اسباب انسحاب واشنطن من اتفاقية المناخ

يوم الخميس الماضي أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، انسحاب واشنطن من اتفاقية باريس للمناخ، وهو ما يعني وضع حدود للتكهنات، التي دارت في الأيام الأخيرة، والتي تدور حول إمكانية تنفيذ ترامب للتعهدات التي وعد بها خلال حملته الانتخابية، أن هناك محاولات لإقناعه بالعدول عن ذلك وتوقيع الاتفاق من قبل القادة الأوروبيين، فما هي الأسباب التي دفعت الرئيس الأمريكي للانسحاب من اتفاقية المناخ؟ هذا ما سوف نجيب عنه في السطور التالية


أسباب انسحاب واشنطن من

اتفاقية المناخ



أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن الأسباب التي جعلته ينسحب من اتفاقية المناخ، حيث قال في مؤتمر صحفي له في حديقة البيت الأبيض، أن اتفاقية المناخ تهدف إلى إلحاق الضرر بالولايات المتحدة، وأيضا إعاقتها وإفقارها، وأن الشعب الأمريكي سيدفع ثمنها، لأنها تضر الاقتصاد حيث أورد إنها تكلف الاقتصاد الأمريكي 3 تريليون دولار في الناتج العام، وتقضي على 6 ملايين وظيفة صناعية.

ويأتي انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من اتفاقية باريس للمناخ، بعد توقيع الرئيس الأمريكي السابق” باراك أوباما” عليها في عام 2015 ، والذي اعتبره الجميع قائدا لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري، وتغير المناخ في العالم، وقد تعهد أوباما وقتها بتخفيض الانبعاثات الضارة المسببة لتغير المناخ من 26% إلى 28% بالمقارنة بانبعاثات 2005 وذلك بحلول عام 2025 ،  وأن انسحاب أمريكا من الاتفاقية، ستنضم إلى دولتين آخرتين لم تنضم بعد للتوقيع عليها هما سوريا ونيكاراجوا.


نتائج انسحاب أمريكا من اتفاقية المناخ


في تصريحات خاصة بهيئة الإذاعة البريطانية ” بي بي سي” قالت أن انسحاب أمريكا من اتفاقية المناخ، سيؤذي بشدة الاتفاقية والعالم، ومن المتوقع أن يشجع دولا أخرى على عدم الالتزام، وأضافت أيضا بأن الولايات المتحدة الأمريكية تخلت عن القيادة الأخلاقية للاتفاقيات التي كانت تقوم بها، وأن انسحابها هو بمثابة خطأ تاريخي سيجعل كل الأجيال القادة يشعر بالصدمة حياله، حينما تتخلى الدولة التي تقود العالم عن الواقع والأخلاق.

وكان قد صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في بيان له أن اتفاقية باريس للمناخ لا تصب في صالح الولايات المتحدة، وأنه قد انتخب لتمثيل سكان بيتسبورغ وليس باريس، كما أنه قال أنه حان الوقت لإعطاء يانغستاون وأوهايو وديترويت وميشيغن وبيتسبورغ، وهي من أفضل الأمكنة في هذا البلد، أولوية على باريس وفرنسا، وان هذه الاتفاقية لن يكون لها تأثير كبير على المناخ.


ردود أفعال الدول حول انسحاب واشنطن من اتفاقية المناخ


كانت ردود أفعال رؤساء الدول حول انسحاب واشنطن من اتفاقية المناخ، معارضا تماما، وكانت ردود الأفعال كالتالي:

رئيس المفوضية الأوروبية ” جان كلود يونكر” قد ندد بهذا القرار، وكتب في تغريدة له “قرار خاطئ إلى حد خطير”

أما المستشارة الألمانية ” أنغيلا ميركل” فقد أعربت عن أسفها للقرار الأمريكي وقالت “آسفة لقرار الرئيس الأمريكي” داعية إلى مواصلة “السياسة المناخية التي تحفظ أرضنا” وأعربت أيضا عن أسفها تجاه هذا القرار، وأنها سوف تسعي لإبرام تحالفات جديدة لمكافحة هذه الظاهرة

وعلى صعيد آخر فقد أعربت كلا من برلين وباريس وروما عن أسفهم تجاه هذا القرار، وقد أكدوا في بيان مشترك “نحن مقتنعون بشدة بأنه لا يمكن إعادة التفاوض حول الاتفاق” وأضافوا أن الاتفاقية لا تقبل إعادة التفاوض

وقد أضاف المفوض الأوروبي للتحرك حول المناخ ” ميغيل إرياس كانيتي” أن العالم يمكنه أن يواصل التعويل على أوروبا والذي من خلاله يمكن التصدي للاحتباس الحراري، وقد قال في بيان له “اتفاق باريس سيستمر. يستطيع العالم أن يواصل التعويل على أوروبا في قيادة العالم لمكافحة التبدل المناخي”

ومن الجدير بالذكر أن اتفاقية باريس للمناخ هو أول اتفاق عالمي بشأن المناخ، والذي تم اعتماده في اختتام مؤتمر باريس للتغير المناخي في عام 2015، والتي قد اتفقت 169 دولة حاضرة في المؤتمر منها روسيا على منع ارتفاع معدل درجات الحرارة للكرة الأرضية، أيضا إبقائها دون درجتين مئويتين فوق المستويات التي كانت موجودة ما قبل العصر الصناعي حتى عام 2100