السيرة الذاتية للشيخ صالح بن غانم السدلان رحمه الله

إن العلماء هم ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً وإنما ورثوا العلم يتبع، وعالمنا العربي مليء بالعلماء في مختلف التخصصات، ولكن شخصية اليوم هى عالم من نوع فريد، أحد أهم وأكبر علماء الدين بالوطن العربي، وقد كان العلامة الشيخ صالح بن غانم السدلان أحد ورثة الأنبياء من حيث علمه الغزير الذي يتدفق من نبع لا ينضب، فقد كان رحمة الله عليه غزير العلم، واسع المعرفة، وقد إنتقل إلى الرفيق الأعلى فجر الثلاثاء، وفي هذه السطور نتعرف على لمحات من سيرته العطرة.


مولده، ومسيرته التعليمية


هو أبوغانم صالح بن عبدالله السدلان، ولد في مدينة البريدة بالقصيم، وذلك في 25-12-1359هـ، وسيرة الشيخ العلمية حافلة بالإنجازات ففي بداية مشواره العلمي والديني تتلمذ على يد نخبة من علماء وشيوخ المملكة ونذكر أنه حفظ القرآن الكريم على يد والده الشيخ غانم بن عبدالله السدلان رحمة الله عليهما، كما تعلم العقيدة والحديث والفقه على يد العلامة

الشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ

، وأيضاً فقد اخذ العلم في الأصول والتفسير عن الشيخ الكبير محمد الشنقيطي، وبعدها إلتحق بإحدى مدارس الرياض لتحفيظ القرآن الكريم، ومن ثم إلتحق بالمعاهد المتوسطة التابعة ل

جامعة الإمام محمد بن سعود

الإسلامية بالرياض وتخرج منها في عام 1377هـ، وبعدها إلتحق بالمدرسة الثانوية ودرس بها حتى تخرج منها في عام 1382 هـ، كما درس الشريعة بجامعة الإمام وتخرج منها في عام 1386 هـ بعد أن حصل على بكالوريوس في علوم الشريعة، ولم يتوقف الشيخ صالح رحمه الله عند هذا الحد بل أكمل مسيرته العلمية وظل ينهل من نبع العلم والمعرفة الذي لا ينضب، فحصل على الماجيستير في الفقه المقارن وذلك في عام 1391، ولم يلبث طويلاً فحصل على الدكتواره في الفقه المقارن أيضاً وذلك في عام 1403هـ.


مسيرة الشيخ صالح السدلان العملية


بدأ الشيخ صالح رحمة الله عليه مشوراه العملي وذلك في عام 1386هـ حينما بدأ عمله بالتدريس بوزارة المعارف، وفي عام 1395 تم تعيينه كمحاضر بكلية الشريعة، وتدرج في المناصب من محاضر حتى أصبح أستاذاً للدراسات العليا في الفقه بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض.

وقد إتسم الشيخ الراحل بفكره الوسطي المعتدل، وعرف عنه تصديه لتيار التكفير الفوضوي، لما يحمل بين طياته من فكر هدام للمجتمعات ولا يمت للشريعة الإسلامية بصلة، ولدى الشيخ  العديد من المؤلفات ونذكر منها


كتابات الشيخ صالح بن غانم السدلان


1- مظاهر الأخطار في التكفير والفسق.

2- النية وأثرها في الأحكام الشرعية.

3- صلاة الجماعة وأحكامها.

4- الحكم بغير ما أنزل الله، بواعثه، وأسبابه وحكمه.

5- الوكالة في الخصومة من منظور شرعي ونظامي.

6- الأثر التربوي للمسجد.

7- أسباب الإرهاب والتطرف والعنف.

كما أن للدكتور -رحمة الله عليه- لديه موقعاً رسمياً للتواصل مع الجمهور، والرد على جميع إستفساراتهم، ويحتوي الموقع على جميع محاضرات الشيخ وخطبه التي تنم عن علمه الغزير، فلم يترك موضوعاً أو تساؤلاً قد يخطر على بال أحد من الجمهور إلا وأجاب عنه من خلال محاضراته.


وفاة االشيخ صالح بن غانم السدلان


تعرض الشيخ صالح السدلان الأسبوع الماضي لأزمة قلبية، دخل على إثرها العناية المركزة بمستشفى الملك عبدالعزيز للحرس الوطني، ولكن قضاء الله نفذ وصعدت روحه الكريمة إلى بارئها فجر اليوم الثلاثاء، لتعلن بذلك نهاية مشواره الذي لن ينتهي بوفاته، فستظل أعماله وكتبه ودعوته الصادقة تخلد إسمه في ذاكرة الدعوة إلى الله عز وجل .

بعد إنتشار خبر وفاة الشيخ الراحل تصدر هاشتاج # وفاة الشيخ صالح بن غانم السدلان موقع التواصل الإجتماعي تويتر، وعبر جميع المغردون عن أسفهم لفقدان المملكة أحد علمائها وأبنائها الأبرار، الذي طالما ملأ الدنيا بعلمه الغزير وحاول نشر الفكر الوسطي المعتدل وحارب منهج التطرف التكفيري، ودعا إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وسيظل على رأس قائمة كبار العلماء بالمملكة، رحم الله الفقيد وطيب ثراه بقدر ما أثرى الدعوة إلى الله ورسوله.