نبذه عن حياة الإمام الفاضل جلال الدين السيوطي

عبد الرحمن بن كمال الدين أبي بكر بن محمد سابق الدين خضر الخضيري الأسيوطي و الذي عُرف بإسم جلال الدين السيوطي و ذلك نسبة إلى مدينة أسيوط ، هو أحد أشهر العلماء المسلمين حيث كان عالماً في الحديث و التفسير و اللغة و التاريخ و الأدب و الفقه  ، و قد ولد عام 849 هـ في مصر ، و تنقل إلى عدة بلاد منها

المغرب

و الشام و لكنه استقر في مصر ، و قد تقلد العديد من المناصب و في النهاية مكث في منزله و تفرغ للتأليف ، ثم توفي عام 911 هـ .


نشأة و حياة الإمام السيوطي :


نشأ السيوطي في أسرة متدينة و متعلمة و قد كان أبوه عالماً يحظى بمكانة كبيرة بين العلماء مما جعل الكثيرون يتعلمون على يديه ، و قد توفي عندما بلغ السيوطي ست سنوات فعاش الطفل يتيماً ، ثم قرر الاتجاه إلى

حفظ القرآن الكريم

و أستطاع اتمام حفظه بالكامل قبل أن يبلغ سن الثامنة ، و بعد ذلك قام بحفظ عدة كتب من بينها كتاب العمدة و مناهج الفقه و الأصول و

ألفية بن مالك

.

كان الطفل واسع المعرفة منذ سن صغير نتيجة كثرة قراءاته ، مما جعله يحتل مكانة كبيرة بين العلماء الذين كانوا من رفاق أبيه ، و قام بعض العلماء بتولي الوصاية عليه و من أبرزهم الكمال بن الهمام الحنفي و الذي كان له أثر كبير على فكر السيوطي فقد جعله يبتعد عن أرباب الدولة و بعد ذلك قام السيوطي بالعديد من الرحلات المختلفة و أتم دراسة الحديث في المدرسة الشيخونية .


أبرز شيوخ العلم لجلال الدين السيوطي :


كان هناك نخبة من كبار الشيوخ و العلماء الذين تأثر بهم السيوطي في علوم الدين و اللغة و الأدب ، حيث كانت بداية السيوطي في تلقي العلم منذ عام 864 هـ ، و أستطاع قبل مضي عامين أن يدرس الفقه و النحو و الفرائض و يألف كتابه ” شرح الاستغاذة و البسملة ” الذي كان أول كتاب يقوم بتأليفه و أعجب به كثيراً شيخه ” علم الدين البلقيني ”  و كان السيوطي في ذلك الوقت لا يتعدى السابعة عشرة من عمره .

أتبع السيوطي منهجاً في تعليمه مع المشايخ حيث إذا وقع اختياره على أحد الشيوخ فيجلس إليه حتى يتوفى ، ثم بعد ذلك يقوم بالانتقال إلى شيخ آخر ، و قد كان عمدة هؤلاء الشيوخ هو ” محيي الدين الكافيجي ” الذي ظل معه السيوطي لمدة أربع عشرة سنة ، و تعلم منه

التفسير

و المعاني و العربية و الأصول و العديد من العلوم ، مما جعله يطلق عليه لقب ” أستاذ الوجود ” .

كان هناك عدة شيوخ أخرى معروفين تلقى السيوطي على أيديهم العلم من أبرزهم : الشيخ شرف الدين المناوي الذي تعلم منه القرآن و

الفقه

، و الشيخ تقي الدين الشبلي الذي تعلم منه الحديث ، كما كان هناك شيوخ من النساء أيضاً مثل آية بنت جار الله بن صالح ، و أم الفضل بنت محمد المقدسي ، و كمالية بنت محمد الهاشمية ، و أم هانئ بنت أبي الحسن الهرويني و غيرهن .


مؤلفات الامام جلال الدين السيوطي :


قام الامام العظيم جلال الدين السيوطي بتأليف مجموعة كبيرة من الكتب و الرسائل ، و قد قيل أن مؤلفاته وصلت إلى 600 مصنف و كانت متنوعة في العديد من المواضيع ، أما أبرز مؤلفاته هي :

– الجامع الكبير .

– الإتقان في علوم القرآن .

– الجامع الصغير في أحاديث النذير البشير .

– الدر المنثور في التفسير بالمأثور .

– شرح سنن ابن ماجه .

– الحاوي للفتاوي .

– الحبائك في أخبار الملائك .

– الغرر في فضائل عمر .

– الروض الأنيق في فضل الصديق .

– الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة .

– ألفية السيوطي .

– العرف الوردي في أخبار المهدي .

– المَدرج إلى المُدرج .

– المزهر في علوم اللغة و أنواعها .

– إسعاف المبطأ برجال الموطأ .

– كوكب الروضة .

– إعراب القرآن .

– أسباب ورود الحديث .

– إرشاد المهتدين إلى نصرة المجتهدين .


تلاميذ جلال الدين السيوطي :


كان هناك مجموعة من التلاميذ الذين تلقوا العلم على يد الإمام جلال الدين السيوطي ، و استطاعوا فيما بعد أن يحتلوا مكانة كبيرة بين العلماء ، و من أبرزهم :

–  شمس الدين بن طولون .

– شمس الدين الداودي الذي ألف كتاب طبقات المفسرين .

– ابن إياس الذي ألف كتاب بدائع الزهور .