حديث عن فضل الدعاء ” الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه “

عن أنس رضي الله عنه قال: جاء رجل والنبي صل الله عليه وسلم في الصلاة فقال: الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه فلما قضى النبي صل الله عليه وسلم الصلاة قال: «أيكم القائل كذا وكذا؟» قال: فأرم القوم قال: فأعادها ثلاث مرات فقال رجل: أنا قلتها وما أردت بها إلا الخير قال: فقال النبي صل الله عليه وسلم: «لقد ابتدرها اثنا عشر ملكاً فما دروا كيف يكتبونها حتى سألوا ربهم عز وجل قال: اكتبوها كما قال عبدي».


شرح الحديث:


جاء الحديث في فضل الذكر أثناء

الصلاة

والدعاء فيها ومنها دعاء الرفع من الركوع «الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً» وفيه أن رجلًا صلى مع رسول الله وأسر بهذا الدعاء وهو يصلي لكن الله أوحى إلى رسول الله بما جاء في أمر ذلك الدعاء فأراد رسول الله أن يبشر صاحبه، فسأل الصحابة «أيكم القائل كذا وكذا؟» فظن الجميع أن أحدهم قد أخطأ فسكتوا، فأعاد رسول الله صل الله عليه وسلم السؤال ثلاث مرات حتى رد الرجل وقال: أنا قلتها وما أردت بها إلا الخير، ظنًا منه أنه وقع بالخطاء، فبشره رسول الله صل الله عليه وسلم أن دعاءه كان عظيم الثواب حتى أن

الملائكة

احتاروا كيف يكتبونه فسألوا رب العزة فقال لهم: اكتبوها كما قال عبدي.


الحمد في القرآن الكريم:


– {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ} [الأنعام: 1]

– {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً عَبْدًا مَمْلُوكًا لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ} [النحل: 75]

– {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا} [الكهف:1]

– {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ ، وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الآَخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ} [سبأ: 1]

– {الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [فاطر: 1]


المستفاد من الحديث:


الحمد هو أحد العبادات التي تعود على العبد بجزيل الثواب والفضل لما فيها من إقرار وتسليم العبد بنعم الله تبارك وتعالى عليه والرضا بما قسمه الله له، بدون اعتراض أو تأفف فالحمد يكون من العبد في السراء والضراء وليس في السراء فقط، لذك كان الحمد سببًا لمرضاة الرب على عباده وعبادة يحبها الله، فالحمد نعمة يوفق الله لها عباده وهو من

الباقيات الصالحات

فعن سعيد بن المسيب قال : «الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ” سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله» لذلك جعلها الله سببًا في تكفير الذنوب ورفع الخطايا وزيادة الدرجات وعلو المقام في الجنة إن شاء الله.