الإدارة المرئية وخطوات تنفيذها

الإدارة المرئية هي نوع مستحدث من الإدارات ويهدف لأن يكون المدير معايشًا لواقع عمل المؤسسة بالكامل وألا يكون منعزلا في مكتبه الخاص، وهذا بالطبع له ما له من فوائد ميدانية محسوسة على أرض الواقع.

والإدارة المرئية هي أحد أنواع الإدارات التي استحدثتها

اليابان

وهي دولة تعشق العمل، وكانت تهدف لجعل مشاكل العاملين كلها مرئية لدى الإدارة ومحسوسة للغاية بحيث تتوافر الفرصة للمدير بأن يتعايش المشكلة مع العمال ويستشعر بكل ما يواجههم من صعاب، وبالتالي لا يدخر جهدا في حل مشكلاتهم والعوائق التي تواجههم، وهو مالم يكن ليحدث أبدًا إذا ما كان المديرين قائمين في مكاتبهم بعيدا عن العمال والموظفين، وبعد تجربة هذا النوع من الإادارات أثبت فعالية كبيرة للغاية وأظهر مؤشرات قياسية في رقابة العمليات والأداء والنهوض بالمؤسسة.

ولا تعني الإدارة المرئية أن يمر المدير على مواقع العمل كتلك الجولات التي يقوم بها بعض المديرين في المنطقة العربية، بينما تعني بأن على المدير أن يقضي معظم وقته متنقلا بين المكاتب يتعرف على موظفيه ويعرفونه ويعرفهم ويستمع إليهم ويهتم بما يدور في بيئة العمل، ويتابع أحوال الشركة بكل جدية، ومن فرط التزام المديرين في اليابان بذاك النوع من الإدارات وتجولهم طوال اليوم بين العاملين، فقد أطلقوا عليها اسم “إدارة السير على الأقدام”.


خطوات تنفيذ الإدارة المرئية


1- يجب على المديرين أن ينزلوا إلى مواقع العمل بشكل دوري وبصفة متكررة ومفاجئة، كما يجب أن تتوافر فرصة وصولهم بسرعة إلى مواقع العمل بمجرد ظهور أية مشكلة، وهو الأمر الذي يطمئن العاملين ويشعرهم بتواجد

الإدارة

معهم لحظة بلحظة في الأمور الإيجابية والسلبية كذلك.

2- يجب على المدير إذا ما تواجد وسط الاعاملين بالموقع ألا يفرق بين أي منهم في المعاملة ولا في أسلوب وطريقة الحوار وتوجيه الأوامر والتوجيهات، لأن تلك الأمور مهما كانت بسيطة إلا أنها تؤثر جدا على معنويات العاملين وقد تنشر بينهم المشكلات.

3 – اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية والتي تحددها إدارة السلامة والصحة المهنية، ولا يستشعر المدير أي حرج من ارتداء ما يرتديه مرؤوسيه، لأن هذا من أجل صحته قبل كل شيء.

4 – مادام المدير قد تواجد بين العاملين فعليه أن يهتم بأمرهم وبرؤاهم وأن يستشيرهم في أدق التفاصيل ويشعرهم أنه فرد منهم لكنه فقط بيده زمام الأمور ليس إلا، وألا يتعامل معهم بتعالي وتكبر، حتى يضمن أن يتعاملوا معه بكل صراحة وشفافية ووضوح، وألا يكونوا واضحين أمامه لحظات وجوده في بيئة العمل ثم يتغير فكرهم وإتقانهم وجهودهم وحماسهم بمجرد مغادرته؛ فالإدارة المرئية مبنية على الشفافية وتقريب وجهات النظر قبل كل شيء.

5- يجب على المدير أن يتوقع أي تصرف غريب من العاملين خاصة إذا كانت تلك التجربة مطبقة حديثا في إحدى المؤسسات، فقد لا يستوعب العاملين أن مديرهم يعايشهم نفس موقفهم العصيب، فيصدر منه تصرف غير مبرر أو غير مسؤول نتيجة صدمته أو حماسه سواء من الفرحة أو من عدم استيعاب هذا الموقف، لأن الوطن العربي تحديدا في اغلب مؤسساته يكون هناك حائلًا بين الرئيس ومرؤوسيه داخل بيئة العمل.

6- يجب على المدير أن يتأكد ويتيقن من أن فريق مجلس الإدارة بالكامل على استعداد لتطبيق مثل هذا الأمر وألا يكون أحدهم ممتعضا من التعامل مع العمال في نفس المكان ويشعر بحرج أو ضيق أو رغبة في عدم استمرارية مثل هذا الامر، لأنه إذا استشعر ذلك فبالتاكيد سيلجأ لحيلة أو لأخرى لإحداث مشكلات تؤثر على ظهور نجاح تلك الطريقة، وبالتالي تفشل مساعي المدير الجديد الذي ماكانت مشكلته سوى سوء اختيار فريق مساعديه.