رجل المعاناة تحفة فنية عمرها ستة آلاف عام

رجل المعاناة تحفة فنية قامت

الهيئة العامة للسياحة

والتراث الوطني السعودي، بعرض هذه التحفة الفنية النادرة داخل معرض روائع آثار المملكة، ويعود هذا التمثال المصنوع من الحجر الرملي، إلى ستة آلاف عام قبل الميلاد.


رجل المعاناة تحفة فنية عمرها ستة آلاف عام


من هو رجل المعاناة

ويذكر خبراء الأثار أن هذا التمثال يمتلك روعة في التعبير، ويوضح التمثال صورة لوجه مائل، وهذا الوجه يمتلك عينان ذابلتان، وفم يعبر عن الانكسار، كما أن يد التمثال تمتد إلى قلبه، كنوع من التعبير عن الإحساس بقمة المعاناة، مما يدل على دقة التعبير التي يمتلكها هذا التمثال.

وقد تفاوتت رؤية الناس لهذا التمثال الأثري فمنهم من يراه على أنه يعبر في كل تفصيلة منه عن الحزن الشديد والألم النفسي، ومنهم من يرى أن تلك التفاصيل التي يحملها التمثال تعبر بكل دقة عن الموت، وتعبير الحنان والسلام الذي يسكن ملامح هذا التمثال، يجعله أقرب إلى التعبير الجنائزي وقد تم العثور على هذا التمثال الذي يعد كنز ضخم من كنوز المملكة، بمنطقة حائل.


تمثال المعاناة رمز لحضارة عريقة

عملت هيئة الأثار على إجراء عمل بعض المسوحات الأثرية، من أجل العثور على بعض الآثار التي من الممكن أن تكون موجودة بتلك المنطقة، وهي منطقة الكهفة والتي توجد بالقرب من

منطقة حائل

بالمملكة وعلى بعد 200 متر منها، وبالفعل تم العثور على هذه التحفة التاريخية التي تعد واحدة من أقدم القطع الأثرية التي توجد بالمملكة.

وعلى الرغم من الغموض الذي تحمله شخصية هذا التمثال الأثري، إلا أنه قد أصبح وبلا مبالغة نجم المعرض، حيث وضعت صورته على جميع اللافتات بداخل المتحف، وليس هذا فقط ولكنه تم وضعه أيضا على غلاف طبعة الكتاب المصور الفرنسية، ولذلك فقد أصبح هذا التمثال يحمل لقب خاص به وهو لقب صبي الملصقات


وصف رجل المعاناة

تتميز هذه التحفة الفنية بدقة التفاصيل ومدى تعبيرها مما يدل على براعة هذا النحات الذي قام بصنع هذا التمثال، فهو ركز على جعل الشخص الذي يمثله التمثال رجل ضئيل ملامحه تحمل الكأبة من عقدة حاجبيه واستسلام عينيه إلى الأسفل مع ميلان الرأس، ثم جاءت الخطوط الرفيعة التي تم وضعها النحات حول عظم الترقوة لتؤكد هذا الإحساس الطاغي على ملامح التمثال .

كما صور النحات شكل الأذن على هيئة مقبض، وكأنه أراد أن يوصل من خلال هذا الشكل الغريب للأذن معنى معين، ويقول الكثير ممن يقومون بدراسة علم الإنسان، أن هذا التمثال الأثري يدل بشكل كبير على تاريخ الإنسان في تلك المنطقة، كما قالوا أيضا بأن هذا التمثال لا يعبر فقط عن المعاناة ولكن من الممكن أن يكون النحات قد ربطها بالرحيل والحزن.


معرض روائع المملكة

أصبحت تلك القطعة الأثرية النادرة، من أهم القطع التي يتم من خلالها التعرف على حضارات المملكة العريقة عبر الأزمان، وهو ما جعلها من القطع الأثرية المطلوبة في جميع أنحاء العالم خاصةً البلدان الأوروبية وغيرها، كدولة اليابان، والصين، والولايات المتحدة الأمريكية، مع غيرها من القطع الأثرية النادرة الأخرى لهذا الغرض، وذلك ضمن مشروع

روائع المملكة

الذي أطلقته الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني للتعرف بالتاريخ السعودي.

والجدير بالذكر أن هذا التمثال، لا يتم نقله إلا بمرافقة شخصية لأحد القائمين على العمل في مجال السياحة والأثار بالمملكة، كما يشترط الحصول على موافقات من جهات عليا، وضمانات ومواثيق دولية.