حكم الحديث المرسل وأشهر مراجعه

يذخر الدين الإسلامي بكم كبير من العلوم الشرعية متعددة الفروع والضروب والتي تتطلب دراسة متخصصة لفهم وإتقان الإفتاء فيها ونقل علومها للمسلمين، ويعد علم الحديث احد أشهر تلك

العلوم الشرعية

التي تتنوع وتتشابك وتتداخل وتحتاج لمختصين دارسين لها، وفيما يلي نعرض معلومات تفصيلية حول الحديث المرسل وحكمه وأشهر المصنفات التي تناولته.


تعريف الحديث المرسل


هو الحديث الغير موثوق بصحته تمامًا بسبب سقوط أحد الحلقات التي تناولته وفي الغالب هو الصحابي الذي سمعه عن الرسول عليه الصلاة والسلام، أي أن الحديث المرسل هو الحديث الذي سقط من إسناده الراوي الذي يقع بعد التابعي في سلسلة الرواة، والذي يقع بعد التابعي هو الصحابي الجليل الذي نقله عن الرسول، كأن نجد حديثًا على سبيل المثال يقول فيه التابعي “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا، أو فعل كذا، أو فعل بحضرته كذا، وهذا هو الحديث المرسل لدى علماء الحديث.


مثال على الحديث المرسل


من الأحاديث المرسلة ما أخرجه مسلم في صحيحه، في كتاب البيوع حيث قال :

«حدثني محمد بن رافع، عن حجين، عن الليث، عن عقيل، عن إبن شهاب، عن سعيد بن المسيب، أن رسول صلى الله عليه وسلم نهي بيع عن المزابنة» وهنا نرى أن اسناد هذا الحديث انتهى عند أحد التابعين وهو “سعيد بن المسبب”، أي أنه هنا قد روى هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم دون أن يذكر الواسطة التي بينه وبين النبي، وبالتالي هو حديث مرسل.


حكم الحديث المرسل


يعتبر علماء الحديث أن الحديث المرسل حديث ضعيف مردود لا إثبات له، وقد يصنف كذلك ضمن أقسام الحديث الضعيف، والسبب في ضعف الحديث هنا أن سنده منقطع وغير متصل بين التابعي وبين رسول الله، أي أن رواة الحديث غير متواترين ويسقط منهم حلقة أو أكثر لعدة أسباب، ومن تلك الأسباب أنهم لم يعاصروا بعضهم البعض أو أن المكان فرَّق بينهم وجعل كل منهم في بلد غير الآخر، وعلى هذا الأساس انقطعت وصلة السند بينهم، وتبقى المشكلة في ضعف

السند

وليست في موثوقية الراوي.

وفي مدى صحة الحديث المرسل فإن علماء الحديث يرون أنه حين انقطاع صلة السند وسقوط حلقة ما من الصحابة الكرام، أي أنه إذا كان الساقط من السند أحد صحابة النبي عليه الصلاة والسلام، فلا يعتبر حديثا مرسلًا؛ وذلك لأن من عقيدة أهل السنة والجماعة أن يؤمنوا بعدالة الصحابة وموثوقيتهم، وبالتالي حينما يسقط صحابي جليل من السند فإن الحديث يظل من الأحاديث الصحاح، ولذلك يُعَرشّفُ علماء الحديث الحديث المرسل بأنه ما أضافه التابعي إلى النبي عليه الصلاة والسلام.


أشهر مراجع الحديث المرسل


لأن الأحاديث الشريفة أحد أهم أصول الشريعة الإسلامية والتي يستند اليها المسلمون في كثير من أمور دينهم ودنياهم، فإن الأئمة والفقهاء من تاريخ الإسلام كانوا قد دوَّنوا كتبًّا عدة تصنف الحديث وفق مدى صدق إسناده وصحته وضعفه، ولذا فإن هناك عدد لا بأس به من الكتب والمراجع التي وثقت الأحاديث المرسلة التي سقط من سلسلة رواتها أحد السند، ومن أشهر تلك المصنفات مايلي:

1- كتاب المراسيل لابن أبي حاتم.

2- كتاب المراسيل لابن أبي داوود.

3- كتاب جامع التحصيل في أحكام المراسيل العلائي.

وبذلك نجد أن الدين الإسلامي الحنيف موثق ضد أيى اسرائيليات يتم إقحامها فيه ونسبها إلى الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، فقد أبلى المسلمون الأوائل بلاءً حسنًا ليحفظوا هذا الدين القيم بما وضعوه من كتب ومراجع وتصنيفات.