دراسة حول الجينات التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي

ربط العلماء بين 110 جين يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي، في الدراسة الأكثر شمولا على الإطلاق الخاصة بفك الجينات المسببة للمرض، واستخدمت الدراسة تقنية وراثية رائدة لتحليل خرائط مناطق الحمض النووي المرتبطة بالخطر الموروث لسرطان الثدي، وتحديد الجينات الفعلية المشاركة في زيادة خطر الإصابة للمرأة، كما ربط الباحثون 32 من الجينات الجديدة بطول المدة التي عاشت فيها النساء مع سرطان الثدي .


دراسة حول الجينات التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي


ربط العلماء في معهد أبحاث السرطان في لندن بين 110 جين يزيد من خطر الإصابة ب

سرطان الثدي

في الدراسة الأكثر شمولا على الإطلاق لفك الجينات المسببة للمرض .


حول الدراسة


استخدمت الدراسة تقنية وراثية رائدة لتحليل خرائط مناطق

الحمض النووي

المرتبطة بالخطر الموروث لسرطان الثدي، وتحديد الجينات الفعلية المشاركة في زيادة خطر الإصابة، مع اكتشاف 32 جين جديد يرتبط بطول المدة التي عاشت فيها النساء المصابة بسرطان الثدي، مما يوحي بأن هذه قد تكون خطوة مهمة في تطور المرض والأهداف المحتملة للمعالجة المستقبلية، وقد درس العلماء في المعهد بالتفصيل عدد 63 منطقة من الجينوم كانت قد ارتبطت سابقا بخطر الإصابة بسرطان الثدي من خلال دراسات تخطيطية .

إن العثور على الجينات المسؤولة عن زيادة المخاطر لم يكن أمرا مباشرا، لأن المتواليات الصغيرة من الحمض النووي يمكن أن تتفاعل مع أجزاء مختلفة تماما من الجينوم من خلال ظاهرة غريبة تعرف باسم ” حلقات الدنا “، لكن الباحثين الذين تم تمويل دراستهم من قبل معهد سرطان الثدي استخدموا تقنية قاموا بتطويرها تسمى Capture Hi-C لدراسة التفاعلات بين مناطق مختلفة من الجينوم .


ما كشفت عنه الدراسة


كشفت الدراسة التي نشرت أول أمس الاثنين الموافق 12 من مارس الجاري في مجلة Nature Communications عن جينات محددة تورطت مع ظهور سرطان الثدي، وكيف يمكن أن يزيد ذلك من خطر إصابة النساء بالمرض، حيث وجد فريق مركز أبحاث سرطان الثدي في معهد أبحاث السرطان ” ICR “، أن بعض المناطق الـ 63 في الجينوم كانت تتفاعل جسديا مع جينات لأكثر من مليون شفرة للـ DNA .

وتمكن العلماء من تحديد 110 من الجينات الجديدة التي يمكن أن تسبب زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي، في 33 منطقة من المناطق التي درسوها، وفي المناطق الثلاثين المتبقية لم يتمكنوا من العثور على أي جينات محددة، كما أن ثلث الجينات المستهدفة مرتبطة أيضا بالبقاء في النساء المصابات بسرطان الثدي الإيجابي لمستقبلات

الاستروجين

، مما يشير إلى أنهن يلعبن دورا هاما في هذا المرض .


ما تهدف إليه الدراسة مستقبلا


في المستقبل يمكن أن يساعد اختبار هذه الجينات في انتقاء النساء الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالمرض، أو يمكن استكشافهن كأهداف لعقاقير جديدة .


علماء معهد أبحاث السرطان


درس العلماء في معهد ICR  وهو معهد أبحاث وجمعية خيرية، حلقات الدنا في الخلايا من أربعة أنواع مختلفة من سرطان الثدي، والخلايا السليمة والعادية لمعرفة الجينات التي كانت تشارك باستمرار في تفاعلات الحلقات، ولم يتم ربط معظم الجينات الـ 110 الموجودة في الدراسة بمخاطر سرطان الثدي من قبل، وستكون هناك حاجة إلى مزيد من العمل لتحديد مدى دور هذه الجينات في هذا المرض .


الدراسات السابقة


سبق أن تم ربط واحدة من هذه الخلايا تسمى FADD بسرطان الرأس والرقبة و

سرطان الرئة

، ويمكن أن تكون هدفا واعدا لعلاجات السرطان الجديدة، وقد أشارت دراسات في علم الوراثة على نطاق واسع سابقا إلى أن 14 جينا من أصل 110 جين تلعب دورا في خطر الإصابة بسرطان الثدي، مثل جين مستقبلات هرمون الاستروجين  ESR1 .


تصريحات القائمين على الدراسة


قالت الدكتورة أوليفيا فليتشر رئيس فريق علم الأوبئة الوراثية الوظيفية في معهد أبحاث السرطان في لندن، أن الدراسة تناولت الخرائط عالية المستوى لمناطق خطر الإصابة بسرطان الثدي، وتم استخدامها لسحب جينات معينة تبدو مرتبطة مع المرض، وقالت أنهم درسوا كيف تقوم الدنا بتكوين حلقات للسماح بالتفاعلات الفيزيائية بين تسلسل دنا في جزء من الجينوم وجين الخطر في جين آخر، كما أكدت أن التعرف على هذه الجينات الجديدة سيساعد في فهم جينات خطر الإصابة بسرطان الثدي بمزيد من التفصيل، وقالت أن الدراسة يمكن أن تمهد الطريق لاختبارات جينية جديدة للتنبؤ بمخاطر تعرض المرأة لسرطان الثدي، أو أنواع جديدة من العلاج المستهدف .

وقالت البارونة ديليث مورغان الرئيسة التنفيذية في المركز، وهي التي مولت الدراسة، أن هذه بالفعل نتائج مهمة، وأكدت أن العلماء بحاجة ماسة إلى الكشف عن كيفية تأثير التغيرات الجينية في كتل البناء في الحمض النووي الخاص بالنساء على خطر إصابتهم بسرطان الثدي، و تضيف هذه الدراسة قطعة حيوية أخرى إلى هذه المسألة .

وقالت أنه يتم الآن تشخيص المزيد من النساء المصابات بسرطان الثدي أكثر من أي وقت مضى، وأن هذه النتائج الهامة يمكن أن تساعدهم حقا على التنبؤ بدقة أكثر لتحديد النساء الأكثر عرضة للخطر وتطوير علاجات جديدة مستهدفة لهم، وأكدت أن العديد من هذه الجينات غير موثقة نسبيا حتى الآن، وقالت أنها تأمل أن تؤدي المزيد من الأبحاث إلى تفكيك الدور الدقيق لهذه الجينات في خطر الإصابة بسرطان الثدي، وكيف يمكن استخدامها لمنع تطوير هذا المرض لدى المزيد من النساء .

أما البروفيسور بول وركمان الرئيس التنفيذي لمعهد أبحاث السرطان في لندن، فقال أن هذه الدراسات الجينومية واسعة النطاق كانت مفيدة في ربط مناطق الحمض النووي مع زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي، وهذه الدراسة تجلب هذه المناطق من الحمض النووي إلى تركيز أكثر حدة، وتكشف كنز من الجينات التي يمكن الآن التحقيق فيها بمزيد من التفصيل .

وتابع : ” إن الطرق التي تؤثر بها جينات معينة على خطر الإصابة بالسرطان معقدة للغاية، وفي المستقبل قد يؤدي الفهم الأفضل للجينات المحددة في هذه الدراسة إلى اكتشاف عقاقير جديدة مستهدفة، أو استراتيجيات جديدة لتحسين تشخيص المرض أو الوقاية منه ” .

المصدر :

ساينس ديلي