الآثار الجانبية لمضادات الإكتئاب على الحياة الجنسية

إذا كنت تتعالج من الإكتئاب المتوسط أو الشديد ، يقوم الطبيب أو الأخصائي النفسي بوصف أدوية مضادات الإكتئاب لك ، لأنها تساعدك على تخفيف الأعراض ، إلى جانب بعض الطرق الآخرى مثل جلسات الحديث ، والتي تعد جزء هام في بعض الحالات .

تعمل مضادات الإكتئاب عن طريق تنبيه توازن بعض المواد الكيميائية المعينة داخل المخ ، ويمكن أن يسبب هذا التغيير الناتج بعض الآثار الجانبية ، مثل الغضب ، الأحلام الغريبة ،

جفاف الفم

والإسهال  ، وعادة ما تختفي هذه الأعراض بعد أسبوع أو إثنين ، وإذا لم يحدث ذلك ، فمن الأفضل تغير هذا النوع بنوع آخر من أدوية الإكتئاب ، وتوجد بعض أنواع مضادات الإكتئاب الأخرى التي تخفض الرغبة الجنسية ويمكن أن يستمر ذلك لفترة طويلة .

لا يعاني جميع الأشخاص من نفس الأعراض الجانبية ، كما أن هناك بعض أنواع مضادات الإكتئاب التي لا تسبب نفس الأعراض الجانبية ، يوجد أيضا العديد من العوامل التي تؤثر على إستجابة الأشخاص لمضادات الإكتئاب مثل التركيب الوراثي والحالة الصحية الراهنة للمريض .

لذلك يجب التعرف على الآثار الجانبية لمضادات الإكتئاب ومناقشة الطبيب حولها قبل البدء في العلاج ، حتى يمكن تناول هذه الأدوية بأمان وتقليص الآثار الجانبية لها .


الأعراض الجانبية الشائعة لمضادات الإكتئاب

: تشمل هذه الأعراض الغثيان ، زيادة الشهية وكسب الوزن ، فقدان الرغبة الجنسية وظهور بعض المشكلات الجنسية مثل

ضعف الانتصاب

وانخفاض المتعة الجنسية ، الشعور بالتعب ، الأرق ، جفاف الفم ، الرؤية البلورية ، الإمساك ، الدوخة ، الغضب والهياج والقلق .


أولا مضادات الإكتئاب والمشكلات الجنسية :


يعد انخفاض المتعة الجنسية وعدم القدرة على الوصول لهزة الجماع من أكثر الآثار الجانبية الشائعة الناتجة عن تناول مضادات الإكتئاب ، وتوجد طريقة لعلاج هذا العرض وهي إضافة نوع آخر من مضادات الإكتئاب أو حتى أدوية علاج ضعف الإنتصاب ، فمن الممكن استبدال الدواء بنوع آخر للتخلص من هذه الآثار الجانبية ، ولكن لا يجب التوقف عن تناول مضادات الإكتئاب بدون مناقشة ذلك مع طبيبك ، لأن التوقف المفاجئ ربما يسبب مشاكل خطيرة مثل الإنسحاب .


ثانيا مضادات الإكتئاب والوزن :


تعتبر زيادة الوزن عرضا آخر من أعراض تناول مضادات الإكتئاب ، فتوجد العديد من الوثائق التي تؤكد أن هناك عدد كبير من الأشخاص الين تعرضوا لهذه المشكلة ، وخسارة الوزن في بعض الحالات النادرة ، وتوجد العديد من الدراسات الحديثة التي أظهرت أن استخدام مضادات الإكتئاب على المدى الطويل يمكن أن تزيد خطر زيادة الوزن وبعض المشكلات الصحية المرتبطة به ، مثل سكري الدرجة الثانية وارتفاع ضغط الدم .

تشير بعض الدراسات أن زيادة الوزن وإنخفاض الرغبة الجنسية ، هما من أبرز الآثار الجانبية المرتبطة بمضادات الإكتئاب ، كما أن الأدوية الجديدة ربما تسبب عدد أقل من الآثار الجانبية ، ولكن لا توجد المعلومات الكافية للتأكيد على ذلك .

كما توجد بعض الدراسات والأدلة القولية التي تقترح أن أدوية بوبربيون “ويلبوترين” ، التي تعمل على تحفيز السيروتونين والدوبامين في المخ ، ربما تكون أقل تأثيرا على زيادة الوزن من مثبطات امتصاص السيروتونين الإنتقائية .


ثالثا مضادات الإكتئاب والأرق :


توجد بعض أنواع مضادات الإكتئاب المعززة للطاقة ، والتي تكون اختيارا صائبا للأشخاص الذين يشعرون بالنعاس غالبا ، وعلى الجانب الآخر توجد بعض مضادات الإكتئاب التي تسبب النعاس كأثر جانبي لتناولها ، والتي ينصح بوصفها للأشخاص الذين يعانون من القلق ، فعلى سبيل المثال بعض الأدوية مثل “ميرتازابين ” الذي يسبب زيادة الوزن والنعاس تكون جيدة للمرضى الذين يعامون من مشكلات النوم ، وأخيرا يجب استشارة الطبيب إذا كنت تشعر بالنعاس ، فيوجد عدة اختيارات بديلة لمضادات الإكتئاب .


رابعا مضادات الإكتئاب ، العلاج بالتحدث والتحديات :


الإضافة إلى الأعراض النفسية ، يمر المرضى الذين يتماثلون للشفاء ببعض التحديات الأخرى المتعلقة بالقلب والعيون ،  عندما تبدأ أعراض الإكتئاب في الإنسحاب ، وربما تسوء أحوال امرضى قبل تحسنهم ، كما أن جلسات الحديث تستهلك طاقة المرضى العاطفية .


خامسا مضادات الإكتئاب وخطر الإنتحار :


الكثير من الأشخاص قد سمعوا عن تحذيرات الإنتحار التي أقرتها “منظمة الغذاء والدواء” ، والتي طالبت صانعي مضادات الإكتئاب إدراج هذه الملاحظات ، حيث لوحظ ان الأطفال ، المراهقين والشباب الذين يعانون من الإكتئاب أو الإضطرابات النفسية الأخرى ، والذين يتناولون مضادات الإكتئاب ربما يزداد لديهم خطر التعرض للإنتحار وخصوصا في الشهر الأول من تناول هذه العقاقير ، لذلك يجب  مراقبتهم بحذر شديد .

فالتفكير في الإنتحار أثناء تناول مضادات الإكتئاب يعد من أخطر الآثار الجانبية لها ، فيجب التحدث إلى الطبيب إذا راودتك هذه الأفكار السلبية ، ولا تتعامل معها وحدك .

ولا تنسى أن مرضى الإكتئاب يتحسنون ، ولكنك تحتاج لتجربة مضادات الإكتتئاب المختلفة تحت اشراف الطبيب حتى تجد ما يناسبك ، وتعتبر جلسات التحدث خطوة هامة وفعالة خلال العلاج .