من هو الصديق الحقيقي

الصداقة من أسمى العلاقات الإنسانية ، فهي العلاقة التي تربط بين شخصين متحابين  أو أكثر ، تقوم على أساس التعاون والثقة والمودة والإخلاص ، في الأغلب تميل الصداقة للرابط في الاهتمامات المشتركة والنشاط المشترك  في شيء ما ولكن هذا ليس الأغلب ، والصداقة الحقيقة من الروابط الفريدة ،  فعن

أبي هريرة

رضي الله عنه قال رسول الله صلّ الله عليه وسلم ” سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ، إمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله ، ورجل قلبه معلق بالمساجد ، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله . ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه”.

وقد وضع الله تعالى مكانة الصداقة الحقيقية ” رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ” ، في مكانة كبيرة تحت عرش الرحمن مباشرة ، وفي التاريخ نماذج تمثل الصداقة الحقيقية ، و ليس هناك علاقة أعمق من علاقة الرسول صلّ الله عليه وسلم ، و سيدنا

أبو بكر الصديق

رضي الله عنه ، فهو رفيق الهجرة ، وأول من آمن بيه وصدقه ، وضحى بماله وحياته من أجل

الرسول صلّ الله عليه وسلم

والدعوة ، و كان من الأمثلة الجلية التي توضح معاني الصداقة الحقيقية.


أيضًا الصداقة رابط إنساني يربط أكثر من شخص ، و من العلاقات التي لا تستنزف الجهد والطاقة ، لذلك يمكن التعرف على الصديق الحقيقي بوجود مجموعة من العلامات :

1- الصديق الحقيقي هو الشخص الذي يعطي ولا يأخذ : في معظم الأوقات تجده يقف بجانبه في أوقات الشدة وفي وقت الرخاء ، و تجده يعطيك دون أن يطلب منك أي شيء ، و يضحي بماله ، ونفسه من أجلك ، لأن الصداقة وصلت لمرحلة الحب المجرد في الله تعالى.

2- لا يحب الصديق الحقيقي أن يكون في بؤرة الاهتمام ، لا يحب أن يحظى بمدح الآخرين والثناء عليه ، لأنه يفعل تضحياته لوجه الله تعالى ، ويحب صديقك الحقيقي أن تنال اعجاب الناس وتقدريهم ، ويحسن من صورتك أمام الآخرين ويحب الخير لك ، ويفضلك على نفسه أحيانًا كثيرة.

3- الصديق الحقيقي هو من يساعدك مساعدة حقيقية ، ولا يفتعل الأعذار لكي يهرب من مساعدتك ، ويأتي لمساعدتك رغم انشغاله بالعمل أو غير ذلك من أمور .

4- يدفع عند السلوكيات السيئة ، فالصديق الحقيقي له هو الذي يؤمرك بالمعروف و ينهاك عن المنكر ، و تجده يدفعك للصلاة و العمل الصالح ، و يتسابق معك على الخيرات والأمور الحسنة ، و يسبقك على المسجد ، و يسبقك لذكاة وإعطاء المساكين ، مثلما كان يفعل الصديق رضي الله عنه ، وأمير المؤمنين عمر رضي الله عنه، كنا يتسابقان لإعطاء الفقراء.

5- الصديق الحقيقي هو الذي يلتمس لك الأعذار ، ويحسن الظن بك ، ويرعاك في أهلك ومالك وغيبتك ، ويكون معك على الخير والشر ، ويصدقك القول ولا ينافقك ، ويؤثرك على نفسه ، ولو رأي منك عيب أو فعل غير حسن ينصحك ويتمنى لك الخير ، الصداقة إيمان وود لا يموت مهما طال الزمن وتفرقت الأصدقاء ولكنهم عند الاجتماع مرة أخرى يظلوا أوفياء ، ويقول الحكماء أن الحب قد يموت مع الوقت ، ولكن الصداقة لا تنتهي أبدا مهما طال الزمن والوقت.