قناة بنما

قناة بنما هي أعجوبة الهندسة البشرية ، وهي تربط

المحيط الهادئ

بالمحيط الأطلنطي وللقناة أهمية في التجارة العالمية حيث تمر بها السفن المحملة بالسلع المهمة مثل النفط أثناء توجهها إلى وجهاتها حول العالم ، ولقد قضت القناة شوطا طويلا منذ أن تم بناؤها لتكون في قلب الصراعات بين الولايات المتحدة وبنما ، واليوم تتولى قناة بنما إدارة القناة والتي تعمل على تشكيل التجارة والعلاقات الدولية ، وتعتبر القناة واحدة من

عجائب الدنيا السبع

في العالم الحديث .

محاولات البناء الفرنسية الأولية

كانت فكرة بناء قناة في بنما تعود إلى المستكشف الأسباني

فاسكو نونيز دي بالبوا

الذي اكتشف برزخ بنما ، وألهم اكتشاف هذا الشريط الصغير البحث عن وسيلة لبناء مسار للسفن للتنقل عبر المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادئ ، ومع ذلك ثبت أن بناء مثل هذا الممر المائي كان مستحيلاً وتم التخلي عنه حتى القرن التاسع عشر .

حاول الفرنسيون من قبل شركة Ferdinand de Lesseps بناء القناة ، وكان يجب التخلي عن المشروع بعد تكبد تكاليف باهظة وفقد الكثير من العمال بسبب الوفيات الناجمة عن أمراض المناطق المدارية مثل

الملاريا

، وعلى الرغم من العمل المكثف الذي قامت به شركة فرنسية أخرى ولكنهم اضطروا إلى التخلي عن المشروع بعد مواجهة تحديات مماثلة .

استيلاء الحكومة الأمريكية على بناء بنما

تولت الحكومة الأمريكية المسؤولية عن الفرنسيين في عام 1901 وبعد ضغوط مكثفة قام بها مهندس فرنسي نجح في إقناعهم بأن بنما خيار أكثر أمانًا من نيكاراغوا ، وعلى الرغم من رفض كولومبيا الاعتراف بالاستحواذ إلا أن الأمريكيين تمكنوا من التفوق على العائق الكولومبي من خلال التشجيع على الحماية العسكرية الأمريكية والاعتراف بها ،و لمنع الحرب وقعت الولايات المتحدة و

كولومبيا

معاهدة استقرت فيها بعض المشاكل ،و استمر الاستحواذ على الممتلكات الفرنسية إلى جانب بناء القناة من قبل الأمريكيين ، واكتمل البناء في عام 1914 واستهلك تقريبا 500.000.000 دولار .

نقل الملكية

كان المواطنون البنميون ينتقدون السيطرة الأمريكية على القناة التي يرون أنها تابعة لهم ، أسفرت احتجاجاتهم عن زيادة عدد الأفراد العسكريين الأمريكيين في القناة وأقيمت الحلقات الأمنية لتأمين المرافق من التعدي البنمي ، ولكن توجت أعمال الشغب والاحتجاجات بتوقيع معاهدة بين الرئيس الأمريكي آنذاك

جيمي كارتر

والرئيس البنمي عمر توريخوس في عام 1977 ، والتي ضمنت حيادية القناة والسيطرة الكاملة على بنما بعد 25 عاما ، وفي 31 ديسمبر 1999 تم تحقيق السيطرة الكاملة عندما قامت الحكومة الأمريكية بتسليم السيطرة إلى هيئة قناة بنما .

قناة بنما اليوم

شهدت قناة بنما تحسينات هيكلية لتمكينها من التعامل مع السفن الكبيرة المعروفة باسم السفن الضخمة ، وبعد سبع سنوات من تسليمها صار يمر بها أكثر من 13000 سفينة كل عام وتحصل الحكومة البنمية على معظم إيراداتها من القناة ، والرسوم التي يتم فرضها على أساس حجم السفينة والبضاعة التي تحملها ، وتقدر الإيرادات بـ 1.8 بليون دولار سنوياً .