علاقة الوظائف الحديثة بالسمنة وزيادة الوزن ( دراسة )

انتشرت السمنة مؤخراً بين الأمريكيين، وربما يرجع ذلك إلى الإفراط في تناول الطعام، أو قلة ممارسة الأنشطة الرياضية أو لوجود عوامل أخرى تتدخل في هذا الأمر.

ولكن هناك إحدى الدراسات الحديثة التي تلقي باللوم على قلة ممارسة التمرينات الرياضية.

وعلى الرغم من أن نسبة

ممارسة التمرينات الرياضية

التي يمارسها الأمريكيون لم تختلف كثيراً عما كان يتم ممارسته خلال الخمسين عاماً الماضية، إلا أن التغير الحقيقي كان في الأنشطة البدنية التي كان يتم ممارستها أثناء العمل.

ويقول الدكتور تيموذي كراش المشرف على هذه الدراسة بأنه في عام 1960 كان هناك واحد من كل اثنين من المواطنيين الأمريكيين كان يقوم بآداء وظيفة تتضمن القيام ببعض الأعمال الحركية، أما الآن فقد تضائلت هذه النسبة لتصل إلى 20% فقط من المواطنيين.

ويرجع ذلك إلى أن التكنولوجيا أثرت بشكل كبير على الأعمال التي كان يمارسها العمال وجعلتها تتم بشكل الكتروني.

وقد أدت قلة النشاط البدني الذي يتم ممارسته أثناء العمل إلى تراجع في

السعرات الحرارية

التي يتم حرقها على مدار اليوم بمقدار من 100 إلى 150 سعر حراري أقل.


علاقة التمرينات الرياضية بزيادة الوزن


وقد أشرف الباحثون على تحليل نتائج هذه الدراسة ليتوصلوا إلى أن الغاء 150 سعر حراري من السعرات التي يتم حرقها لمدة 5 أيام أسبوعياً من شأنه التنبؤ بزيادة هائلة في الوزن.

ويقول دكتور كراش إلى أن الكثيرون يلقون باللوم على السكريات والطعام السريع، وجميع أنواع الطعام، بينما تشير نتائج البحث إلى أنها التمرينات الرياضية.

وعلى الرغم من أن الأمر أكثر تعقيداً مما يبدو عليه إلا أن قلة التمرينات الرياضية في العمل  تلعب دوراً رئيسياً في زيادة الوزن أو السمنة بوجه عام.

حيث تتداخل وتتشابك العوامل جميعها لتشكل الأسباب التي تؤدي إلى

زيادة الوزن

بهذا الشكل الزائد.

ويفسر الدكتور كراش ذلك بأنه إذا كان المجتمع مازال يمارس النشاط البدني أثناء العمل بالشكل الذي كان عليه مسبقاً هل كانت نسبة السمنة ستكون بهذا الشكل ؟ بالطبع لا ، ولكن المشكلة الحقيقة  هى كثرة تناول الطعام بالإضافة إلى قلة ممارسة الأنشطة البدنية.


التفاعل السام


هذا وقد ظهر المصطلح الذي أطلق عليه الدكتور جلين جاسر الدكتور بجامعة ولاية أريزونا، ويعني هذا المصطلح  زيادة نسبة السعرات الحرارية التي تدخل للجسم عن تلك السعرات التي يتم حرقها على مدار اليوم، وتجدر الإضارة إلى أن المصطلح ليس جديد على الإطلاق.


هل يمكن أن يصبح الأمر أكثر سوءًا


يشير الدكتور كراش إلى أنه من المتوقع أن يصبح الأمر أكثر سوءًا، وذلك بسبب زيادة نسبة

السمنة بين الأطفال

وهم لم يجربوا بعد الوظائف المكتبية التي لا تتضمن أي نشاط حركي أو بدني على الإطلاق.

وعلى الرغم من وجود المكاتب المتحركة والتي يمكن أن تساعد في توفير نوع من النشاط البدني والحركي أثناء العمل، إلا أنه من الصعب توفيرها لملايين العاملين في أنحاء أي دولة في العالم.

كما أن إنتشار وسائل الترفيه الحديثة مثل ألعاب الفيديو والهواتف الذكية  أدت إلى زيادة المشكلة بشكل كبير.

والحل الوحيد هو العودة إلى النظام القديم لحياة المزارعين الذين اعتادوا ممارسة الأعمال البدنية بشكل متواصل، وهو الأمر الذي يشك الفريق البحثي في حدوثه.