هل من الممكن أن يتوقع أحد أن يكون الرقص الذي يعبر عن السعادة والبهجة والانطلاق يكون السبب في الوفاة ، ونحن هنا لا نتحدث عن الرقصات التي يقوم بها المغامرون على حافة الجبال الشاهقة أو بين النيران المشتعلة ، ولكننا نتحدث عن رقصات تعد من أهم الألغاز التي حدثة في القرن الـ 16 ولم يجد لها العلم تفسير حتى يومنا هذا .

علينا أولاً أن نوضح أن مرض (طاعون الرقص) ليس له أي علاقة بمرض

الطاعون

ولكن أطلق عليه هذا الاسم لأنه تسبب في وفاة أكثر من 400 شخص في نفس الوقت بدون أن يجد العلم له تفسير حتى يومنا هذا ، وعلى الرغم من أن الرقص مكون أساسي في ثقافات الشعوب المختلفة وأيضاً من أهم الأشياء التي نستطيع من خلاله أن نميز بين حضارة وأخرى ، ولكن هل تتخيل أن يصبح الرقص الذي يعبر عن السعادة سبب وفاة أكثر من 400 شخص في وقت واحد .

قصة طاعون الرقص في فرنسا

شهدت مدينة ستراسبورغ الفرنسية حدث غريب لم يجد له العلم تفسير حتى يومنا هذا ، حيث وقع حدث غريب في عام 1518 في وقت حكم

الإمبراطورية الرومانية

، وقد بدأ الأمر عندما تفاجئ سكان المدينة بسيدة تدعى فراو تروفيا بالرقص في الشارع بحماس كبير في حركات غريبة الاطوار لمدة أسبوع متواصل وتوفت في اليوم الأخير، ولحق بها بعد ذلك 400 شخص أخر علة مدار شهر كامل شهدت المدينة حالات وفاة بسبب طاعون الرقص .

واستمر هؤلاء الأشخاص في الرقص الغريب حتى تساقطوا واحد بعد الأخر وكان السبب الطبي للوفاة هو توقف

ضربات القلب

تماماً بسبب الاجهاد الكبير من مدة الرقص المتواصل لكل شخص والذي تروحت ما بين 4 إلى 7 أيام ، وفشلت في هذا الوقت كل المحاولات لإيقاف هؤلاء الأشخاص ، ولم تكن هذه الحالة هي الأخيرة في أوروبا في القرن الـ16 ، حيث شهدت دول أوروبية مثل سويسرا وألمانيا وهولندا ولكن حالة طاعون الرقص التي حدثت في فرنسا كانت الأبرز لأنها اسفرت على أكبر عدد من الوفيات .

تفسير ظاهرة طاعون الرقص

اعتقد الأطباء في القرن الـ 16 أن ظاهرة طاعون الرقص اصابة هؤلاء الأشخاص بسبب زيادة معدلات الدم الحار في أجسام الأشخاص ، مما جعلهم ينتفضون في صورة رقصات مجنونة من أجل محاولة خفض حرارة أجسادهم ، كما أقترح الأطباء على حكام المدينة توفير مسارح عامة وقاعات رقص لتكون بمثابة غرفة علاجية للمصابين بطاعون الرقص ، ولكن قبل أن يقوم النبلاء بتصميم هذه المسارح أنتهى هذا المرض تماماً بشكل مفاجئ ولم يظهر مرة أخرى مما جعل الأمر يصبح لغز معقد أكثر .

وأيضاً كانت هناك بعض التفسيرات الدينية في ذلك الوقت ، ومن بين ذلك التفسيرات ما قاله أحد رجال الدين المسيحي في ذلك الوقت أن ما أصاب هؤلاء الأشخاص هي لعنة وهو دليل عن غضب الله على أهل المدينة بسبب ارتكاب المعاصي ، وهناك أيضاً تفسير أخر يقول أن ما قام به هؤلاء الأشخاص هو أحد الطقوس الدينية ، ولكن كثرة ارهاق الأشخاص بسبب الرقص المتواصل أصيب الراقصون ب

السكتة القلبية

كانت هي السبب في وفاتهم .

واعتقد البعض أيضاً أن سبب وفاة هؤلاء الأشخاص هو الإصابة بتسمم جماعي انتقل لهم عن طريق فطر ينمو في الخبز وتسببت هذه التسمم بإصابة المرضى بالهلوسة التي دفعة هؤلاء الأشخاص للرقص بهذه الطريقة الجنونية .