قصة تأسيس ونشأة شركة كوداك


كيف نشأت فكرة تأسيس شركة كوداك ؟


عندما بلغ جورج إيستمان كوداك من العمر أربعة وعشرين عاما، أراد أن يقوم بزيارة العاصمة سانتو دومينجو، التي تقع في الدومينيكان ضمن

جزر الكاريبي

.

وقد اقترح عليه زميله في العمل أن يوثق رحلته هذه بالصور الفوتوغرافية، هذه النصيحة قلبت خطة جورج رأسا على عقب، إذ اقتنع بها، وبدأ يشتري ما يلزم للتصوير الفوتوغرافي في زمنه: صندوق كبير، حامل معدني ضخم ثلاثي الأرجل، حامل ألواح كبير، خيمة سوداء صغيرة، وعاء لوضع الماء لعمل حمام نترات.


قصة تأسيس ونشأة شركة كوداك

ورغم ذلك لم يذهب جورج إستيمان في رحلته بعد كل هذه المشتريات، لكنه تحول إلى هاويًا شغوفًا، عاقد العزم على تبسيط عملية التصوير الفوتوغرافي، في النهار كان جورج رجلا مصرفيا، وفي الليل هاوي تصوير فوتوغرافي، يقرأ ويطالع كل ما يقع تحت يديه من كتب تتحدث عن الفوتوغرافيا.

بعد ذلك قام جورج كوداك بتجربة تركيبات كيماوية كثيرة، لكي تمكنه من

التصوير الفوتوغرافي

باستخدام الألواح الجافة، وبالفعل توصل جورج إلى تركيبة كيماوية حققت له ما أراد، وكذلك إلى ماكينة تصنع له هذه الألواح الجافة بكميات كبيرة.


تاريخ تأسيس شركة كوداك


بدأ جورج إيستيمان كوداك يفكر كيف يمكنه استغلال اكتشافه هذا على نطاق تجاري، ولذا سارع بتقديم استقالته من البنك المصرفي الذي كان يعمل به في أبريل عام 1880م، واستأجر طابقا بأكمله في مبنى ليكون مقر شركته الجديدة للتصوير الفوتوغرافي، وهناك بدأ في تصنيع ألواحه الجافة.

لم تكن البداية ناجحة، إذ اشتكي الكثيرون من فساد تلك الألواح الجافة وعدم عملها وفق المتوقع منها، الأمر الذي اضطر معه جورج إلى استبدالها أو إعادة تصنيعها، وكانت هذه الخطوة مكلفة للغاية، لكنها أثبتت أنها استثمار جيد، إذ أن هذه الخطوة ساهمت في بناء الاسم التجاري الشهير لشركته والسمعة الطيبة التي عرفت بها الشركة.


قصة تأسيس ونشأة شركة كوداك

في عام 1888، أنتجت شركته أول كاميرا وأطلق عليها اسم ”

كوداك

“، و قدكانت أشهر دعايات كوداك تحت شعار “اضغط الزر، واترك البقية علينا”.

وقد أطلقت الشركة كاميرا صغيرة للأطفال أسمتها براوني في عام 1900م، وقد كان سعرها دولار واحد، وبدأت الشركة تدخل مجال صناعة التصوير السينمائي.


أهم أعمال جورج إيستيمان كوداك الخيرية


على الرغم من أن شركته كانت في جوهرها احتكارية لسنوات عديدة، إلا أنه كان واحدا من أوائل الصناعيين الأمريكيين الذين اهتموا بتنفيذ مفهوم تقاسم الأرباح مع الموظفين في الولايات المتحدة.


قصة تأسيس ونشأة شركة كوداك

وبالإضافة إلى ذلك فقد قدم تبرعات من أمواله الخاصة لكل موظفي شركاته، وفي عام 1919، أضاف ما يعرف الآن بخيارات الأسهم، وقد امتد كرمه وحبه للخير إلى ما وراء عمله الخاص، فقد أعطى مبلغا ماليا لمعهد ميكانيكا روتشستر، الذي أصبح معهد روتشستر للتكنولوجيا، فضلا عن معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.

وأدى اهتمامه العالي بالتعليم بوجه عام إلى المساهمة في جامعة روتشستر ومعاهد هامبتون وتوسكيجي. وقال “إن التعليم أساس تقدم العالم”، ولم يكتفي بالاهتمام بالتعليم فحسب ولكن كانت عيادات طب الأسنان في روتشستر وأوروبا أيضا موضع اهتمامه.

وأضاف “إنها حقيقة طبية”، إن الاطفال يمكن أن يكون لديهم فرصة أفضل فى الحياة مع مظهر أفضل، صحة أفضل، وقوة أكثر اذا تم أخذ الاسنان والانف والحنجرة والفم موضع رعاية واهتمام فى الوقت المناسب للطفولة “.

وقد أشارت الإحصائيات إلى أن جورج إيستمان ساهم بأكثر من 100 مليون دولار من ثروته لأغراض خيرية خلال حياته.


وفاته


تقاعد جورج إيستمان في عام 1925 من إدارة شركته، وسقط فريسة لمرض عضال في عموده الفقري، منعه من الحركة ومن السير، الأمر الذي نال منه بشدة، وجعله ينهي حياته في الرابع عشر من شهر مارس عام 1932م وعمره 77 عام برصاصة أطلقها على قلبه، تاركا رسالة انتحار مضمونها “لقد انتهى عملي فلمَ الانتظار”.