انواع الحديث المتواتر

اهتم المحدثون بالطريقة التي تم سرد الأحاديث بها ، فضلا عن الاهتمام بأشهر رواتها ، و من خلال هذه الطريقة تمكنوا من معرفة الأحاديث الصحيحة ، و الأحاديث الضعيفة ، و كافة الأحاديث المقبولة و المردودة ، و ذلك من خلال إنسابها للرواه و تقسيمها ، فقد تم تقسيم الحديث إلى أنواع من الحديث المتواتر ، فما هو الحديث المتواتر و ما هي أنواعه .


ماهو الحديث المتواتر

كلمة متواتر في اللغة تعني متتابع ، أي أنه أتى شيئا تلو الآخر ، أو تتابع في نزوله مثل المطر ، و ذلك اعتمادا على قوله تعالى ، ثم أرسلنا رسلنا تترا ، و من خلال هذا الشرح نعرف أن الحديث المتواتر ، له بعض الشروط حتى يتحقق .


شروط الحديث المتواتر

– من أهم الشروط لهذا النوع من الأحاديث ، أن يتعدد رواته أي يتناقله الكثير من الرواه ، و الغرض من هذا هو تحري صدق الحديث ، فليس من الطبيعي أن يقوم عدد كبير من الرواه ، بروايته بنفس الطريقة ، و يكون في البداية حديث ضعيف ، و مع ذلك فلم يشترط عدد في هؤلاء الرواه .

– الشرط الثاني هو أن يكون هناك ، كثرة في كافة طبقات السند .

– أما عن الشرط الثالث ، هو أن يعتمد الرواه في نقلهم للحديث على الحس ، فمثلنا يقولوا سمعنا أو رأينا و ما إلى ذلك ، و قد كان الاعتماد على هذه الطريقة في الإسناد ، حرصا على تجنب الظن أو التخمين .

– و نتيجة لهذه الشروط تمكن علماء الحديث ، من تحري الدقة في العديد من الأحاديث الشريفة ، و من خلال هذا يمكننا الإجزام بتلك الأحاديث و صدق روايتها .


أنواع الحديث المتواتر

تم تقسيم الحديث المتواتر ، إلى قسمين مختلفين ، و هذا على النحو التالي .


حديث متواتر لفظي

و هو ذلك الحديث الذي تم نقله من خلال عدد كبير من الرواه ، و توافرت فيه شروط الحديث المتواتر ، بنفس لفظه عن لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و ذلك مثل حديث ( من كذب علي متعمدا فليتبوء مقعده من النار ) ، و قد ذكر هذا الحديث في الصحيحين و غيرهم .


حديث متواتر معنوي

– و هذا الحديث هو ذلك الحديث الذي تم تناقله ، على يد جماعة من الناس ، لا يمكن أبدا أن يكونوا كاذبين ، و لكن قد حمل الحديث إختلافا في الألفاظ ، في مرات روايته و في المجمل بعد جمع كافة الأحاديث ، بمختلف ألفاظها وجد أنها تتفق في أمر واحد ، على الرغم من إختلاف ألفاظها .

– فمثلا ذكر عدد كبير من الأحاديث ، التي أوجبت رفع اليدين أثناء الدعاء ، فقد ذكر ما يقرب من مائة حديث في هذا الصدد ، و لكن هذه الأحاديث كانت في مواقف مختلفة ، و لا يمكن تواترها و بقي الأمر المشترك فيها ، هو رفع اليدين عند الدعاء و كذلك الأحاديث ، التي رويت عن مواضع رفع اليدين في الصلاة ، و أحاديث الحوض و المسح على الخفين ، و شفاعة رسول الله ، و غيرها .

– من أشهر الكتب التي تناولت تلك التصنيفات عن الحديث النبوي ، كان كتاب

الإمام السيوطي

رحمه الله ، المعروف باسم الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة ، و قد قام بتقسيم الأحاديث تبعا لإسنادها و رواتها ، ثم أتى بعدها بتلخيص للكتاب ، عرف باسم قطف الأزهار .

– من أشهر الكتب الأخرى كتاب للشيخ الكتاني رحمه الله ، عرف باسم نظم المتناثر في الحديث المتواتر ، و قد قام بتصنيف الحديث في هذا الكتاب ، تبعا للقضايا المختلفة و الرواه .


أنواع أخرى للحديث




– حديث الأحاد .

– الحديث المشهور .

– الحديث الغريب .

– الحديث المقبول .

– الحديث الصحيح .


عدد الاحاديث المتواترة


هناك اختلاف كبير في اقوال العلماء عن عدد الاحاديث المتواترة بعضهم اجزموا أنهم


ثمانون حديثاً


فقط ، والبعض الأخر يقولون أنهم


ثلاثمئةٍ وعشرين


حديثاً.[1]