قصة ماري آن بفيان الجميلة البشعة

ماري آن بيفان صاحبة أقبح وجه بالعالم وأروع قلب في التاريخ، ربما نقابل في حياتنا الكثير من الوجوه التي تحمل ملامح في قمة الجمال والجاذبية، ولكن عندما تدعونا الظروف للتعامل مع بعض هؤلاء الأشخاص أو معاشرتهم، نجد أنهم يحملون بين أضلعهم قلبا شديد القسوة والقبح، وعلى النقيض تماما فربما تصادف في حياتك أشخاص لا يملكون جمال الملامح ولكنهم فازوا بقلوب تجعل كل من يقترب منهم يفتن بهم.


من ممرضة وزوجة جميلة لنموذج للقبح :


كانت ماري آن بيفان والتي ولدت في عام 1874 ميلادية ب

إنجلترا

والممرضة بإحدى المستشفيات ببريطانيا، مثالًا للفتاة الجميلة والممرضة النشيطة وكانت حياتها تسير بشكل عادي كمثيلاتها من الفتيات، وفي عام 1903 ميلادية تزوجت من توماس بيفان والذي كان يعمل كبائع للزهور وكانت حياتهم هادئة وجميلة ونتج عن هذه الحياة المستقرة أن قاما بإنجاب أربعة من الأطفال.

إلى هنا وحياة ماري تسير بشكل هادئ، ولكن مع بداية القرن العشرين تبدلت حياة ماري تماما وبدأت أولى خطواتها في الانهيار، فعند بلوغ ماري 32 من عمرها ظهرت عليها علامات غريبة، فبدأت ملامح وجهها الجذاب تتغير إلى النقيض، وتشوهت معالم أطرافها بأن أصبحت في شدة التضخم، هذا بالإضافة للضعف الذي قد أصاب بصرها أصيبت ماري وزوجها بالفزع بسبب هذه التغيرات الغريبة والمريعة، وبسبب الآلام التي كانت تشعر بها في رأسها وأطرافها، وعند الفحص الذي قد أجراه الأطباء عليها تبين أصابتها بمرض يدعى الهرطلة وهذا المرض ينتج عنه زيادة هرمون النمو وهو ما يسبه الفص الأمامي للغدة النخامية.


معانة سببتها ألام المرض وقسوة المجتمع :


ساءت حالة ماري بسبب هذا المرض القاسي وما زاد من آلامها وفاة زوجها الذي كان يساندها ويقويها على تحمل ما أصابها، ولكن رحيله المفاجئ بعد زواج دام احدى عشر عاماً كان بمثابة إعلان عن بداية حياة أشد قسوة لماري التي كان عليها أن تواجه الحياة بمفردها وأن تتحمل مسئولية أربعة من الأبناء بحاجة لرعاية وللكثير من النفقات.

لم يرحمها المسؤول عن العمل بسبب مرضها ولكنه قام بفصلها، مما تسبب في اقتراضها للمال، ولهذا السبب تراكمت عليها الديون ولم تستطيع الصمود أمام كل هذا ففكرت في الخروج من ذلك المأزق مهما كلفها الأمر.


قررت الفوز بالمال وخسارة كرامتها :


لم يكن أمام ماري طريق أخر أمام حاجتها الملحة للمال سوى التضحية بكرامتها لتقوم بواجبها نحو أبنائها اللذين لم يكن لهم غيرها لذلك، فقد قامت ماري بالتقديم في أكثر المسابقات إهانة على الإطلاق، وهي مسابقة أبشع امرأة في العالم، وبالطبع فازت ماري بالجائزة والتي كانت قيمتها50 دولار لكونها أكثر الوجوه قبحا على الأطلاق.


فوزها باللقب وراء عملها بالسيرك :


كانت هذه الجائزة سببًا في أن يأخذها أصحاب تلك الجائزة المزلة والأكثر إهانة للعمل معهم بالسيرك، حتى يكون قبح ملامحها سببا في إدرار المال عليهم، ولذلك فقد تجولوا بها في جميع أنحاء بريطانيا حتى يراها جميع الناس، وبالطبع حدث ما كانوا يسعون إليه، فبسبب رغبت الناس في رؤية المرأة التي فازت بلقب أبشع امرأة في العالم كان يزدحم السيرك بالزائرين يوميًا، وكان هذا سبباً في حصولهم على الكثير من الأموال.


ابتسامة مزيفة على شفاة أجمل أم بالعالم :


كانت ماري تشعر بغصة في قلبها، في كل نظرة سخرية كان ينظرها إليها العالم الذي لا يرحم، ورغم ذلك كانت ترسم على وجهها ابتسامة كلها ألم كي تستطيع أن تكمل مشوارها وواجبها نحو فلذت أكبادها، ومع ذلك لم يكن يرى المشاهدين لها ومن يطلقون الضحكات العالية على قبح ملامحها سوى تلك الابتسامة المزيفة، ومع ذلك كانت تتحمل آلام المرض وآلام السخرية وآلام الحجارة التي كان يقذف بها الأولاد عليها لكونها امرأة مرعبة بالنسبة لهم، كما كانت تتحمل السير لمسافات طويلة على أقدامها التي مزقها ألم المرض بسبب حاجة العمل لذلك.


نهاية آلام ماري :


مرت أعوام طويلة وماري لم تتكاسل عن حلمها في تربية أبنائها وجعلهم أبناء متعلمين وناجحين في حياتهم متغاضية عن كل حقوقها أمام سعادتهم وراحتهم، حتى انتهت حياتها وهي تواصل عملها هذا، ففي احدى عروضها اليومية في عام 1933ميلادية، سقطت ماري وسط تصفيق الزائرين الحاد لاعتقادهم أنها تقوم بإحدى فقراتها لإضحاكهم، ولكنها كانت قد فارقت الحياة في صمت، وبهذا انتهت آلام الأم الصابرة لتصبح في نظر كل من يسمع قصتها أجمل أم بالعالم.