ماهي الاشهر الحرم ولماذا سميت بذلك


قال تعالى ( إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم) صدق الله العظيم. لكل شهر من الشهور العربية معنى مرتبط بالأعمال التي تؤدي فيه، وهناك الأشهر الحرم التي بلغ عنها الرسول في حديثه الشريف عن نفيع بن الحارث الثقفي أبو بكرة  رضي الله عنه أن النبي  صلى الله عليه وسلم خطب في حجته فقال: (إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاث متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادي وشعبان) والأشهر الحرم الأربعة كما جاءت في حديث رسول الله هي (ذو القعدة وذو الحجة ومحرم ورجب) وسوف نستعرض سويا في هذا المقال معني تلك الشهور ولماذا سميت بذلك.



سميت الاشهر الحرم بهذا الاسم



كانت تلك الأشهر في الجاهلية عند العرب لها عظمة ووقار كبير ويحرم فيها ارتباك الكبائر وجاء الإسلام فأمر الله سبحانه وتعالى بحرمة القتال فيها إلا في حالة الرد على أي عدوان من عدو، ويضاعف الله الحسنات لمن يشاء من عباده في تلك الشهور لذلك ينصح بالإكثار من الصدقات والتبرعات والأعمال الخيرية، وتجنب ارتكاب الكبائر الآثام والمعاصي .



معاني اسماء الشهور الحرم




1- شهر ذو القعدة




يرجع تسمية شهر ذو القعدة بهذا الاسم لأن العرب اشتهرت بالقعود فيه عن القتال فيه أو الترحال واستعدادهم للسفر لأداء فريضة الحج، وهو الشهر الحادي عشر من

السنة الهجرية

العربية.



2- شهر ذو الحجة




يرجع سبب تسمية شهر ذو الحجة بهذا الاسم لأنه شهر الحج الاكبر الذي يأتي فيه الناس من كل بقاع العالم لأداء

مناسك الحج

الشهر إلى بيت الله الحرام، وبالتالي ينشغل الناس بأداء المناسك، وهو الشهر الاخير في شهور السنة الهجرية، والشهر الثاني من الأشهر الحرم.


3- شهر محرم





يرجع سبب تسمية شهر محرم بهذا الاسم، لأن العرب قديما كانوا يحرمون فيه القتال وعندما نزل الاسلام حرم فيه القتال أيضا، ومن أجل عودة الحجاج والتجار سالمين إلى ديارهم، وهو الشهر الأول من شهور السنة الهجرية.



4- شهر رجب




جاء شهر رجب بمعنى شهر التعظيم حيث كان العرب قديما يغيرون مواعيد الشهور على حسب حالة الحرب والسلام ولكن كانت قبيلة مضر لا تغيره بل تجعله في وقته، ومعني كلمة رجب اي التعظيم والترجيب، وهو الشهر السابع من شهور السنة الهجرية.


الخصائص التي تتميزها بها الأشهر الحرم


1-يضاعف الله لعباده الأجر والثواب كما يضاعف الإثم والعقاب لمن يخالف ما أمر به وكما يحرم القتال في هذه الأشهر، يحرم الظلم لقول الله سبحانه وتعالي (فلا تظلموا فيهن أنفسكم).


2- تتضمن الأشهر الحرم على فرائض وعبادات ليست في غيرها، مثل فريضة الحج وهي الركن الخامس من

اركان الاسلام

وتحدث في شهر ذي الحجة فقط، والليالي العشر من ذي الحجة وهي الليالي التي أقسم الله بها في سورة الفجر، ويوم عرفة وهو يوم تصوم فيه المسلمون غير الحجيج، ويكافئ الله عباده فيه بعيد الأضحى الذي تشرع فيه ذبح الأضحية من لحوم، كما يشرع الصيام في شهر محرم في يومي تاسوعاء وعاشوراء.



الحكمة من تحريم الأشهر الحرم



رحمة الله بعباده، حتى يتمكن التجار والحجاج والمعتمرون من الوصول إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، والعودة إلى ديارهم بسلام.


حكم حرمة القتال في الاشهر الحرم


اختلف العلماء: هل حرمة القتال فيها باقية، أو نسخت؟ وجاء رأي الجمهور أنها نسخت، وأن تحريم القتال فيها نُسخ وهناك رأى آخر: أنها باقية ولم تُنسخ، وأن التحريم فيها باقي ولا يزال، وهذا القول أظهر من جهة الأدلة.


فضائل الأشهر الحرم


  • يتضاعف أجر المسلم في هذه الأشهر الكريمة ، والدليل على ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم


    قال -عليه الصلاة والسلام-: (ما مِن أيَّامٍ العمَلُ الصَّالحُ فيهنَّ أحبُّ إلى اللَّهِ مِن هذهِ الأيَّامِ العَشر فقالوا يا رسولَ اللَّهِ ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ ؟ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ إلَّا رجلٌ خرجَ بنفسِهِ ومالِهِ فلم يرجِعْ من ذلِكَ بشيءٍ).

  • يعظم الله من ثواب الصيام في الأشهر الحرام بعد صيام شهر رمضان الكريم.

  • تزداد حرمانية الذنوب ، فقال الله تعالى


    قال -تعالى-: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهورِ عِندَ اللَّـهِ اثنا عَشَرَ شَهرًا في كِتابِ اللَّـهِ يَومَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ مِنها أَربَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدّينُ القَيِّمُ فَلا تَظلِموا فيهِنَّ أَنفُسَكُم…) وهذا دليل ايضاً على تحريم الظلم في الأشهر الحرم.


هل الذنوب مغلظة في الأشهر الحرم


نعم الذنوب مغلظة في الأشهر الحرم وذلك وفقاً لما ذكر في القرآن الكريم ، حيث تعني كلمة الحرم أن المعصية والذنوب اشد عقاب ، فقال الله تعالى في سورة التوبة


عند قوله تعالى: (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم) [التوبة: 36] [1]