حقائق تكشف عن ذكاء ومكر الغراب
دائمًا ما كان البشر يربطون الغربان بالموت ويرونهم رمزًا له، وذلك نظرًا لهيئة الغراب المخيفة ولونه الأسود، كذلك اعتبرتهم الميثيولوجيا الإغريقية – إما هم أو
طيور النورس
– من آلهة الخداع بسبب ذكائهم المحير، فهم يتمتعون بذكاء خارق وغير عادي، وفيما يلي شرح مفصل للعوامل التي جعلت من هذا الطائر رمزًا للذكاء والخداع .
أغرب الحقائق عن ذكاء الغراب
يمكنهم تذكر وجهك
في المرة القادمة عندما ترى مجموعة من الغربان، انظر إليهم عن كثب وحدق بهم، بالطبع لن تستطع التفرقة بينهم فهم جميعًا بالنسبة إليك طيور سوداء متشابهة، ولكن من ناحية أخرى، من المحتمل جداً أن يتذكرك كل واحد منهم على أنك الإنسان الغريب الذي ظل يحدق فيهم، وقد ثبت هذا الأمر في سياتل عندما أجروا تجربة مع بعض الغربان حول الحرم الجامعي، حيث قاموا بحبس سبعة طيور ووضعوا عليهم علامة لمعرفتهم ثم تركوهم يذهبون، وفعلوا كل ذلك أثناء ارتداء أقنعة جلدية زاحفة .
وقد أراد العلماء بهذه الأقنعة أن يختبروا ما إذا كان بإمكان الغربان التعرف على الوجوه البشرية أم لا، وقد اتضح أنهم يستطيعون ذلك، حيث كلما سار العلماء حول الحرم الجامعي مع الأقنعة ، فإن الغربان يوبخونهم بصوت عالِ ويقصفونهم، وقد تعلم الباحثون من هذه التجربة أيضًا أن الغربان تمتلك ضغينة شديدة .
وإذا كنت تظن أن الغربان غبية بما فيه الكفاية لتهجم فقط على أي شخص يرتدي قناع فأنت مخطئ، حيث تمت إعادة التجربة مع أشخاص آخرين يرتدون أقنعة متنوعة، إلا أنهم لم يشعروا بأي ضغينة إلا فقط تجاه الأشخاص الذين يرتدون نفس القناع الذي ارتداه الأشخاص الذين قاموا بحسبهم .
الغربان يخططون مع بعضهم البعض
كما رأيت في النقطة السابقة فإن الغربان جميعًا كانوا مجتمعين لمضايقة الأشخاص الذين قاموا بحبسهم، وهذا الأمر ليس من قبيل الصدفة، فهم يتحدثون مع بعضهم البعض ويفعلون ذلك بطريقة ذكية للغاية، ويرجح العلماء بأن الغربان يمتلكون في الواقع ما نسمية باللغة .
ولا يقتصر الأمر على كونهم قادرين على تحديد التهديدات داخل نطاق رؤيتهم ونقل هذه المعلومات إلى بعضهم البعض، فبعض الغربان في الواقع لم يروا الشخص الذي يرتدي القناع، لكنهم يعرفون مواصفاته من الغربان الأخرى، لذا لذا ، فهم لا يعترفون بنا كأفراد فحسب، بل يمتلكون الوسائل لوصفنا بالتفصيل لبعضنا البعض ، حتى عبر الأجيال .
يتمتعون بذاكرة قوية للغاية
في تشاثام بأونتاريو، بدأت الغربان باستخدام المدينة للتوقف بها على طول طريق الهجرة، وكانت النتيجة النهائية مئات الآلاف من الطيور التي لجأت إلى المدينة، ولأن تشاتام هو مجتمع زراعي، والغربان تميل إلى تدمير المحاصيل، يمكنك أن تتخيل المشاكل التي حدثت .
لقد أصبح الأمر سيئاً لدرجة أن رئيس البلدية أعلن الحرب عليهم، وانطلق سكان البلدة ، على أمل الحصول على 300 ألف من الطيور التي يبلغ عددها 600 ألف على الأقل، مما أدى في النهاية إلى تدمير مصادر رزقهم، ولسوء حظ كاثام ، تنتشر الأخبار بسرعة في مجتمعات الغرابان، و في اليوم الأول بعد الإعلان، ذهب الصيادون وأطلقوا النار على
الغراب
.
سافر الباقون، وقاموا بتحذير الغربان الأخرى بماحدث، فقامت غربان تشاتام بالطيران بسرعة عالية بما يكفي فوق المناطق المستقرة لتفادي التعرض لضرب النار، وقد ذلك إلى نجاة عدد كبير جدًا من الغربان .
السلوك التكيفي المذهل للغربان
يهتم الغربان بالكيفية التي يعمل بها العالم البشري، وغالبًا ما يستخدمونه لصالحهم، وقد لاحظ العلماء أن بعض الغربان تشقق الجوز عن طريق إسقاطها من الارتفاع الدقيق اللازم لشقها على الرصيف، لكن في حالات أخرى فإنهم يقومون بإسقاط المكسرات أمام السيارات، لكي نقوم نحن بتكسيرها لهم .
كذلك تحفظ الغربان نمط إشارات المرور من أجل ضبط اللحظة الدقيقة التي تسقط فيها المكسرات، ولكي أيضًا تقوم بإلتقاطها عندما يكون الضوء أحمرًا وعلامة مرور المشاة قيد التشغيل، بحيث لا يتعرض الغراب للخطر .