تاريخ نشأة علم النحو

أجمع أهل العلم على ان أول من وضع علم النحو وهو علم تركيب المفردات والجمل هو أبو الأسود الدؤلي بأمر من الإمام على بن أبي طالب كرم الله وجهه، كما يروى أنه شكل الحروف وقد أمر

أبو الأسود الدؤلي

من وضع علم تركيب الجمل وألقى عليه بعضاً منها حتى أن أبو الأسود أجابه بأنه “سوف يصنع نحو ما صنع” فسمي نحواً.


ما هو علم النحو ؟


تعريف

علم النحو

في مصطلح اللغويين هو العلم الذي يدرس الجملة أو علم تركيب الجمل والذي يختص بالبحث في أصل تركيب الجمل العربية والذي نظمه الدوادي في بيت شعر قائلاً:

للنحو سبع معانٍ قد أتت لغة جمعتها ضمن بيت مفردٍ كمُلا
قصـد ومثـل ومقــدار وناحـية نوع وبعض وحرف فاحفظ المثلا


وما هي ثمرة هذا العلم ؟


ونعني هنا بالثمرة أي الفائدة التي تعود على المتعلم بعلم النحو وهي : فهم المقصود من كلام الغير بحسب إعرابه، فقد يتوهم السامع الذي لا يعرف علم النحو معنى للجملة غير التي يقصدها الراوي فمثلاً قال الله تعالى في كتابه الكريم “إنما يخشى اللهَ من عباده العلماء” وهنا عند سماع هذه الآية بدون دراسة لعلم النحو يظن السامع معاذ الله (أن الله سبحانه وتعالى يخشى بمعنى يخاف من عباده العلماء) ولكن هذا لا يصح في حق الله تبارك وتعالى متنزهاً عن صفة الخشية أو الخوف، أما الدارس لعلم النحو فإنما يصل إليه المعنى الحقيقي المقصود من الآية لأنه قرأها على نحو سليم بتشكيل وإعراب صحيح وهو (أن عباد الله العلماء يخشون الله) كيف؟

تقرأ اللهَ بالفتح لأنها منصوبة حيث أنها مفعول به مقدم وبالتالي الخشية تقع عليه وليست منه بينما يقرأها الغير دارس للنحو اللهُ بضم الهاء وهنا يصبح الله فاعل أي تقع منه الخشية والعياذ بالله وهنا يتضح لنا جمال لغتنا العربية وكيفية انتقاء الكلمات وما في القرآن الكريم من إعجاز لا يدركه بشر.


سيبويه أشهر علماء علم النحو :


هو مولى بن الحارث بن كعب، المولود في عام 765م في بلاد فارس، أطلق عليه اسم

سيبويه

وهو صغير السن، أشهر شيوخه هو شيخ وإمام اللغة العربية

الخليل بن أحمد

الفراهيدي، أظهر حبه لعلم النحو والصرف وهو في سن صغير

،

وبرع فيه حتى لقبه العلماء بإمام النحو وحجة العرب، ألف كتاب سيبويه في النحو ، والذي قال عنه العلماء “إذا تأملت الأمثلة من كتاب سيبويه، تبينت أنه أعلم الناس باللغة” وقالوا أيضاً “لم يكتب الناس في النحو كتاباً مثله وجميع كتب الناس عليه عيال”، توفى عام 796م في قرية البيضاء في شيراز ورثاه الكثير من علماء وأئمة عصره حتى قال الأصمعي فيه هذه الكلمات الرقيقة المؤثرة أسفاً على فراقه :

ذهــب الأحـبة بعد طــول تــزاورٍ ونأى المزار فأسلموك وأقشعوا
تركـوك أوحـش ما تكـون بقـفرةٍ لم يؤنسـوك وكربـةٍ لم يدفعــوا
قضى القضاء وصرت صاحب حفرةٍ عنك الأحبـة أعرضـوا وتصدعـوا


أشهر مؤلفات ومراجع علم النحو :


– كتاب سيبويه في علم النحو.

– كتاب “الكافيةُ” في علم النحو، و “الشافيةُ” في علم الصرف لصاحبهم أبو عمر بن الحاجب.

– كتاب بن مالك في النحو، وألفيته الشهيرة ”

ألفية بن مالك

” والتي نظم فيها قواعد النحو في مجموعة من الأبيات الشعرية.

– كتاب “أوضح المسالك إلى ألفية بن مالك”، لصاحبه بن هشام الأنصاري.

– كتاب “قطر الندى وبل الصدى”، لصاحبه بن هشام الأنصاري.