جورج ستني أصغر شخص حكم عليه بالإعدام

هو جورج ستني الطفل الأمريكي صاحب البشرة السوداء وضحية

العنصرية

الأمريكية [1930 – 1944]، تم اتهامه في قضية جنسية حسب تصريحات الصحافة الأمريكية نتج عنها قتله لفتاتين من البيض بعد محاولته لاغتصاب احدهم والتخلص من الأخرى، وفي خلال ساعة واحدة حصل المحقق على الاعتراف الكامل بتفاصيل الجريمة ليلقى هذا الطفل البريء المصير الأكثر تشاؤمًا وهو عقوبة الإعدام بالكرسي الكهربائي، ليصبح بعدها بـ 70 قضية للرأي العام عند محاولة أخته في رفع قضية لإثبات براءة أخيها، تحت مسمى أصغر شخص حكم عليه بالإعدام في القرن العشرين وقد حصل فيها جورج على حكم البراءة.


جورج ستني أصغر شخص حكم عليه بالإعدام


بداية المأساة :


بدأت أحداث هذه المأساة في كولومبيا ولاية كارولينا الجنوبية بالولايات المتحدة الأمريكية في عام 1944، حيث قررت الطفلتان بيتي وماري الخروج للتنزه بالعجل وقطف الورود من الغابة، وفي الطريق للغابة مرت الطفلتان على بيت جورج ستني الذي ينتمي لأسرة فقيرة من السود وكان جورج يلعب مع أخته كاثرين خارج المنزل حين مرت به ماري وبيتي، بعد عدة ساعات خرج أهل القرية في حالة ذعر للبحث عن الفتاتين لتغيبهم عن المنزل لفترة دون وجود أي أثر لهم، وبعد فترة من البحث المتواصل وجدت الفتاتان مقتولتان.


اقتياد جورج إلى الشرطة :


بعد عدة ساعات جاءت مجموعة من الرجال البيض إلى بيت جورج واقتادوه إلى قسم الشرطة موجهين له تهمة قتل الفتاتان، اللتان وجدتا عليهما آثار كسور ورضوض وأفاد احد الشهود ان آثار الأقدام هي التي قادتهم لجثة الفتاتين حيث وجدت بعض الآثار لأقدام صغيرة في طريق ضيق على حافة المدينة، ومع تتبع هذه الآثار وجدت جثة الفتاتان وبجانبهم مقص ملقى على العشب.


اعترافات الطفل جورج :


بعد ساعة واحدة من اعتقال الطفل جورج الذي لم يتجاوز الرابعة عشر من عمره خرجت الشرطة لتعلن للجمع المتجمهر حول مخفر الشرطة أن جورج اعترف بارتكابه للجريمة وأنه في طريقه للمحاكمة لتسود حالة من الرضا والهدوء للجميع وينفض الجمع.

وحسب الاعترافات المدونة بسجل القضية والمنسوبة للطفل جورج أنه اعترف برغبته الشديدة في ممارسة الجنس مع الطفلة بيتي ولم يكن بوسعه إلا التخلص من ماري لتنفيذ رغبتهن ومع المقاومة والرفض الشديد له من بيتي قرر أن يتخلص منها هي الأخرى حتى لا ينفضح أمره بقتله لإحداهما ورغبته في ممارسة الجنس مع الأخرى.


تعرض أسرة جورج للاضطهاد :


وبطبيعة الحال فقد ساد المناخ العنصري الذي خيم على القضية بأكملها وهي محاولة قتل واغتصاب فتى أسود لفتاتين من البيض مما أدى في النهاية لقتل الاثنتين، مما جعل أهل القرية يقومون بطرد جميع أفراد أسرة جورج ستني من القرية وإجبارهم على ذلك، وفصل الأب من عمله في خطوة مكملة لعملية الاضطهاد بخلاف المضايقات التي تعرض لها جميع أفراد الأسرة حتى تمكنوا من المغادرة بالفعل.


محاكمة جورج ستني البالغ من العمر 14 عام :


بتاريخ 21 إبريل لعام 1944 وفي تمام الساعة الثانية والنصف بدأت المحاكمة وكانت قاعة المحكمة تخلو من أي شهود نفي، ولم يسمح بالاستئناف ولم تستطع أسرة جورج توفير محامي للدفاع عن إبنهم وفي أقل من ثلاث ساعات وبالتحديد في تمام الخامسة من نفس التاريخ أصدرت المحكمة حكمها بالإعدام بالكرسي الكهربائي للمذنب لثبوت تهمة القتل العمد للفتاتين.

ورغم تدخل بعض المنظمات والكنائس لمناشدة هيئة المحلفين التي كانت تتكون من مجموعة من البيض للتخلي عن الحكم لكنها لم تجدي شيئًا، كما ناشدت الكثير من الهيئات التي تهتم لقضايا الإنسان حاكم الولاية للتدخل لوقف الحكم ووصف العقوبة الصادرة ضد الفتى بالعقوبة الهتلرية إلا ان جميعها لم تجدى نفعًا وصدر حكم الإعدام في حق الفتى في الكرسي الكهربائي الذي كان كبيرًا جدًا عليه فهو لم يعد للأطفال إلا أنه في النهاية مات نتيجة لمجتمع عنصري حرمه من أقل الحقوق وهو الدفاع عن نفسه من أجل الحياة.


جورج ستني أصغر شخص حكم عليه بالإعدام


الحكم بالبراءة بعد 70 عام على موت جورج :


بعد مرور 70 عام على قضية جورج ستني قامت أخته برفع دعوى قضائية لإثبات براءة أخيها حيث أوضحت أن أخيها كان برفقتها وقت ارتكاب الجريمة وأنه كان ضحية لمجتمع عنصري سارع بإلقاء التهمة على أول رجل أسود حتى وإن كان لم يتجاوز الرابعة عشر من عمره، وقد قال محامي العائلة أن للمحكمة الحق الكامل في قبول أو رفض قرار فتح القضية من جديد، وأوضح أنها محاولة لتصحيح خطأ تم ارتكابه منذ سبعون عام، وفي النهاية حكمت المحكمة على براءة جورج ستني من التهم المنسوبة إليه والتي مضى عليها سبعون عاما.