قصة كذبة أبريل

فوري4 نوفمبر 2023
قصة كذبة أبريل

من العادات التي اشتهرت في شهر إبريل ، الكذب فيه وهي من العادات الأوروبية التي ابتدعها الغرب ، والتي بدأت بالمزاح ، وتناقلها العرب فيما بينهم ، وفي كثير من الأحيان تنقلب لنهايات حزينة ومأساوية ناتجة عن مزحة ، والجدير بالذكر أنها أصبحت عادة يمارسها الكثير من الناس في مختلف البلدان العربية والغربية ، ويشعرون بالمتعة عند القيام بها .

ويطلق على الأشخاص الواقعين تحت تأثير الكذبة ضحايا

كذبة أبريل

، وارتبط ظهور كذبة إبريل بعيد القديسين الذي يرجع للقرون الوسطى ،واشتهرت هذه الحقبة بترك المجانين وإطلاق سراحهم ، وقيام باقي الناس من الأصحاء عقلياً بالصلاة من أجلهم ، فعرف هذا بعيد الجميع ، وذلك لإجتماع العقلاء والمجانين  .


تاريخ كذبة إبريل


تعود أصول هذه الكذبة لفرنسا ، في عام 1582 وعندما قام شارل التاسع يتعديل التقويم ، وكان يبدأ عيد رأس السنة في يوم 21 مارس وينتهي في 1  إبريل ، وكان يتبادل الناس الهدايا إحتفالاً بعيد رأس السنة الجديدة ، والمثير للضحك أن كثير من البلدان قاموا بتقليد هذا ، وأطلقوا الأسماء الكثيرة على ضحايا الكذب.

فمثلاً اسموه الأسكوتلندين نكتة إبريل ، وأصبح أول إبريل هو اليوم العالمي للكذب عند جميع الشعوب عدا دولتي أسبانيا ، وألمانيا ، وذلك لإرتباطه باليوم المقدس في

أسبانيا

، وفي ألماني ارتبط بيوم ميلاد الزعيم الألماني سمارك .


أطرف أكاذيب إبريل


لعل أشهر وأطرف الأكاذيب التي تم تداولها في العالم ، ما حدث  في رومانيا ، عند زيارة الملك كارول لأحد المتاحف في عاصمة بلده في أول إبريل ، فقام أحد الرسامين وقد علم بمجيئة بالذهاب قبله للمتحف ورسم ورقة من النقود أثرية ، فقام الملك  بأمر أحد حراسه بالتقاطها ، وسرعان ماتم إكتشاف أنها كذبة .

وفي إنجلترا وبالتحديد عام 1860 ، حدث في إول أبريل بتوزيع رجال البريد عدد من البطاقات المزوة الأختام على مئات السكان في مدينة لندن والتي تدعوهم لحضور حفل سنوي لغسل الأسود البيض في برج لندن ، مع عدم دفع أي رسوم مالية ، مما دفع المئات بالتوجه لبرج لندن لحضور الحفل .

وتزامنت هذه الكذبة مع البعض الحوادث المروعة في لندن ، حيث قامت إحدى السيدات بطلب الإستغاثة نتيجة  نشوب حريق بمنزلها ، لكن دون جدوى ظناً من الناس أنها إحدى أكاذيب أول إبريل ، الأمر الذي خلف عنه الكثير من الخسائر في الأرواح .

وأطلق الإنجليز على أول يوم في إبريل اسم يوم الحمقى ، وذلك لتصديق بعض الناس الأكاذيب التي يطلقها البعض .

وفي عام 1846 ، أعلن عن قيام معرض للحمير في أول إبريل ،وذلك في غرفة الزراعة لمدينة اسلنجتون ، فقام الناس بالتجمهر من أجل هذا المعرض ، وطال إنتظارهم ولم يحدث أي عرض فعلم الناس أنهم هم المقصودون بالعرض وأنهم هم الحمير .

ذكرت بعض القصص مرجعية كذبة إبريل لعصر

سيدنا نوح

عليه السلام ، عندما أرسل الحمامة لتخبره عن مكان لترسو عليه السفينة ، ويجب أن نعلم أن هذه إحدى القصص المزعومة في عام 1769 ، فعادت الحمامة وأخبرت أن الطوفان قادم ، فسخرت الحيوانات منها ، ولم يصدقوها ، وكما زعم البعض أن هذا اليوم كان الأول من شهر أبريل . ولعلها أشهر كذبة في أبريل .

وفي عام 1719  قام قيصر روسيا بطرس الأكبر بإشعال النار في قبة عالية بعد أن قام بطلائها بالزفت والشمع ، فاعتقد الناس أن المدينة تحترق ، وقروا هاربين ، وقام جنود القيصر بإيقافهم وقولهم : إنه الأول من أبريل .

ولازال لغز لمن تنسب كذبة إبريل قائمة ، فذكر بعض المؤرخين رجوعها لعام 1582 عندما تحولت فرنسا من استخدام التقويم اليولياني لاستخدام التقويم الغريغوري ، والتي تم الدعوة أليه من قبل مجلس ترينت في عام 1563 .

كما أرجح بعض المؤرخين رجوع كذبة إبريل لمهرجانات الهيلاريا المقامة قديماً ، والتي كانت تتميز بالملابس التنكرية .


حكم الشرع في كذبة إبريل


حرم ديننا الإسلامي الكذب ، وتم توضيح ذلك في الكثير من الأيات القرآنية الكريمة ، والأحاديث النبوية الشريفة ، فالكذب من أعظم الكبائر ، فالمسلم لا يكذب ، فقال رسول الله صل الله عليه وسلم : “من كذب عل متعمداً فليتبوأ مقعده من النار ” رواه مسلم