قصة مقولة ” دقة بدقة ولو زدت لزاد السقا “

هي إحدى

القصص والحكايات

التي تخبرنا دائماً بأن الله مطلع على سرائرنا وما تحويه الأنفس وليس الظاهر منها فقط، وهي قصة لاحد التجار الذي أخبرته زوجته بأن الساقي قد قام بمغازلتها عن طريق الإمساك بيدها فما كان منه إلا أنه قال هذه الجملة المشهورة “دقة بدقة ولو زدت لزاد السقا”.


قصة دقة بدقة ولو زدت لزاد السقا :


يحكى ان تاجراً ذا صيت وشهرة عالية بين التجار كان يعمل ببيع وشراء الذهب، وكانت كلما تدخل إليه امرأة لا يتورع عن مغازلتها وإلقاء الكلمات المعسولة على أذنها حتى تخرج من عنده، وكان يشعر دائماً أنه لا يوجد حرج فيما يفعله فهو يقدر زبائنه ويمدحهم، ونسى أن الله حرم على المسلمين الكلام مع النساء لغير الضرورة وفي حدود الأدب والمعروف كما أن عادتنا العربية تدعونا إلى احترام

المرأة

والتأدب معها.


سبب المقولة :


وفي أحد الأيام وبينما هو جالس في دكانه وجد سيدة أرادت شراء بعض الأساور الذهبية، وبالفعل جلست تختار منها وهي في غاية التحفظ والأدب، وعندما اختارت إحداها جلست تلبسها في يدها لتجربها فلم تستطع، فعرض عليها التاجر المساعدة، وبينما هو يساعدها في إدخال الأساور حتى ضغط بيديه على يديها بطريقة غير مؤدبة تنم عن المغازلة، فما كان من المراة إلا أن قامت فزعة وتركت الأساور وغادرت المحل وهي في حالة كبيرة من الغضب، جلس بعدها التاجر يضحك ولم يلتفت إلى غضب المرأة من أفعاله.


دقة بدقة :


وبعد انتهاء اليوم عاد التاجر إلى بيته كعادته فوجد زوجته منهارة في البكاء فسألها عن السبب والسر وراء كل هذا البكاء فأجابته والدموع منهمرة من عينيها، أنها اعتادت كل يوم أن يأتيها السقا لملء الجرار بالماء، وفي كل يوم يأخذ منها الجرار بمنتهى الأدب وبدون أي مضايقة ويرجعها مرة أخرى إلا اليوم، فعندما هم لأخذ الجرار قم بفعل غريب فسألها الزوج ماذا فعل ؟، فأجابت قام بمغازلتي وضغط على يدي أثناء مناولته الجرار فما كان مني إلا أن طردته، وأغلقت الباب في وجهه ولم استطع بعدها القيام بأي عمل في المنزل فقد أحست بالإهانة من ذلك السقا عديم الأدب.

بعد استماع التاجر لزوجته تذكر المرأة التي كانت في دكانه في الصباح وكيف أنه فعل نفس الفعلة بها وأن رد المرأة كان مماثلاً لرد زوجته فقال قولته المشهورة “دقة بدقة ولو زدت لزاد السقا”، فقد علم جيداً انه لو كان تمادى في أفعاله مع المرأة، كان السقا زاد في فعلته.


إن الله يراك :


على الإنسان أن يعلم جيداً أن الله مطلع على جميع الأعمال ظاهرها وباطنها ويعلم ما تخفي  الأنفس وما تخفي الصدور، كذلك إن الله حكم عدل لا يرضى بالظلم أو الإهانة لعبد من عباده، لذا على الإنسان أن يكون رقيب نفسه يحاسبها ولا يدع مجال للمعصية فهو يعلم جيداً أن الله يراه فيجب أن يستشعر الحرج من خالقه رب العزة والكون.

كذلك على

المظلوم

أن يعلم ان الله منتصر له ولو بعد حين ولا يمكن حاشا لله أن ينساه أو ينسى مظلمته فهو خالق الكون ومنظمه، بيده الأمر كله خيره وشره حلوه ومره، ينتصر للمظلوم ولا يمكن أن ينصر ظالم فقد أقسم في حديثه القدسي بنصرة دعوة المظلوم حين قال رب العزة ” وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين”