قصة ساحرة الحلوى Sweet Witch

يحكى أن، في مدينة يعمها السلام ولا يسمع بها سوى أجمل الكلام، وطرقاتها خضراء كأنها بستان، كانت هناك ساحرة صغيرة تعيش وسط ساحرات شريرة، لا يقمن سوى بأفعال حقيرة، ولكنها كانت كزهرة جميلة، تحب الخير للجميع، وكلما حاولن الساحرات تعليمها أصول الشر كانوا لا يجدون منها سوى الفشل الزريع، كانت الساحرة الصغيرة دومًا حزينة، تشعر بمشاعر مريرة، فهي تريد أن تفعل الخير، ولا تجد سعادتها في الشر أبدًا.

ظلت الساحرة الصغيرة تبحث مرارًا وتكرارًا عمن  يعلمها كيف تبدأ طريق الخير، ولكنها لم تصل  لشيء سوى الحيرة وكثرة التفكير، كانت تقضي ليلتها ساهرة تفكر أين يمكنها السير وأين هو الطريق الصحيح، وبعد أيام طويلة من البحث المستمر، كانت الساحرة الصغيرة تسير في الطريق تتأمل جمال الطبيعة الخلابة، وتداعب الطيور بأصابعها الحنونة، وتبتسم للزهور التي تزيدها جمال وتألق، وبينما هي كذلك، جاءها صوت من بعيد فاقتربت منه شيء فشيء، حتى وجدته آتٍ من بيت الساحرات.


خطة الساحرات الأكثر دمارًا :


عندما استمعت الساحرة الصغيرة لكلام الساحرات، علمت أنهم يدبرون لأمر مريع فهم يخططون لتدمير المدينة، وقتل جميع من فيها، فكان هناك بالمدينة جبل رائع يكسوه اللون الأخضر، وكان أطفال المدينة يلهون ويلعبون دومًا بالقرب منه وكأنهم فراشات صغيرة في غاية الجمال، ولكن الساحرات اللاتي لا يحملن داخل قلوبهن سوى الشر، فكرن في إلقاء تعويذة شريرة يحولون بها هذا الجبل الرائع إلى جبل من البركان.

أصاب الساحرة الصغيرة ذات القلب الرقيق الفزع مما سمعت، وأصابها الجنون وجعلت تفكر وتفكر كيف يمكنها إنقاذ أهل المدينة مما سيحل بهم، وبعد تفكير عميق انطلقت الساحرة الصغيرة، وذهبت لأهل القرية وهي تصيح بصوت مرتفع وتخبرهم عما يخطط له الساحرات لعلهم يفرون مما سيلحق بهم، ولكن كل تحذيراتها باءت بالفشل، فأهل المدينة لم يصدقوا الساحرة الصغيرة واعتقدوا أنها خدعة منها، وأنها هي أيضا لا تحمل داخل قلبها سوى الشر كباقي الساحرات، وجعلوا يصرخون بوجهها طالبين منها الرحيل والابتعاد عنهم، خائفين على أنفسهم وعلى أطفالهم من سحرها، ودخلوا لبيوتهم مسرعين ليختبئوا منها.


الساحرة الصغير تحذر أهل المدينة :


أصاب الساحرة الصغيرة الحزن و

اليأس

، مما فعله أهل المدينة وجعلت تنظر حولها فإذا بها تجد نفسها وحيدة في المكان وقد انصرف الجميع بعيدًا عنها، فجعلت تجري مسرعة ودموعها تتدفق كالبركان، وظلت تسأل نفسها كيف يمكنها أن تثبت لأهل المدينة، أنها لا تريد لهم سوى الخير وكيف يمكنها إنقاذهم من كيد الساحرات.

وبينما هي تبكي بشدة، شاهدها أطفال المدينة وهم آتون من بعيد، فرقت قلوبهم لها واقتربوا منها وسألوها عن سبب بكائها، فأخبرتهم بما حدث، وما سمعته من الساحرات، ابتسم الأطفال وقالوا لها أنت ساحرة طيبة ورقيقة، ولكن الساحرة الصغيرة ازدادت في البكاء أكثر، فتعجب الصغار وسألوها هل قمنا بإزعاجك، قالت لهم الساحرة الصغيرة لا ولكني لا أعرف كيف أكون ساحرة خيرة، ضحك الصغار وقالوا لها بمرح الأمر سهل، يمكنك أن تعطينا القليل من الحلوى، نظرت لهم الساحرة الصغيرة ثم قامت بمسح دموعها وانطلقت مسرعة، تعجب الأطفال من فعلتها، ثم انصرفوا للعب.


سحر الحب أقوى من سحر الشر :


جعلت الساحرة الصغيرة تجري حتى وصلت إلى الجبل، فرأت الساحرات يقفن أمام الجبل لتنفيذ خطتهم، فصرخت بهن بقوة وحذرتهن، من تنفيذ ما يخططن له، ضحكت الساحرات ضحكة استهزاء من قولها، وقالوا لها أرينا كيف سيمكنك إيقافنا وبالفعل قاموا بتحويل الجبل إلى بركان، لكن الساحرة الصغيرة جاوبتهم بابتسامة ثقة، يمكنني  إيقافكن بقلبي، ووضعت يدها على قلبها الرحيم الذي لا تحمل دقاته إلا الخير والحب للجميع، وأغمضت عينيها وجعلت تتمتم بكلمات سحرية جاءت على لسانها فجأة، فتحول البركان إلى قطع لا حصر لها من الحلوى اللذيذة.

وهنا صاح الأطفال من شدة الفرح، وأسرعوا نحو الجبل وجعلوا يلتقطون قطع الحلوى المندفعة من فوهة الجبل كالمطر، وأهل القرية يقفون في اندهاش مما شاهدوه وتوجهوا إلى الساحرة الصغيرة واعتذروا لها عن عدم تصديقها، وقاموا بضرب الساحرات وطردهن خارج المدينة بعد أن أصبح سحرهم بلا فائدة فقد أبطله سحر الحب الذي تحمله ساحرة الحلوى.