قصة الشيطان اللص مع أبو هريرة

عُرف الشيطان منذ قديم الأزل بتربصه للإنسان حتى يوقعه في الخطأ والمعاصي والزلات وذلك بأن يحتال عليه وفي يوم من الأيام وكل رسول الله صل الله عليه وسلم أبو هريرة بحفظ الزكاة، وفي رواية أخرى تمر الصدقة فتهيأ الشيطان في صورة رجل حتى يحتال على أبو هريرة فيأخذ من أمانته التي وكله رسول الله بها .


قصة أبو هريرة مع الشيطان السارق:


روى البخاري في صحيحه عن

ابي هريرة

رضي الله عنه قال: وكلني رسول الله بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله، قال: إني محتاج ولي عيال وبي حاجة شديدة فخليت عنه فأصبحت فقال رسول الله: يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة، فقلت: يا رسول الله شكا حاجة وعيالًا فرحمته، فخليت سبيله فقال: أما إنه قد كذبك وسيعود.

فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله إنه سيعود فرصدته فجاء يحثو من الطعام “يأخذ من الطعام”، فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله قال: دعني فإني محتاج وعلي عيال لا أعود فرحمته وخليت سبيله، فأصبحت فقال لي رسول الله: يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة قلت: يا رسول الله شكا حاجة وعيالًا فرحمته وخليت سبيله، فقال: إنه قد كذبك وسيعود.

فرصدته الثالثة، فجاء يحثو “يأخذ)”من الطعام فأخذته، فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله ؟ وهذا آخر ثلاث مرات أنك تزعم أنك لا تعود ثم تعود. فقال: دعني فإني أعلمك كلمات ينفعك الله بها، قلت: ما هن؟ قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة:255] حتى تختم الآية فإنك لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربنك شيطان حتى تصبح . فخليت سبيله، فقال النبي: أما إنه قد صدقك وهو كذوب، تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة؟ قال: لا قال: ذاك شيطان.


شرح الحديث:


يحكي لنا أبو هريرة أن رسول الله صل الله عليه وسلم وكله على الزكاة وهي عبارة عن طعام، فوجد سارق يختلس الطعام بدون إذن فأمسك به أبو هريرة وهدده بأن يرفع أمره إلى رسول الله ويشكوه عنده حتى يقام عليه حد السرقة فاستعطفه الرجل وجلس يشكو له كم هو فقير محتاج له عيال قد يهلكهم الجوع، فرق أبو هريرة لحاله وتركه ولما جاء الصبح سأل رسول الله أبو هريرة عن أسيره بالأمس؟ وكان من عادة رسول الله أن يسأل الصحابة عن  أشياء لم يكن موجود وقت حدوثها فدائمًا ما يخبره الوحي بهذه الأمور.

فحكى أبو هريرة ما حدث لرسول الله فقال له رسول الله أن هذا الرجل كاذب وسيعود مرة أخرى ليسرق منك، فعرف أبو هريرة أنه سيعود لإخبار رسول الله بذلك ولما تكرر الأمر ثلاث مرات، ضج أبو هريرة بذلك السارق الكذاب فقال له الرجل سأعلمك كلمات تنفعك ولا تضرك على أن تخلي سبيلي فوافق أبا هريرة فقال له: أن اية الكرسي هي حرز وأمان من الشيطان من يقرأها قبل النوم تحفظه في ليلته حتى يصبح، فخلى أبو هريرة سبيله، ولما حكى أبو هريرة لرسول الله عن ما حدث من أمر السارق، قال له رسول الله صل الله عليه وسلم: «أما إنه صدقك وهو كذوب» ولما سأل أبو هريرة هل تعلم من يخاطبك منذ ثلاث ليال، فأجاب أبو هريرة لا فأخبره رسول الله أه الشيطان يحتال عليه كل ليلة ويأتيه في هيئة ذلك الرجل.