الفرق بين البشر والانسان في القران الكريم


الفرق بين البشر والانسان في القران الكريم


:


– على الرغم من أن كلمة الانسان وكلمة البشر يدلان على كائن واحد، إلا أنهما تم استخدامهما بطريقة مختلفة في آيات القرآن الكريم، فأصل هناك الكثير من الفروق في معناها في القرآن الكريم، حيث استخدم القرآن الكريم كلمة بشر عندما أراد الله اظهار معنى المساواة حيث أن جمع البشر متساويون، بينما الاختلاف يظهر في الانسانية.

– وهناك من يقول أن كلمة البشر تأتي في

آيات القرآن الكريم

لكي تدل على المدح، بينما يأتي كلمة الانسان لكي تدل على الذم، وذلك لأن كلمة بشر كانت تظهر لوصف النبي حيث قال تعالى في سورة الانبياء (هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ)، أو في الأشياء التي لها علاقة بالخلق والشكل حيث قال تعالى في سورة الفرقان (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا)، وقال تعالى في سورة يوسف (وقلن حاشا لله ما هذا بشرا).

– بينما ظهرت كلمة الانسان مصحوبة بالذم في الكثير من الآيات حيث قال تعالى في

سورة يونس

(َإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)، وفي سورة ابراهيم حيث قال تعالى (َآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ).


الإنسان:

هي كلمة مشتقة من كلمة الانس حيث أن الانسان لا يستطيع أن يحيا بمفرده، ويحتاج دائما إلى من يأنس به وقد قال الله تعالى في سورة طه  (إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا )، وهناك من يقول أنها كلمة مشتقة من نسيان ولكن ذلك مستبعد.

– يستخدم كلمة الانسان في القرآن الكريم لكي يعبر على التغير والاختلاف، وهندما يكون هذا الاختلاف غير معمم، حيث استخدمه الله تعالى عندما لا يريد أن يخاطب كل البشر ولكن لكي يخاطب بعض منهم، كم قال الله تعالى في سورة الانفطار (يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ )

– وقد تم استخدام اناس بدلا من الانسان، وهي جمع كلمة إنسان التي تجمع أناسي وناس، وتعني معنى كلمة الانسان أنهم مجموعة من البشر وليس كل البشر، وقد قال تعالى في سورة الاسراء (يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ) وهم مجموعة من الناس وليس كل الناس.

– يطلق لفظ انسان على الشخص الذي لم يكتمل بعد بنائه الروحي، وهو يتميز بالعقل والتفكير، وتطلق ععى الشخص المكلف الذي يستطيع الالتزام بما يأمره الله، ويقال أن كل انسان هو بشر، بينمها ليس كل بشر انسان.


البشر:

يقال أنها مشتقة من البَشَرة، ويعبر عن الانسان بالبشرة لأنها الشيء الظاهر للجميع وذلك بخلاف الكثير من الكائنات الحية التي يغطي جسده الوبر والشعر والصوف، لذلك سمى البشر بشرا بسبب ظهور بشرتهم.

– يتم استخدام كلمة البشر في القرآن الكريم عندما يساوي الله بين جميع خلقة، ولكي يؤكد مبدأ المساوة حيث قال تعالى في سورة الكهف (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ)، وفي سورة القمر قال تعالى (فَقَالُوا أَبَشَرًا مِّنَّا وَاحِدًا نَّتَّبِعُهُ)، مما يدل على أ جميع البشر متساوين في أنهم بشرا، ولكنهم لا يتساو في انسانيتهم.

– ويقال أن كلمة بشر تطلق على الانسان في أطواره وأشكاله القديمة، حيث أنها الكلمة التي اطلقت على كل الجنس البشري، وهي لفظ عام تعني ذلك المخلوق التي خلقه الله على سطح الأرض وتعني الصفات الشكلية لذلك المخلوق وأنه يمشي على قدمين وله يدين ويسير مستقيم القامة.