معنى قوله تعالى ” ما ملكت ايمانكم “

قوله تعالى “ما ملكت أيمانكم” من الأمور التي إختلف الكثير من العلماء في تفسيرها، وكذلك إتخذها كثيرون من أعداء الإسلام للتشكيك في الإسلام عن طريق تأويل معناها كما يريدون، حتى يظهروا الإسلام بصورة غير صحيحة.


ذكر ملك اليمين في القرأن


لقد تم ذكر ما ملكت أيمانكم في القرأن الكريم 15 مرة وهي:

“ما ملكت أيمانكم” تم ذكرها 7 مرات،حيث ذكرت مرتان في سورة النور في الأيات من 28 و 33، وفي سورة النساء أربع مرات في الأيات 3 و24 و25 و36، وفي سورة الروم مرة في الأية 28.

“ما ملكت أيمانهم” تم ذكرها 4 مرات في سورة المؤمنون في الاية 6، وفي سورة الأحزاب الأية 50 وفي سورة النحل الأية 71، وفي سورة المعارج الأية 30.

“ما ملكت أيمانهن” مرتان في سورة النور الأية 31، وفي سورة الأحزاب الأية 55.

“ما ملكت أيمانكم” مرتان في سورة الأحزاب الأية 50 و 52.


معنى قوله تعالى ما ملكت أيمانكم


أولا يجب أن نفرق في المعنى بين الإماء والأيامى وملك اليمين، لأن هناك كثيرون يخلطون في المعنى بينهم: فالإماء هن سبايا الحرب، وهن النساء اللاتي حصل عليهم المسلمين كغنيمة من الحرب، وأيامى هن النساء الغير متزوجات، أما

ملك اليمين

فهن النساء اللاتي يخدمن في البيوت مقابل المال، أي أنهن أحرار.


زواج المؤمن من ملك اليمين


قال تعالى “والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم كتب الله عليكم وأحل لكم ما وراء ذلكم أن تبتغوا بأموالكم محصنين غير مسافحين فما استمتعتم به منهن فأتوهن أجورهن فريضة ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة إن الله كان عليما حكيما” صدق الله العظيم.

هناك من فسر هذه الأية على أساس أن المسلم يمكنه أن يستمتع بملك اليمين دون زواج، على أساس أنها سبية، ولكن القرأن الكريم أمر بالزواج الشرعي من الإماء والسبايا وملك اليمين حيث قال تعالى” وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم” في سورة النور الأية 32، أي أن الله يأمر بالزواج منها زواج شرعي وتكون زوجة شرعية.

والدليل على أن المقصود في الأية

الزواج الشرعي

وليس الإستمتاع دون زواج قوله تعالى” ما ملكت أيمانهن” وهو من يعمل عند سيدة، وبالتأكيد ليس مسموح للسيدة بإقامة علاقة دون زواج مع ملك اليمين، إذا فالرجل أيضا لا يمكنه ذلك دون زواج.


أسباب الزواج من ملك اليمين


لقد حس القرأن بالزواج من المحصنات وهن بنات العائلات الغنية والمشهورة، ولكن ذلك يحتاج للكثير من المال من أجل المهر وغيره من الأمور ولو كان الشخص غير مقتدر يمكنه في هذه الحالة الزواج من ملك اليمين أي المرأة التي تعمل في البيوت مقابل المال، حيث تكون طلباتها أقل.

وقد قال تعالى” ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات، فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات” صدق الله العظيم، ومن الأية السابقة نجد أن الله أمر بالزواج من ملك اليمين في حالة عدم المقدرة على الزواج من المحصنات ولم يأمر بالجمع بينم، بل أمر بإحداهما فقط.


الدليل على أمر القرأن الزواج من ملك اليمين


قوله تعالى “فانكحوهن بإذن أهلهن وآتوهن أجورهن بالمعروف” صدق الله العظيم، والمقصود هنا ملك اليمين، أي أنه حتى تستطيع نكاح ملك اليمين لابد من أن تطلبها من وليها وأن تقدم لها المهر وبالتالي فهو زواج شرعي.

وكذلك قوله تعالى” إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم” أي أنه لابد من الإختيار بين المحصنة وملك اليمين وليس الجمع بينهم، وكذلك قوله عز وجل” فواحدة أو ما ملكت أيمانكم” صدق الله العظيم.

ومما سبق نجد أن الإسلام حين نزل، نزل حتى يساوي بين الناس ويعدل بينهم، والإسلام يبغض الرق ويحرمه، وجعل كفارة العديد من الأفعال إعتاق العبيد، حتى يحبب المسلمين في عتقهم، وجاء الإسلام ليحافظ على كرامة المرأة وليس لتسخيرها للرجل كما يقول بعض

المنافقين

الذين يفسرون كلام الله حسب هواهم.