تفسير الاية القرآنية ” ولا تزر وازرة وزر أخرى “

القرآن الكريم هو دستور حياتنا، ومنهاج شريعتنا الإسلامية، حيث يحتوي على جميع الأحكام المفصلة للكثير من الأمور التي يتعرض لها كل منا في حياته اليومية ، واليوم ومن خلال مقالنا سوف نتحدث عن فوائد تكرار تلك الآية “ولا تزر وازرة وزر أخرى”.


تكرار هذه الآية في القرآن الكريم :

ولقد تكررت تلك الآية في مجموعة من سور

القرآن الكريم

، وقد نجد ذلك التكرار  في سورة الأنعام آية 164 وفي سورة الإسراء آية 15 وكذلك في سورة الزمر في آية 7 وفي سورة النجم آية 38 ، و يترك هذا التكرار لتلك الآية الكريمة الأثر في حياتنا جميعا، وذلك بسبب ما تحمله تلك الآية من معاني متعددة وقد يختلف المعني من سورة إلى أخري باختلاف الوقت الذي نزلت به الآية و سبب النزول.


معنى الوزر :

ولكننا فى البداية وقبل معرفة فوائد تكرار آية “ولا تزر وازرة وزر أخرى” يجب أولا أن نعرف ما معني الوزر ، والوزر هنا يأتي بمعني الحمل الثقيل، وقد يأتي بمعني آخر ألا وهو المسئولية الكبيرة، ولذلك يلقب الوزير بهذا اللقب بسبب ما يحمله من مسئوليات كبيرة على عاتقه من قبل المجتمع والبيئة ، وكذلك أيضا من الحاكم أو الأمير.


تفسير آية “ولا تزر وازرة وزر أخرى” :

تعددت التفسيرات والتحليلات لتلك الآية الكريمة والتي تحمل بين كل حرف من حروفها  الكثير من المعاني المختلفة والمتعددة  وفيما يلي سوف نتناول تفسير تلك الآية الكريمة .


تفسير الطبري :

تفسير

الطبري

والذي جاء محللا لقوله تعالي “ولا تزر وازرة وزر أخرى”، قائلا إن قام الشخص بعمل آثمة ثم أتبعها بآثمة أخري غيرها فإن الآثمة الثانية لا تلحق بذنب الآثمة الأولى وإنما يكون لها إثمها الخاص بها .


تفسير الشيخ أبن عثيمين :

ولقد اجتهد الشيخ

ابن عثيمين

في تفسير تلك الآية الكريمة ،حيث أوضح أنه لا يمكن أن يحمل الإنسان حمل ذنب أخر  وإنما يحمل ذنب كل ما قام به، وقد نستثني واحدة من بين تلك التفسيرات لهذه الآيات الكريمة ، وهو إذا قام الشخص بعمل آثمة فإن عليه وزرها وكذلك أيضا وزر كل من عمل بها إلى يوم القيامة.

وهناك العديد من الأمثلة الموجودة بحياتنا والتي من الممكن ان نستخدم فيها تلك الآية في التعبير عن هذه المواقف ، حيث نرى الكثير من الأهالي يقومون بتعطيل الزواج من شاب تقدم لخطبة أبنتهم وذلك بسبب أن والده كانت لديه سمعة غير جيدة،  والعكس صحيح إذا كان أحد أفراد عائلة العروس له سمعة غير طيبة ، ونحن دائما ما نأخذ بالمظاهر وفي مثل تلك الحالات قد تتوقف عملية الزواج بسبب أشياء في مجملها ليست ذات أهمية.

ومن الجدير بالذكر أيضا ، ان جميع الرسالات السماوية والإشارات الربانية أكدت بأنه لا يمكن معاقبة إنسان برئ وأخذه بذنب واحد أخر ولعل هذا الشيء من أكثر الأشياء السائدة بين العديد من الناس ، كما تعبر تلك الآية عن الكثير من مظاهر العدل الإسلامي والذي ميز الله به الدين الإسلامي ، كما جعل الدين الإسلامي من أكثر الأديان السماوية  التي دفعت الإنسان إلى الطريق الصحيح.

وهناك أيضا الكثير من التحليلات الموضوعية عن تلك الآية الكريمة، وقد تأتى “ولا تزر وازرة وزر أخرى” متشابهة مع قوله ” حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ ۖ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ” سورة يوسف آية 110.

ومن الجدير بالذكر أيضا، ان تعتبر قضية “ولا تزر وازرة وزر أخرى” قضية عامة على الرغم من قول الله تعالى ” وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ ۖ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ” سورة العنكبوت آية 13  ، إذن فالجمع بين تلك الآيتين قد يتيح لنا الكثير من الاختلافات  فكيف تنفي الآية “ولا تزر وازرة وزر أخرى” تحمل شخص لوزر أحد غيره ، لتأتى بمعني مخالف مع الآية المذكورة في سورة العنكبوت ، و لكن المعنى المقصود من الآية ان الدعاة للظلم و نشر الفساد هم من يحملون اوزار غيرهم لانهم كانوا السبب في ضلالهم ، اما اذا لم يكن لهم علاقة بذلك فلن يأثموا الا على ما اقترفوه فقط .