دراسة : النوم يلعب دور مهم في تكوين الذكريات

لقد عرف العلماء منذ فترة طويلة أن النوم مهم لتشكيل واستبقاء ذكريات جديدة، وترتبط عملية دعم وتقوية الذاكرة مع الدفقات المفاجئة الناتجة من تذبذب نشاط الدماغ، والتي تسمى مغازل النوم، والتي يمكن تصورها وقياسها بواسطة الرسم الكهربائي للدماغ ( EEG )، وقد وجد الباحثون الآن أن مغازل النوم هذه تلعب أيضا دورا مهما في تعزيز الذكريات الجديدة عندما يتم عرض المعلومات المكتسبة حديثا على شخص ما أثناء النوم .


النوم يلعب دور مهم في تكوين الذكريات


لقد عرف العلماء منذ فترة طويلة أن

النوم

يلعب دورا مهما في تكوين واستبقاء الذكريات الجديدة، وقد نشر الباحثون في الدراسة التي تمت بقسم علم الأحياء في 8 مارس ونشرت في مجلة سيل بريس ” Cell Press “، أن مغازل النوم تلعب أيضا دورا في تعزيز الذكريات الجديدة عندما يتم عرض المعلومات المكتسبة حديثا على شخص أثناء نومه، وتوفر النتائج الخاصة بهذه الدراسة نظرة جديدة في عملية تقوية الذاكرة أثناء النوم، كما قد يقترح الباحثون طرقا جديدة لمساعدة الناس على تذكر الأشياء بشكل أفضل .

ويقول بيرنهارد ستوريسينا من

جامعة بيرمنغهام

في المملكة المتحدة، أنه في الوقت الذي ظهر فيه من قبل أن إعادة تنشيط الذاكرة المستهدفة يمكن أن تعزز الذاكرة أثناء النوم، فإنهم كباحثون يحاولون أن يظهروا أن مغازل النوم قد تمثل الآلية الأساسية، حيث أن التحريض المباشر لمغازل النوم على سبيل المثال – عبر التحفيز الكهربائي عبر الجمجمة – ربما يكون مقترنا بإعادة تنشيط الذاكرة المستهدفة، وقد يمكن هذا الباحثون من تحسين أداء الذاكرة أثناء النوم .


ما هي مغازل النوم


مغازل النوم هي عبارة عن دفقات من الدماغ تتراوح من نصف ثانية إلى ثانيتين من نشاط الدماغ، ويتم قياسها في نطاق 10 إلى 16 هيرتز وفقا لنتائج EEG، وهي تحدث أثناء مراحل النوم غير السريعة لحركة العين الثانية والثالثة، وقد أظهرت الدراسات السابقة أن عدد المغازل أثناء الليل يمكن أن تتنبأ بذكرى الشخص في اليوم التالي، كما ربطت الدراسات التي أجريت على الحيوانات بين مغازل النوم وبين العملية التي يقوم بها الدماغ بإجراء اتصالات جديدة، ولكن بقي العديد من الأسئلة المبهمة حول العلاقة بين مغازل النوم وإعادة تنشيط

الذكريات

أثناء النوم .


حول الدراسة


أشار كلا من  ستاريسينا ألونج وسكوت كيرني من جامعة يورك بالمملكة المتحدة، إلى أن إعادة تنشيط الذكريات التجريبية قد يؤدي إلى زيادة في مغازل النوم في دماغ الشخص النائم، ولمعرفة ذلك ابتكروا تجربة تعلم فيها الناس ربط صفات معينة بأشياء ومشاهد معينة، ثم أخذ بعض المشاركين في الدراسة قيلولة لمدة 90 دقيقة بعد جلسة الدراسة، في حين بقي آخرون مستيقظين، وأثناء غفوة هذه المجموعة اكتشف الباحثون تلك الذكريات الترابطية والصفات غير المألوفة .

وكما هو متوقع فقد رأى الباحثون أن إشارات الذاكرة أدت إلى زيادة في مغازل النوم، ومن المثير للاهتمام أن أنماط التخطيط الدماغي  ” EEG ” خلال محاور المغازل مكنت الباحثين من تمييز أنواع الذكريات – الأشياء أو المشاهد – التي يتم معالجتها .


نتائج الدراسة


بحسب ما يقول الباحثون فإن هذه النتائج تضيف إلى الأدلة دور مغازل النوم المهم في معالجة المعلومات وفي خدمة دعم الذاكرة، وتؤكد ستاريسينا أن بياناتهم تشير إلى أن المغزل ييسر معالجة ميزات الذاكرة ذات الصلة أثناء النوم وأن هذه العملية تعزز عمل الذاكرة

ويقول الباحثون إن هذا الفهم الجديد للطريقة التي يعالج بها الدماغ ويقوي الذكريات أثناء النوم، قد يساعد على تفسير كيف يمكن أن تسوء هذه العملية في الأشخاص الذين يعانون من صعوبات في التعلم، وقد يؤدي أيضا إلى تطوير تدخلات فعالة مصممة لتعزيز الذاكرة للحصول على معلومات مهمة .

المصدر :

ساينس ديلي