قصة عزل خالد بن الوليد عن قيادة الجيوش في بلاد الشام

فوري2 نوفمبر 2023
قصة عزل خالد بن الوليد عن قيادة الجيوش في بلاد الشام

هناك العديد من الآراء التي دارت حول سبب عزل عمر بن الخطاب ، خالدًا بن الوليد عن إمارة جيوش المسلمين في بلاد الشام ، و في هذا المقال سوف نوضح القصة الكاملة وراء هذا العزل .


أسباب عزل خالد بن الوليد

تنقسم دوافع العزل إلى ثلاثة دوافع ، و هما :


الدافع الأول لعزل خالد بن الوليد

– الكثير من المؤرخين قد أشاروا إلى أن هناك ضغينة قديمة بين

عمر بن الخطاب

و خالد بن الوليد ، و تتضح تلك الضغينة في قول عمر أنه لو صارت إليه الخلافة لعزل خالد بن الوليد لا محالة ، بالإضافة إلى كلام صدر عن خالد بن الوليد بحق عمر بن الخطاب ، أنه ألحق أذى جسدي بعمر أيام صباه ، وأنه أبقى عليه إرادة وقصد في معركة أحد .

– كما اتضحت الضغينة أيضًا بين عمر بن الخطاب و

خالد بن الوليد

في قول الطبري عن ابن إسحاق : ( إنما نزع عمر خالدًا في كلام كان خالد قد تكلم به فيما يزعمون ، ولم يزل عليه ساخطًا ولأمره كارهًا في زمان أبي بكر الصديق كله لوقعته باين نويرة وكتب عمر بن الخطاب إلى أبي عبيدة ، يقول : ( إن خالد أكذب نفسه فهو أمير على ما هو عليه ، وإن هو لم يكذب نفسه فأنت الأمير على ما هو عليه ) .


الدافع الثاني لعزل خالد بن الوليد

أما عن الدافع الثاني لعزل خالد بن الوليد من قيادة الجيوش في الشام ، فقد أشار المؤرخون إلى أنه بسبب قلق عمر بن الخطاب ، من تعلق الناس بشخص خالد بن الوليد ، و يتضح هذا الرأي في قول عمر : إنما عزلتهما ليعلم الناس أن الله نصر الدين ، لا بنصرهما ، وأن القوة لله جميعًا .


الدافع الثالث لعزل خالد بن الوليد

أرجع المؤرخون الدافع الثاني لعزل خالد بن الوليد إلى تصرفه في الغنائم و الأموال دون أمر الخليفة عمر بن الخطاب ، و يتضح ذلك في قول عمر بن الخطاب : ” أمرته أن يحبس هذا المال على ضعفة المهاجرين ، فأعطاه ذا البأس والشرف واللسان ، فنزعته وأمّرت أبا عبيدة ” ، و قوله ” ما كرهت ولاية خالد بن الوليد على المسلمين ، إلا لأن خالدًا فيه تبذير بالمال ، ويعطي الشاعر إذا مدحه ، ويعطي للمجد والفارس بين يديه فوق ما يستحقه من حقه ، ولا يبقى لفقراء المسلمين ولا لضعفائهم  شيئًا ، وإني أريد عزله وولاية أبي عبيدة مكانه ” .


نتائج عزل خالد بن الوليد

– إن عزل الولاه كان أمرًا شائعًا في هذا الوقت ، فالعزل يعطي فرصة للمجتمع بأن يغير مساره ، ويبدو أن مسألة العزل قد تكون لها دوافع خاصة متعلقة بها ، أولاً مصلحة الأمة ، فتعيين

أبي عبيدة بن الجراح

لم يكن إساءة لخالد بن الوليد ، و لكن هو محاولة من الخليفة للتأثير بنفسه على مجريات الأمور .

– كما أن العزل يساهم في تغيير الظروف السياسية للدولة ، و الظروف العسكرية ، فقد توغل المسلمون إلى بلاد أكثر من ذي قبل ، و قاموا بتغير نظام الفتح ، و تنمية العلاقات مع البلاد المفتوحة ، حيث إن الوضع الجديد المتوقع بحاجة إلى رجل إداري ومسالم كأبي عبيدة ، و تشير عملية العزل عن براعة سياسية لعمر بن الخطاب .

– و لكن على الرغم من عملية العزل ؛ إلا أن أبي عبيدة أوصى عمر بن الخطاب بأن يحافظ على مكانة خالد بن الوليد في الدولة الإسلامية ، و كان أبي عبيدة يستشير خالد بن الوليد في العديد من الأمور الخاصة بالدولة و الحكم و التخطيط .