المملكة تنهي الصراع بين إريتريا وأثيوبيا باتفاقية السلام في جدة

استطاعت المملكة تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بعقد اتفاقية جدة للسلام، بين كلا من رئيس إريتريا ورئيس أثيوبيا، بعد صراع وحروب استمرت سنوات عديدة، وهذا النزاع يعد واحد من أطول الحروب الإفريقية في العصر الحديث، والذي استمر لأكثر من ثلاثة عقود .

توقيع اتفاقية جدة للسلام بين إريتريا وأثيوبيا

تم توقيع اتفاقية جدة للسلام بين كلا من إريتريا وأثيوبيا، تحت رعاية

الملك سلمان بن عبد العزيز

، أمس الأحد الموافق السادس عشر من سبتمبر الجاري في جدة، وقد تم توقيع الاتفاقية بين كلا من الرئيس الإريتري أسياس أفورقي ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد علي، وقد بدأت المراسم بتوقيع الاتفاقية بين البلدين، مع اصطفاف أعلام الدول أمام خادم الحرمين الشريفين وسمو

ولي العهد الأمير محمد بن سلمان

، وبعد الانتهاء من التوقيع تم التقاط الصور التذكارية، التي تخلد هذه اللحظة لبداية انتهاء حرب طويلة مزقت البلدين .

وقد قام الصحافي بندر الجلعود المصور الخاص بخادم الحرمين الشريفين وولي العهد، بالتقاط الصور الخاصة بالتوقيع، وقام بنشرها على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي ” تويتر “، وقد قام خادم الحرمين الشريفين بتقليد كلا من الرئيس الإريتري ورئيس الوزراء الإثيوبي،

قلادة الملك عبد العزيز

، وقد حضر المراسم كلا من : الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، والشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي بدولة الإمارات العربية المتحدة .

غوتيريس يهنئ الملك سلمان على اتفاقية السلام

هنأ السيد أنطونيو غوتيريس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، على نجاح توقيع اتفاقية السلام بين كلا من إريتريا وأثيوبيا، وشكره على رعايته لهذا الحدث التاريخ، الذي أوقف حربا شرسة استمرت لعقود، وقال غوتيريس عبر تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي تويتر : ” في جدة، أهنئ قادة إريتريا وإثيوبيا على التوقيع اليوم على الإعلان المشترك للسلام والصداقة، وهذه الاتفاقية بمثابة رياح أمل قوية للقرن الأفريقي وما بعده، وأود أيضا أن أعرب عن تقديري العميق لسمو الملك سلمان لجمع هذه الأطراف معا ” .

تصريح وزير الخارجية عادل الجبير على اتفاقية السلام

صرح

وزير الخارجية  عادل الجبير

، من خلال حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، عقب عقد اتفاقية جدة للسلام بين كلا من إريتريا وأثيوبيا قائلا : ” اتفاق السلام بين أثيوبيا وإريتريا الذي وقع اليوم في جدة، حدث تاريخي سيساهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة “، وفي تغريدة أخرى قال : ” أشكر أخي الغالي الشيخ عبد الله بن زايد وزير خارجية دولة الامارات الشقيقة، على حضوره مراسم توقيع اتفاق جدة التاريخي بين أثيوبيا وإريتريا “، كما هنئ خادم الحرمين الشريفين على توقيع الاتفاقية قائلا : ” أهنئ حضرة صاحب الجلالة خادم الحرمين الشريفين، صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي ولي العهد محمد بن سلمان، على جهودهما الناجحة في تحقيق اتفاقية جدة التاريخية بين إثيوبيا وإريتريا ” .

وفي آخر تغريدة له حول هذا الأمر قال : لقد سررت اليوم بمقابلة الأمين العام للأمم المتحدة أنطوني غوتيريس، لمناقشة جهودنا مع الأمم المتحدة بشأن تحقيق الاستقرار في منطقتنا، والاحتفال بالتوقيع على اتفاق جدة التاريخي للسلام بين إثيوبيا وإريتريا ” .

قصة الصراع بين أثيوبيا وإريتريا

في شهر مايو من عام 1991، نجحت قوات ” الجبهة الشعبية لتحرير إريتريا ” بقيادة أفورقي، في دخول أسمرة عاصمة إريتريا، بعد مرور ثلاث عقود من الكفاح المسلح، وبع عدة أيام دخل تحالف فصائل الثوار، الذي كان بقيادة رئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوي، أديس أبابا عاصمة أثيوبيا، ومع دخوله انتهى حكم منغيستو هايلي ماريام، ثم تم إقامة اتفاق برعاية دولية، للاستفتاء على استقلال إريتريا، بعد مرور حوالي ثلاث سنوات من وصول الجبهتين للسلطة، وفي هذا الاستفتاء اختار الناخبون الإريتريون الاستقلال، وقد تم هذا الاستفتاء في أبريل عام 1993 .

وفي مايو من العام نفسه، اعترفت إثيوبيا بسيادة إريتريا واستقلالها، وتم تشكيل حكومة انتقالية لإريتريا، وتم انتخاب أفورقي رئيساً لها، إلا أنه نشب خلاف بين كلا من أفورقي وزيناوي، الأمر الذي جعل  أفورقي يطلب ترسيم الحدود، وأصدر ” الناكفا ” كعملة وطنية، لتحل محلة عملة ” البر ” الأثيوبية، مما أدى لتصاعد الخلافات بين البلدين، وحدوث صراع مسلح في 6 مايو عام 1998، على الحدود بين البلدين، والتي عرفت باسم حرب ” بادمي “، وفي عام 2000 حدثت مواجهة عسكرية دامية بين البلدين، قتل فيها أكثر من 100 ألف قتيل من البلدين، وكان هناك آلاف الجرحى والمعاقين والأسرى والنازحين .