ماهي خصائص السؤال الفلسفي ؟

الفلسفة في الأساس هي من أحد تلك العمليات التي يقوم بها الفرد ، و التي يكون هدفها الرئيسي هو الارتقاء بتفكيره ، و لا يمكن المقارنة بين الفلسفة ، و بين أي من العلوم الأخرى التي قد عرفها الإنسان عبر تاريخه هذا علاوة على عدم إمكانية تعريف علم الفلسفة بشكلاً دقيقاً أو محدد بشكل عالي ، و ذلك راجعاً إلى اعتماد علم الفلسفة على ركناً أساسياً ، و رئيسياً ، و هو التفكير ، و لذلك فإنها يتم وصفها في بعض الأحيان على أنها عملية التفكير في رؤية التفكير فمن الممكن أن نوافق بشكل عالي الفلاسفة في آراءهم أو نظرياتهم ، و من الممكن مخالفتهم في بعض الأشياء ، و لكن لا يمكننا أن نقوم بتقدير أقوالهم بشكل تام فإذا أستطعنا القيام بذلك عن طريق تفنيدنا لأقوالهم بالدليل ، و البرهان أصبح هذا ما يعرف بمسمى العلم ، و ليس الفلسفة ، و لكن يمكننا تعريف الفلسفة بشكل بسيط على أنها هي محبة الحكمة ، و كانت قد وجدت الفلسفة منذ الوجود الأرسطي ، و الأفلاطوني أو من جاء بعدهم من الفلاسفة ، و الذين قد قاموا بإحداث فوضى كبيرة في عالم الفلسفة ، و ذلك كان عندما أنكروا وجود الحقائق الثابتة ، و قالوا عنها أنها أي الفلسفة هي العلم المتعدد المفاهيم ثم أتى ظهور الفلاسفة المسلمون ، و الذين كان لهم الفضل الكبير في تصحيح العديد  من المفاهيم الفلسفية بل ، و في أدواتها ، و توجيهاتها إذ أنه لم تعد الفلسفة هي ذلك المعنى الذي يقوم على حب الحكمة فقط إنما تعددت مفاهيمها ، و ذلك باختلاف الفيلسوف ، و تلك المدرسة التي ينتمي إليها ، و بالفعل فقد تعددت المدارس الفلسفية ، و ذلك كان على مدى الحقبات التاريخية التي مضت في التاريخ البشري تيارين فلسفيان رئيسيان ، و هما تيار ، و اتجاه يقوم في الأساس على دراسة الآداب ، و العلوم ، و الفنون ، و ذلك من أجل العمل على تكوين تلك النظرة الشاملة ، و الملمة لأسلوب الحياة ، و تيار أخر علمي يقوم في الأساس على دراسة الإنسانيات ، و طبيعة الفكر ، و بشكل عام ، و كلاً من التياران يقومان بحد ذاتهما على السؤال الفلسفي ، و الذي يجعل من الظواهر أو الأفكار بعمومها عبارة عن أسئلة فلسفية ، و لكن التيار الثاني يعتمد على التحليل بدرجة أعلى من التيار الفلسفي الأول ، و الذي يقوم على الفلسفة البحتة بدرجة أعلى من الأول .


السؤال الفلسفي :-

كان أول من قام باستخدام السؤال الفلسفي هو أبو الفلسفة (سقراط) ، و هذا السؤال لم يتخذ شكلاً واحداً أو معيناً إنما قام على عدة أشكال مختلفة ، و ذلك على حسب زمن الفلسفة فمثلاً هناك السؤال الفلسفي الإغريقي الذي هو عبارة عن ذلك التمحيض الخاص بالأفكار ، و يبدأ بسؤالاً عاماً عن المفهوم المدروس ثم يأتي بجواب ، و الذي هو يكون عبارة عن سؤال جديد إذ أن السؤال الفلسفي في رؤية سقراط هو عبارة عن ذلك السؤال الذي يولد الأفكار ، و أنه هذا الخطاب المستقبل ، و الذي يسعى  إلى الاكتمال ، و من ثم يستطيع الوصول إلى الجواب الشافي ، و الكامل ، و الصحيح.


مفهوم السؤال الفلسفي في العصر الحديث :-


أما بالنسبة لمعنى أو مفهوم السؤال الفلسفي في العصر الحديث فهو يعني ذلك السؤال الذي يقوم على مواكبة الحداثة ، و روح العصر بل ، و كيفية انخراط، تع الفرد مع العلم ، و التقنية الحديثة إذ أنه لا يستطيع أي فرد أن يعيش بمجموعة من الأفكار أو المعاني الخاصة بعصر أخر ، و ذلك حتى لا يصاب بصدمة فكرية أو يعاني من تمزقات ذهنية أو معرفية تؤثر في النهاية على السلوكيات الخاصة به أو تجعل منه ذلك الفرد المشتت الذات ، و النفس ، و بالتالي الفكر .


خصائص السؤال الفلسفي :-


للسؤال الفلسفي نوعان من الخصائص ، وهما :-


أولاً :- السؤال ذو الطابع الإشكالي :-

و هي تعني تلك القضية التي تنطوي تحت منظور المفارقة أي عن طريق طرح مجموعة أو عدد من الأسئلة ، و التي لا يمكن الإجابة عنها كلها حيث يبقى سؤالاً لا يجاب عليه ، و الطابع الإشكالي للسؤال الفلسفي هو ذلك الطابع الذي يشكل سؤالاً أي تساؤلاً معيناً ، وليس مجرد سؤال ظاهر أو عادي فالسؤال المنفرد أو السؤال العادي يكون الجواب عليه مبرراً لوجود هذا السؤال مثال عند طرح سؤال ما الغضب فإن الجواب يكون ظاهراً أما الفلسفي فمثلاً يكون الغضب مرتبطاً بشيئاً أم في نظرتنا لهذا الشيء فهو يعني معالجة لهذه الإشكالية ، و هذا الأمر هو من يجعل من السؤال نفسه عبارة عن أسئلة فلسفية مستمرة عبر الزمان إذاً فإن كل جواب لأي سؤال فلسفي هو سبباً في وجود سؤال جديد أخر يطرح ، و قد عرف الفلاسفة بأنه هو فن طرح السؤال ، و تأجيل الجواب عليه من أجل الاستمرار الفلسفي له .


ثانياً :- السؤال ذو الطابع الجذري :-

و في ذلك الطابع يرى بعض الفلاسفة أن تكرر السؤال الفلسفي ، و عملية استعادته ماهي وصول إلى ذلك المبدأ ، و الجذر الأول للسؤال ، و ذلك بمعنى أن السؤال هو عبارة عن أداة اختراق ، و نفاذ لحجاب ظاهر الأشياء أو المفاهيم من أجل البلوغ أو الوصول إلى أسس الأشياء ، و بالتالي مبادئها كما هو الحال عند الفلاسفة الطبيعيين ، و ذلك عند سؤالهم عن أصل الكون .