الكاتبة سميحة خريس و روايتها فستق عبيد

فوري8 نوفمبر 2023
الكاتبة سميحة خريس و روايتها فستق عبيد

هناك العديد من الكتاب الذين قاموا بالدفاع عن حقوق العبيد و طالبوا بتحريرهم و منع تجارة العبيد في مختلف أنحاء دول العالم ، و كانت تجارة الرقيق هي أحد المشاكل التي عانت منها بعض الأمم لفترات زمنية طويلة ، و من بين الكُتاب الذين قاموا بكتابة العديد من الروايات حول تجارة العبيد و قامت بالمطالبة بضرورة تحريرهم و منع التجارة بهم كانت الكاتبة سميحة خريس ، و التي قامت بكتابة رواية فستق العبيد و هي تتحدث عن العبودية و تعرض صورة المآسي و الحرمان و العذاب الذي يتعرض له من يقع في تجارة العبيد و يصبح مملوكًا لأحدهم ، و في هذا المقال سوف نعرض بعض الجوانب عن الرواية و عن الكاتبة .


نبذة عن الكاتبة سميحة خريس :


ولدت سميحة خريس عام 1956 في عمان عاصمة

الاردن

، و كانت شغوفة بالأدب و القراءة منذ صغرها ، و تلقت تعليمها في عمان الاردن  حتى تمكنت من الحصول على شهادة الليسانس في الآداب ، و بعد أن أنهت تعليمها إتجهت للعمل في مجال الصحافة و الإعلام ، و هذا ما أعطاها شهرة و أكسبها خبرة في مجال الكتابة ، و تعرفت من خلال عملها على أكبر الأدباء و أخذت من خبرتهم ، و بعد ذلك اتجهت سميحة خريس للتأليف و الكتابة و قد أبرعت في ذلك و لفتت أنظار الجميع .

تمكنت الكاتبة سميحة خريس من الحصول على العديد من الجوائز خلال رحلتها الأدبية على كل ما قدمته من روايات و أدب يخلده الزمان ، هذا بالإضافة إلى أنها من الشخصيات الفعالة داخل المجتمع فقامت بالإنضمام لبعض الهيئات العربية و شاركت في الكثير من المؤتمرات و الندوات ، و من الجدير بالذكر أن كتاباتها لا تقتصر على الروايات فقط بل إنها تكتب سيناريوهات سينمائية و إذاعية و بعض القصص أيضًا ، و قد تم ترجمت بعض أعمالها إلى لغات أخرى مثل

اللغة الإنجليزية

و الألمانية و  الإسبانية ، و تبقى رواية فستق العبيد هي أحد أروع كتاباتها .


سبب تسمية رواية فستق العبيد بهذا الإسم :


في زمن تجارة العبيد كان يتم استخدام الفستق لجذب الأطفال و جعلهم يسيرون خلف حامله و بالتالي يتم إيقاعهم في العبودية ، و من هذا المنطلق قامت الكاتبة سميحة خريس بإطلاق اسم ” فستق عبيد ” على روايتها ، ليكون أكثر قربًا من الواقع ، و قد ناقشت قضية العبودية من خلال تلك الرواية بمنتهى الصراحة ، و ينقسم أبطال الرواية إلى قسمين و هما أصحاب البشرة السوداء و هم العبيد ، و أصحاب البشرة البيضاء و هم التجار في الرواية ، و نظرًا لأن أصحاب البشرة البيضاء كانوا يستخدمون الفستق للغيقاع بالأطفال ؛ فقد قام بطل الرواية و هو الجد ” كامونقة ” بزراعة الفستق و إعطائه للأطفال حتى لا يأخذونه من أحد .


نبذة عن رواية فستق عبيد :


تم نشر رواي فستق عبيد عام 2017م ، و تقوم الرواية على نظام السرد ، فقد جعلت الكاتبة الجد كامونقة يحكي قصة وقوعه في الأسر و حياته في ظل العبودية حتى تم عتقه ، و من هنا يبدأ الجد في سرد الأحداث و إظهار مدى الظلم و الرجعية التي كانت تعيشها بلدة دارفور التي كان يعيش فيها ، فقد كانت مقسمة لطبقات إجتماعية يتحكم فيها الغني بالفقير و يستعبده .

بعد ذلك تدخل حفيدته ” رحمة ” في الأحداث و تحكي قصتها مع العبودية هي الأخرى و قد تم بيعها لتاجر عبيد من

الجزائر

و الذي قام بوضعها مع الحيوانات أثناء انتقالها هي و الأخرين ، و توضح الفتاة مدى القسوة و المعاملة السيئة التي كان يتم توجيهها لهم ، و من هنا قامت الكاتبة بعرض الممارسات و العادات التي كانت منتشرة في هذا الوقت ، و بالرغم من أن الجد و حفيدته كانا تحت قيد العبودية إلا إنهما لم ييأسا .

ظل الجد يحاول ليتحرر من العبودية و لم يجد مفرًا إلا أن ينضم لثورة المهدي و بالفعل حصل على حريته ، أما عن حفيدته رحمة فقد كانت تستمد قوتها من الحيوانات التي تم حبسها معهم ، و بعد ذلك اشتراها رجل من

البرتغال

و عاملها بلطف و هذا ما كان يهون عليها عبوديتها ، حتى تم بيعها مرة أخرى و ظلت هكذا حتى تعلمت كيف تعيش مع تجار العبيد و كيف تتعامل معهم .