دراسة حديثة تؤكد أهمية اللعب اثناء العمل

قد لا يسمح العمل التقليدي باللعب أثناء العمل و ذلك لأن مفهوم العمل عند أغلب الناس هو المكوث أمام العمل المراد انهاءه دون البعد عنه ، فالعمل هو الكد و التعب دون اللهو و اللعب ، و لكن جاءت دراسات حديثة لتثبت عكس تلك الآراء ، فاللعب له فوائد عديدة على العاملين ، و هذا ما سنقوم بكشفه في هذا المقال.


أبحاث تؤكد أهمية اللعب أثناء العمل:


تطرقت الباحثة Claire Petelczyc للكشف عن أهمية الراحة و اللعب أثناء العمل و مدى تأثيره على الإنتاج و العمل ، و قامت بتوضيح الفرق بين العمل المقيد التقليدي و الأعمال الحرة التي تترك الموظيف يأخذ أوقات فراغ يستريح فيها ، و قد كشفت الباحثة عن أدلة تؤكد أن اللعب في العمل يُقلل من التعب ، و يحد من الملل ، و الإجهاد ، و

الإرهاق

لدى الموظفين ، كما أكدت على أن اللعب يرتبط ارتباط إيجابي بالرضا الوظيفي ، و الشعور بالكفاءة ، و الإبداع ، و أظهرت الدراسات أنه عندما يتلقى أحد العاملين مهمة بطريقة مرحة ، فإنه سيكون أكثر انخراطًا و قضاء لمزيد من الوقت على المهمة ، كما أظهرت الباحثة بعض الفوائد للمرح و اللعب في أوقات العمل.

و تتبلور تلك الفوائد في أن اللعب الجماعي مع فريق العمل سوف يُعزز الثقة و الترابط و التفاعل الاجتماعي ، و زيادة إحساس التضامن ، و تقليل الشعور بالتسلسل الهرمي ، و بالإضافة إلى ذلك ، فإن النتائج تُشير إلى أن اللعب في العمل يمكن أن يفيد جميع المنظمات من خلال خلق أجواء في العمل أكثر صداقة ، كما يساهم في زيادة التزام الموظفين بالعمل ، و المساهمة في اتخاذ قرارات أكثر مرونة على نطاق المنظمة ، و العمل على زيادة الإبداع التنظيمي.


ماهية اللعب المرغوب في العمل:


قامت الباحثة Claire Petelczyc بنشر بحث في مجلة “Perspectives on Psychological Science” ، قدمت من خلاله معيار واضح يمكن للباحثين من خلاله تعريف ماهية اللعب بالنسبة للبالغين ، و قد عرفت اللعب بأنه سلوك أو نشاط يقوم به الإنسان من أجل التسلية و المتعة التي تحتوي على الحماس ، و في نفس الوقت المحافظة على القيم و

السلوكيات

العامة ، و هو تفاعلي للغاية بين شركاء اللعب أو مع النشاط نفسه.

و قد أشارت الباحثة إلى أن اللعب في العمل له بعض الاعتبارات الخاصة مقارنة باللعب بشكل عام ، فلا يمكن أخذ المتعة كاملة في مكان العمل ، و لذلك شرعت الباحثة في وضع حجر الأساس لمعرفة إيجابيات و سلبيات اللعب أثناء العمل ، من أجل وضع بعض القواعد لتلك النظرية ، و لكن من المؤكد أن قياس اللعب غير الرسمي في أماكن العمل يعد عملية صعبة للغاية ، و قد أشارت Claire Petelczyc إلى أن الباحثين السابقين قد أولوا اهتمامًا كبيرًا بالفوائد الإيجابية للعب ، و لم يتوجه الكثيرون إلى السلبيات التي قد تنتج عن هذا الأمر ، و لذلك فإن هناك حاجة إلى مزيد من البحث للتحقيق في الجانب المظلم المحتمل من اللعب في العمل.

فمن الممكن أن يؤدي لعب العمال إلى ضرر غير مقصود ، و من الممكن أيضًا أن يجد الموظفون صعوبة في إدارة اللعب جنبا إلى جنب مع العمل ، و من هنا قد يتحول اللعب إلى نقطة إلهاء و مضيعة للوقت و تضيع فائدته الأساسية ، و لاتزال الأبحاث قائمة حول كيفية تأثير اللعب على استخدام العاملين للموارد مثل الوقت و الطاقة و التركيز و الانتباه.