السياحة والمتعة في قرية سيدا اليونانية جنوب تركيا
جنوب تركيا ، من أكثر الأماكن في تركيا تفردًا وجمالًا ، يحتوي على عدد من
الآثار اليونانية
و
الآثار الرومانية
، من بقايا الحضارات التي حكمت المنطقة في أزمان بعيدة ، بجانب الطبيعة الغنية المدهشة ، والإطلالة الساحرة على سواحل البحر الأبيض المتوسط ، مما يجعل الجنوب التركي هو القبلة السياحية للكثيرين خلال شهور الصيف .
من أشهر القرى الخلابة في الجنوب التركي ، قرية سيدا Side، من القرى اليونانية الخلابة ، تقع بين مدينة
أنطاليا
الساحلية ، ومدينة ألانيا ، في منطقة مانافجات Manavgat قرب مدينة السليمية Selimiye، والتي تشتهر بالشلالات و المتنزهات الجميلة ، هي أحد المواقع الكلاسيكية الأكثرة شهرة على سواحل البحر الأبيض المتوسط ، وتبعد القرية مسافة 78 كيلو متر من مدينة أنطاليا .
و تبعد القرية مسافة 20 كليو متر من نهر Eurymedon River ، في الجزء الشرقي ، وتقع القرية على شبة جزيرة صغيرة بين الشمال والجنوب ، و هي من أروع القرى السياحية الخلابة في
جنوب تركيا
، و اليوم يوجد بها كافة الخدمات السياحية من مطاعم وفنادق و أسواق ، و هي من الفرص الجميلة لعشاق التصوير الفوتوغرافي ومحبي رؤية الآثار الرومانية واليونانية القديمة.
تاريخ مدينة سيدا:
و يرجع تاريخ هذه القرية ، للقرن العاشر قبل الميلاد ، حيث تحمل رئيس
أثينا
رعاية المدينة ، تقول الأساطير أن القراصنة سيطروا عليها ، و كانت المدينة تمتلك القوارب الصغيرة الحرفية ، مما جعلها من أكبر المراكز التجارية ، بعد ذلك استوطنتها العديد من الحضارات القديمة ، أهمها الحضارة الليدية ثم
الحضارة الفارسية
، من ثم الحضارة المقدونية ثم الحضارة الرومانية ، حتى الفتح الاسلامي ودخول
السلاجقة
وأعقبهم سلاطين بني عثمان.
و ازدهرت المدينة من عام 333 قبل الميلاد ، بسبب احتلال الاسكندر المقدوني لها ، وبعد وفاة الإسكندر سقط جانب من ازدهار المدينة ، إلى أن أصبحت من المراكز الثقافية في عهد
بطليموس الأول
، بعد دخول السلاجقة تمكنت المدينة من حكم نفسها بنفسها ، وازدهرت كمركز ثقافي كبير ، ازدهرت في المدينة أيضًا بناء الكنائس خاصة بعد احتلال الرومان لها ، و يوجد اليوم أثار لبقايا مجموعة من الكنائس الرومانية .
و كشفت الحفريات الحديثة أن النقوش الموجودة ، على بعض بقايا المدينة ترجع للقرنين الثاني و الثالث قبل الميلاد ، وتم اكتشاف أعمدة تعود للقرن السابع قبل الميلاد ، ليؤكد أنها متواجدة منذ القرون الأولى من عمر الإنسانية ، أما اسم سيدا فمعناه الرومان ، وتتميز القرية بالغنى التاريخي بسبب كل تلك الحضارات التي تعاقبت عليها .
أما الأطلال والآثار فيها ، فمن أبرزهم الإطلال والآثار في اقليم آسيا الصغرى ، وهي بمثابة ثروة حقيقية ، تعتمد الأعمدة فيها على نظام الأقواس ، و التجاويف اليونانية ، و يوجد اليوم أطلال المسرح الكبير Aspendos ، كان مخصصًا لجلوس 15- 20 ألف شخص ، ولكنه انهار مع الوقت ، تم الحفاظ على مجموعة من أسوار المدينة العريقة ، وبعض الأعمدة الرخامية والحمامات الرومانية القديمة .
و يمكن للزائر أن يأخذ جولة أثرية في معبد فورتشنا ، و الذي يرجع بناءه للقرن الثامن الميلادي ، ويتكون المعبد من 12 عمود ، كان يتم بيع العبيد عليه ، أيضًا معبد ديونيسوس الروماني ، و القريب من المسرح وبقايا الكنائس ، مع مغارة من أجل إمدادات المياه الطبيعية ، و يوجد مواقع وأطلال أخرى غير معروفة يقال أنها ترجع للعهد الروماني .
منذ عام 1975 ، وبدأت الحكومة التركية في الاهتمام بالقرية وعمل الحفريات اللازمة لها ، لتكون مكان سياحي تاريخي من الدرجة الأولى ، قبل ذلك في عام 1895 انتقل اللاجئون الأتراك من كريت إلى تلك المدينة المدمرة ، وقاموا بتسميتها السليمية ، وأصبحت اليوم من الأماكن الساحرة لقضاء العطلات الصيفية .
فبجانب الغنى التاريخي الطبيعي في المدينة ، يوجد فيها الأماكن الخضراء والتلال والسهول على جانب نهر كانيون ، حيث يقام بالنهر سنويًا مسابقات التجديف الجماعي ، وهي من أكثر الرياضات المائية شعبية هناك ، أيضًا يوجد شلالات مانفجات العالية نسبيًا ، هي من المناطق المناسبة للسباحة أيضًا ، كما أنها بمثابة منطقة استشفائية لعدد من الأمراض الجلدية والعظمية .
أيضًا تستطيع الاستمتاع برحلات القوارب في مياه البحر المتوسط ، لو كنت من عشاق التصوير سوف تلتقط صورًا غاية في الإبداع لغروب الشمس خلف المعالم الأثرية ، والمنعكسة على مياه البحر المتوسط الساحرة.