فوائد التضلع بماء زمزم و شرح طريقته

التضلع بماء زمزم هو إحدى سنن النبي صل الله عليه وسلم المهجورة والتي أمرنا باتباعها ورغبنا فيها من خلال ذكر الأحاديث في فضل

ماء زمزم

عن سائر المياه، وكذلك فضل شرب ماء زمزم والتضلع منه أي الشرب منه حتى الارتواء بكيفية معينة.


ما هو التضلع ؟


التضلع: هو الامتلاء بالشرب أو الري ويقال تضلع من العلوم أي تعمق بها وتشبع بها.

التضلع في اصطلاح العلماء: امتلأ شبعًا وريًا حتى بلغ الماء أضلاعه، أي حتى تمدد جنبه وأضلاعه.

التضلع بماء زمزم: هو الشرب من ماء زمزم حتى الشعور بالشبع والامتلاء، بكيفية معينة، مما يكون له أثر عظيم على وظائف الجسم الروحية والحسية.


كيفية التضلع بماء زمزم:


عن محمد ابن عبد الرحمن بن أبي بكر قال: كنت عند

ابن عباس

جالسًا فجاءه رجل فقال: من أين جئت؟ قال: من زمزم، قال: أشربت منها كما ينبغي؟، قال: وكيف؟ قال: إذا شربت منها فاستقبل القبلة، واذكر اسم الله وتنفس ثلاثًا، وتضلع منها فإذا فرغت فاحمد الله عز وجل، فإن رسول الله صل الله عليه وسلم قال: «إن آية ما بيننا وبين المنافقين إنهم لا يتضلعون من زمزم».

يجب علينا اتباع سنة حبيبنا ونينا محمد صل الله عليه وسلم في كل ما فعل، ومنه التضلع من ماء زمزم، حيث كان الرسول صلوات الله وسلامه عليه يتضلع من زمزم صائمًا على معدة خاوية وفيه يستقبل القبلة ويتناول أعداد فردية من شربات الماء أي 1,3,5,7 وهكذا ويظل يشرب حتى تمتلئ معدته عن أخرها ويحس بالماء في جنبات جسمه وبين أضلعهن وكان صل الله عليه وسلم ينوي قبل التضلع بنية راجيًا المولى تحققها ويقول: «زمزم لما شر له».


الأحاديث في فوائد التضلع بماء زمزم:



عن ابن عباس رضي الله عنهما، أنه قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم: «التضلع من ماء زمزم براءة من النفاق».




قال شيخ الإسلام رحمه الله: «ويستحب أن يشرب من ماء زمزم، ويتضلع منه، ويدعو عند شربه بما شاء من الأدعية الشرعية».




عن ابن عباس رضي الله عنه، ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «إن آية ما بيننا وبين المنافقين انهم لا يتضلعون من زمزم ».


أقوال العلماء في التضلع بماء زمزم:



قال

السيوطي

: حكي عن شيخ الإسلام أبي الفضل ابن حجر أنه قال: «شربت ماء زمزم لأصل إلى مرتبة الذهبي في الحفظ”، فبلغها وزاد عليه».




ويقول الذهبي: «وأنا شربته مرة وأنا في بداية طلب الحديث، وسألت الله أن يرزقني حالة الذهبي في حفظ الحديث، ثم حججت بعد عشرين سنة وأنا أجد من نفسي طلب المزيد على تلك الرتبة، فسألت مرتبة أعلى منها فأرجو الله أن أنال ذلك ».




قال أبو بكر محمد بن جعفر: سمعت ابن خزيمة وسئل من أين أوتيت هذا العلم؟ فقال: “قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: «ماء زمزم لما شرب له»، وإني لما شربت ماء زمزم سألت الله علماً نافعاً».




وقال الشيخ ابن باز رحمه الله : «يستحب للحاج الشرب من ماء زمزم والتضلع منه ، والدعاء بما تيسر من الدعاء النافع ، وماء زمزم لما شرب له».




وقال الشيخ

ابن عثيمين

رحمه الله : «ماء زمزم لما شرب له ، إن شربته لعطش رَوِيت ، وإن شربته لجوع شبعت» ، حتى إن بعض العلماء أخذ من عموم هذا الحديث أن الإنسان إذا كان مريضا وشربه للشفاء شفي ، وإذا كان كثير النسيان وشربه للحفظ صار حفظا ، وإذا شربه لأي غرض ينفعه.