معلقة الحارث بن حلزة اليشكري
و هو أحد أهم و
أفضل شعراء الجاهلية
، و قد كان من أهم من انشدوا العديد من الأشعار ، و قد كتب أحد المعلقات الشهيرة .
نبذة عن الحارث بن حلزة اليشكري
– هو الحارث بن حلّزة بن مكروه بن يزيد بن عبد الله بن مالك بن عبد بن سعد بن جشم بن ذبيان بن كنانة بن يشكر بن بكر بن وائل ، و قد عرف عن هذا الرجل شدة فخره بقومه و نسبه حتى أنه كان يضرب به المثل في هذا الأمر .
– قام هذا الرجل بإنشاد معلقته موجها كلماته للملك عمرو بن هند ، و كان يقصد الرد على
عمرو بن كلثوم
، و كان دافعه في كتابتها هو الدفاع عن قومه ، و تفنيد ما قاله عمرو بن كلثوم .
– تم كتابة هذه المعلقة فيما بين عامي 554 و 569 ميلاديا ، و قد تم ترجمة هذه المعلقة إلى اللاتينية و الفرنسية فيما بعد ، و قد اعتبرت نموذج للفن الرفيع و أساسا لفن الشعر و النثر .
معلقة الحارث بن حلزة اليشكري
آذَنَـتــنَـا بِــبَــيــنــهــا أَســمَــــاءُ رُبَّ ثَـــاوٍ يَــمَـلُّ مِــنــهُ الثَّــواءُ
بَـعــدَ عَـهــدٍ لَـنـا بِبُـرقَـةِ شَمَّــاءَ فَــأَدنَــى دِيَــارِهــا الـخَـلـْصَــاءُ
فَـالـمـحيّـاةُ فَـالصـّفاجُ فَـأعْـنَـاقُ فِـــتَــاقٍ فَـــعــاذِبٌ فَــالــوَفــــاءُ
فَــريَـاضُ الـقَـطَـا فَـأوْدِيَـةُ الشُـ ــربُـبِ فَـالشُـعــبَـتَـانِ فَـالأَبْــلاءُ
لا أَرَى مَـن عَهِـدتُ فِيـهَا فَأبْكِي اليَــومَ دَلهاً وَمَـا يُـحَيِّـرُ الـبُكَـاءُ
وبِـعَــيـنَـيـكَ أَوقَـدَت هِـنـدٌ النَّـارَ أَخِـيــراً تُـلــوِي بِـهَـا الـعَـلْـيَــاءُ
فَـتَـنَــوَّرتُ نَـارَهَــا مِـن بَـعِـيــدٍ بِخـَزَازى هَيـهَاتَ مِـنكَ الصَّـلاءُ
أَوقَـدتها بَيـنَ العَـقِيقِ فَـشَخصَينِ بِــعُــودٍ كَــمَـا يَـلُــوحُ الـضِـيــاءُ
غَـيرَ أَنِّي قَـد أَستَعِينُ عَلَى الهَـمِّ إِذَا خَـــفَّ بِــالــثَّــوِيِّ الـنَـجَــاءُ
بِــــزَفُـــوفٍ كَـــأَنَّــهــا هِــقَـلــةٌ أُمُّ رِئَـــــالٍ دَوِيَّــــةٌ سَــقْـــفَـــاءُ
آنَـسَت نَـبأَةً وأَفْـزَعَها الـقَنَّـاصُ آعَــصــراً وَقَــد دَنَـا الإِمـْسَـــاءُ
فَـتَـرَى خَلـْفَها مِـنَ الرَّجـعِ وَالـ ــوَقْــعِ مَـنِـيـنــاً كَــأَنَّـهُ إِهْــبَـــاءُ
وَطِــرَاقـاً مِـن خَـلفِـهِـنَّ طِــرَاقٌ سَـاقِطَاتٌ أَلـوَتْ بِـهَا الصَحـرَاءُ
أَتَـلَـهَّـى بِـهَا الـهَـوَاجِـرَ إِذ كُــلُّ ابـــنَ هَـــمٍّ بَـلِــيَّـــةٌ عَــمــيَـــاءُ
وأَتَـانَـا مِـنَ الحَــوَادِثِ والأَنبَــاءِ خَـطــبٌ نُــعـنَــى بِــهِ وَنُـسَـــاءُ
إِنَّ إِخــوَانَـنـا الأَرَاقِـمَ يَـغـلُــونَ عَـلَـيـنَــا فِــي قَـيـلِـهِــم إِخْـفَـــاءُ
يَـخـلِـطُـونَ البَرِيءَ مِنَّا بِـذِي الـ ـذَنـبِ وَلا يَـنـفَـعُ الخَـلِيَّ الخِلاءُ
زَعَمُوا أَنَّ كُلَّ مَن ضَرَبَ العِيرَ مُـــوَالٍ لَـــنَـــا وَأَنَـــا الـــــوَلاءُ
أَجــمَـعُـوا أَمـرَهُـم عِـشاءً فَلَمَّـا أَصبَحُوا أَصبَحَت لَهُم ضَوْضَـاءُ
مِـن مُـنَــادٍ وَمِـن مُـجِيـبٍ وَمِـن تَـصهَالِ خَـيلٍ خِلالَ ذَاكَ رُغَـاءُ
أَيُّـهَـا الـنَـاطِــقُ الـمُـرَقِّــشُ عَنَّـا عِـنــدَ عَـمــروٍ وَهَـل لِذَاكَ بَقَـاءُ
لا تَخـَلـنَــا عَـلَـى غِــرَاتِـك إِنّــا قَـبلُ مَـا قَـد وَشَـى بِـنَا الأَعْــدَاءُ
فَـبَــقَـيـنَـــا عَـلَـــى الـشَـنــــاءَةِ تَـنـمِـينَـا حُصُونٌ وَعِزَّةٌ قَعسَــاءُ
قَـبـلَ مَـا الـيَـومِ بَيَّـضَت بِعُيــونِ الـنَّــاسِ فِـيـهَــا تَــغَـيُّــظٌ وَإِبَـــاءُ
فَكَـأَنَّ المَنونَ تَردِي بِنَـا أَرعَــنَ جَــونـاً يَـنـجَــابُ عَـنـهُ العَـمــاءُ
مُكفَهِراً عَلَى الحَوَادِثِ لا تَرتُـوهُ لــلـــدَهـــرِ مُــؤَيِّـــدٌ صَــمَّــــاءُ
رمِــيٌّ بِـمِـثـلِــهِ جَـالَـتِ الخَـيــلُ فَــآبَـت لِـخَـصـمِــهَــا الإِجـــلاَءُ
مَـلِكٌ مُقسِطٌ وأَفضَلُ مَن يَمـشِـي وَمِــن دُونَ مَــا لَــدَيــهِ الـثَّـنَــاءُ
أَيَّـمَــا خُـطَّــةٍ أَرَدتُــم فَــأَدوهَـــا إِلَــيـنَــا تُـشـفَــى بِهَــا الأَمـــلاءُ
إِن نَبَشتُـم مَا بَـيــنَ مِـلـحَــةَ فَـالـ ـصَاقِبِ فِيهِ الأَموَاتُ وَالأَحَـيَــاءُ
أَو نَقَشتُـم فَالـنَّـقــشُ يَـجـشَـمُـــهُ النَّـاسُ وَفِيهِ الإِسقَـامُ وَالإِبـــرَاءُ
أَو سَكَتُّم عَنَّا فَكُنَّا كَمَن أَغـمَـضَ عَـيـنــاً فِــي جَـفـنِـهَــا الأَقــــذَاءُ
أَو مَنَعتُم مَا تُسأَلُونَ فَـمَـن حُـــدِّ ثـتُـمُــوهُ لَــهُ عَـلَـيـنَــا الـعَـتــلاءُ
هَـل عَـلِـمـتُـم أَيَّامَ يُنتَهَبُ النَّــاسُ غِــــوَاراً لِــكُــلِّ حَـــيٍّ عُـــواءُ
إِذ رَفَـعـنَا الجِمَـالَ مِن سَعَفِ الـ بَحرَينِ سَيراً حَتَّى نَهَاهَا الحِسَاءُ
ثُــمَّ مِــلنَـــا عَلَـــى تَمِيمٍ فَأَحرَمنَــا وَفِـيـنَـــا بَـنَـــــاتُ قَـــومٍ إِمَـــــاءُ
لا يُقِــيـــمُ العَــزيـزُ بِالبَلَدِ السَهــلِ وَلا يَــنــفَـــعُ الـــذَّلِــيـــلَ النِجَــاءُ
لَيـــسَ يُــنــجِــي الذِي يُوَائِل مِنَّــا رَأْسُ طَــــوْدٍ وَحَـــرَّةٌ رَجـــــلاءُ
مَــلِكٌ أَضــلَـــعَ البَرِيَّةِ لا يُــوجَــدُ فِـــيــهَـا لِــمَـــا لَــدَيـــهِ كِــفَـــــاءُ
كَـتَـكَــالِيفِ قَومِـنَا إِذَا غَـزَا المَنـذِرُ هَــلِ نَحـــنُ لابــنِ هِـنـــدٍ رِعَـــاءُ
مَــا أَصَـابُـوا مِـن تَغلَبِي فَمَطَلــولٌ عَلَــــيـهِ إِذَا أُصِيـــــبَ الـعَـفَـــــاءُ
إِذَ أَحَـــلَّ العَـــلاةَ قُبَّـــةَ مَـيسُــونَ فَـــأَدنَــــى دِيَارِهَــــا العَوصَــــــاءُ
فَتَــــأَوَّت لَــــهُ قَــرَاضِبَـــةٌ مِـــن كُـــلِّ حَـــيٍّ كَــأَنَّــهُـــم أَلــقَــــــاءُ
فَهَــداهُــم بِالأَســـوَدَينِ وأَمـرُ اللهِ بَـالِــغٌ تَـشـقَـــى بِــهِ الأَشـقِـيَــــاءُ
إِذ تَـمَـنَّـونَـهُـم غُــرُوراً فَسَـاقَتهُـم إِلَيـــكُـــم أُمـــنِـــيَّــــةٌ أَشــــــرَاءُ