العلاقة بين التدخين واضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة

المراهقين والبالغين الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة ( ADHD ) هم أكثر عرضة لتدخين السجائر وإدمان النيكوتين من أقرانهم الذين لا يعانون من هذا الاضطراب، وهم أيضًا أكثر عرضة للبدء في التدخين في سن مبكرة كما أنهم يواجهون صعوبة أكبر في الإقلاع عنه .


العلاقة بين اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة والتدخين :


هناك عدد من العوامل التي يبدو أنها تساهم في خطر الإقدام على

التدخين

من قبل أولئك الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وقد تلعب الوراثة دورًا كبيرًا في هذا الأمر، حيث كل من اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة والتدخين لهما عامل وراثي كبير للغاية .

حددت الدراسات عددًا من العلامات الجينية المشابهة المرتبطة بكل من اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة والتدخين، وتشير هذه النتائج إلى وجود عوامل بيولوجية عصبية شائعة قد تسهم في حدوث اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ومخاطر تعرض الشخص للتدخين .

كما أظهرت الدراسات عن وجود علاقة بين اضطراب نقص الانتباه والتدخين والجينات، حيث أن أعراض اضطراب نقص الانتباه تتفاعل مع الجينات مما يزيد خطر التدخين، بالإضافة إلى ذلك ، فإن تعرض الجنين للتدخين من قبل الأم قد يؤدي إلى زيادة احتمالات إصابته باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة .

على الرغم من أننا لا نفهم بشكل كامل جميع الآليات المسؤولة، إلا أن العوامل العصبية والسلوكية تساهم في هذه المعدلات الأعلى للتدخين في المراهقين والبالغين المصابين باضطراب

فرط الحركة

ونقص الانتباه، كما أن العوامل الاجتماعية مثل التعرض للتدخين من قبل أفراد العائلة والأقران تزيد من هذا خطر الإقدام على التدخين .

قد تفسر المشاكل المتعلقة بالتحكم في الاندفاعات أيضًا السبب في أن المزيد من المراهقين والبالغين المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يكونون أكثر عرضة للانخراط في عادات خطرة مثل التدخين، ويمكن أن يجعل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه المصاب غير قادر على النظر بوضوح للمستقبل ومراعاة العواقب الصحية السلبية للأفعال الحالية .


النيكوتين والتطبيب الذاتي :


النيكوتين هو منشط معروف للجهاز العصبي المركزي ويبدو أنه يعمل على الدماغ بطريقة مشابهة لمضادات الذهان ، والميثيلفينيديت ، والدكستروأمفيتامين الأكثر شيوعًا في علاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، بالنسبة لبعض الأشخاص ، قد يكون النيكوتين ( مادة الإدمان الأولي في التبغ ) في السجائر بمثابة شكل من أشكال العلاج الذاتي لأعراض  ADHD.

كشفت بعض الدراسات أن النيكوتين يمكنه تحسين الانتباه، حيث يقول الدكتور سكوت كولينز – الأستاذ المساعد في الطب النفسي وعلم النفس الطبي في كلية الطب بجامعة ديوك – : ” إن النيكوتين له تأثيرات مفيدة على مجموعة من العمليات التي يعرف أنها تتعطل في الأفراد المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، بما في ذلك الانتباه والتحكم المثبط  والذاكرة العاملة، على هذا النحو ، فإن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه هم عرضة لخطر التدخين بسبب التأثيرات المفيدة للنيكوتين عبر مجموعة من العمليات المعرفية  ” .

من الممكن أن

النيكوتين

قد يساعد بعض المدخنين الذين يعانون من اضطراب ADHD على تعويض مستويات منخفضة من الانتباه والإثارة والتركيز، ولكن هناك حاجة إلى إجراء بحث إضافي في هذا المجال لفهم تأثير النيكوتين بشكل كامل على أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه وكيف يمكن أن يزيد ذلك من خطر التدخين لدى المراهقين والبالغين المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه .


تقليل خطر التدخين :


نحن نعلم أن الأشخاص المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يدخنون بمعدلات أعلى بكثير من غيرهم، كما يُشتبه أيضًا في أن التدخين للمصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه قد يكون مرتبطًا بالتطبيب الذاتي لأعراض ADHD، لذلك ، من الممكن أن يؤدي التعرف على ADHD وعلاجه إلى منع ظهور التدخين تمامًا .

أظهرت دراسة نشرت في مجلة طب الأطفال ( على الإنترنت : أغسطس 2012 ) أن علاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه قد يساهم بالفعل في تقليل خطر التدخين لدى المراهقين المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وهناك حاجة إلى بحث مستقبلي لمساعدتنا على فهم العلاقة بين اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والتدخين بشكل أفضل حتى يمكن تطوير استرتيجيات فعالة للوقاية والعلاج .