليه السلام

… وصل الشرك والكفر بالله عز وجل من قبل قوم هود لدرجة إنهم طلبوا من سيدنا هود بأن يأتي بعذاب الله كصوره من التحدي لله عز وجل، فدعا نبي الله ربه بأن ينصره بما كذبوا، فكان رد الله عز وجل له بأن يصبر على ما أصابه منهم وإنهم سوف يندمون بما صنعوا، واستمرت الأستهانه بالأخرة وعذاب الله إلى أن جائهم رد الله تعالى في إنقطاع المطر لمدة ثلاث سنوات بدون نزول قطرة ماء واحده من السماء حتي أصبح القحط  والجفاف هو حال البلاد، وكانت النتيجة هلاك الأراضي من زرع وإزدهار وماتت الحيوانات ونفذ المال، وحينها ذهبوا إلى ما يعبدون من ألهه غير الله يطلبون منهم الأستسقاء بنزول الأمطار كي ترجع الأمور كما كانت عليها، وفي الوقت الذي كانوا يستسقون فيه سمعوا مناديا من السماء يعرض عليهم الخيار بين إحدى السحب كانت الأولى بيضاء والثانية حمراء والثالثه سوداء وسرعان ما اختاروا السوداء دون تردد وكان هذا المنادي بمثابة إستدراج من رب العزه الله لهم حتى إذا عادوا إلى ديارهم وشاهدوا السحاب الأسود تجمع، فبدأوا بالتهليل فرحة منهم إعتقادا بأن ألهتهم إستجابوا لمطلبهم، ولكن سرعان ما استقبلتهم السحب مع الرياح الشديدة التي جعلت كل شئ يتطاير من الأرض في السماء، وأنفصلت رؤسهم عن أجسامهم كأنها أعجاز نخلا خاوية وأستمر ذلك العذاب مدة سبع ليالي وثمانية أيام حتى من أختبأ منهم من خوفهم لما رأوة من أحداث قتلوا من البرد إثر الرياح التي بعثها الله عز وجل، حيث كانت في منتهى البرودة.


وأخيرا

… سبحان الله القادر المقتدر خلق الانسان وأنعم عليه بالكثير وأرسل الرسل بالحق كي يهدي الناس لما هو أقوم ويعطي للانسان اكثر من فرصة للرجوع إلية ولكن من أبى وأستكبر سيكون من الفاسقين ولن يرضى الله عنه في الدنيا والاخره، عفانا الله وإياكم بأن نكون منهم، ورزقنا الله و إياكم برضاه والجنة ونعيمها.