مقاطع شعرية

الشعر هو شكل من أشكال

الأدب

الذي يستخدم الخصائص الجمالية والإيقاعية ، والرمزية الصوتية ، لإثارة المعاني بالإضافة إلى المعنى الظاهري الغامض .

قصائد شعرية منوعة

1- قصيدة آخر عصفور يخرج من

غرناطة

عيناك.. آخر مركبين يسافران

فهل هنالك من مكان؟

إني تعبت من التسكع في محطات الجنون

وما وصلت إلى مكان..

عيناك آخر فرصتين متاحتين

لمن يفكر بالهروب..

وأنا.. أفكر بالهروب..

عيناك آخر ما تبقى من عصافير الجنوب

عيناك آخر ما تبقى من حشيش البحر،

آخر ما تبقى من حقول التبغ،

آخر ما تبقى من دموع الأقحوان

عيناك.. آخر زفةٍ شعبيةٍ تجري

وآخر مهرجان..

آخر ما تبقى من مكاتيب الغرام

ويداك.. آخر دفترين من الحرير..

عليهما..

سجلت أحلى ما لدي من الكلام

العشق يكويني، كلوح التوتياء،

ولا أذوب..

والشعر يطعنني بخنجره..

وأرفض أن أتوب..

إني أحبك..

ظلي معي..

ويبقى وجه فاطمةٍ

يحلق كالحمامة تحت أضواء الغروب

ظلي معي.. فلربما يأتي الحسين

وفي عباءته الحمائم، والمباخر، والطيوب

ووراءه تمشي المآذن، والربى

وجميع ثوار الجنوب..

2- قصيدة أما يردع الموت أهل النهى

أَما يَردَعُ المَوتُ أَهلَ النُهى

وَيَمنَعُ عَن غِيِّهِ مَن غَوى

أَما عالِمٌ عارِفٌ بِالزَمانِ

يَروحُ وَيَغدو قَصيرَ الخُطا

فَيا لاهِياً آمِناً وَالحِمامُ

إِلَيهِ سَريعٌ قَريبُ المَدى

يُسَرُّ بِشَيءٍ كَأَن قَد مَضى

وَيَأمَنُ شَيئاً كَأَن قَد أَتى

إِذا ما مَرَرتَ بِأَهلِ القُبورِ

تَيَقَّنتَ أَنَّكَ مِنهُم غَدا

وَأَنَّ العَزيزَ بَها وَالذَليلَ

سَواءٌ إِذا أُسلِما لِلبِلى

غَريبَينِ مالَهُما مُؤنِسٌ

وَحيدَينِ تَحتَ طِباقِ الثَرى

فَلا أَمَلٌ غَيرَ عَفوِ الإِلَهِ

وَلا عَمَلٌ غَيرُ ما قَد مَضى

فَإِن كانَ خَيراً فَخَيراً تَنالُ

وَإِن كانَ شَرّاً فَشَرّاً تَرى .

3- قصيدة رضيت لنفسك سوءاتها

رَضيتَ لِنَفسِكَ سَوءاتِها

وَلَم تَألُ حُبّاً لِمَرضاتِها

وَحَسَّنتَ أَقبَحَ أَعمالِها

وَصَغَّرتَ أَكبَرَ زَلّاتِها

وَكَم مِن سَبيلِ لِأَهلِ الصِبا

سَلَكتَ بِهِم في بُنَيّاتِها

وَأَيُّ الدَواعي دَواعي الهَوى

تَطَلَّعتَ عَنها لِآفاتِها

وَأَيُّ المَحارِمِ لَم تَنتَهِك

وَأَيُّ الفَضائِحِ لَم تاتِها

كَأَنّي بِنَفسِكَ قَد عوجِلَت

عَلى ذاكَ في بَعضِ غِرّاتِها

وَقامَت نَوادِبُها حُسَّراً

تَداعى بِرَنَّةِ أَصواتِها

أَلَم تَرَ أَنَّ دَبيبَ اللَيالي

يُسارِقُ نَفسَكَ ساعاتِها

وَهَذي القِيامَةُ قَد أَشرَفَت

عَلى العالَمينَ لِميقاتِها

وَقَد أَقبَلَت بِمَوازينِها

وَأَهوالِها وَبِرَوعاتِها

وَإِنّا لَفي بَعضِ أَشراطِها

وَأَيّامِها وَعَلاماتِها

رَكَنّا إِلى الدارِ دارِ الغُرورِ

إِذ سَحَرَتنا بِلَذّاتِها

فَما نَرعَوي لَأَعاجيبِها

وَلا لِتَصَرُّفِ حالاتِها

نُنافِسُ فيها وَأَيّامُنا

تَرَدَّدُ فينا بِآفاتِها

وَما يَتَفَكَّرُ أَحياؤُها

فَيَعتَبِرونَ بِأَمواتِها .

4- قصيدة ألا إن لي يوما أدان كما دنت

أَلا إِنَّ لي يَوماً أُدانُ كَما دِنتُ

سَيُحصي كِتابي ما أَسَأتُ وَأَحسَنتُ

أَما وَالَّذي أَرجوهُ لِلعَفوِ إِنَّهُ

لَيَعلَمُ ما أَسرَرتُ مِنّي وَأَعلَنتُ

كَفى حَزَناً أَنّي أُحَسِّنُ وَالبِلى

يُقَبِّحُ ما زَيَّنتُ مِنّي وَحَسَّنتُ

وَأَعجَبُ مِن هَذا هَناتٌ تَغُرُّني

تَيَقَّنتُ مِنهُنَّ الَّذي قَد تَيَقَّنتُ

تَصَعَّدتُ مُغتَرّاً وَصَوَّبتُ في المُنى

وَحَرَّكتُ مِن نَفسي إِلَيها وَسَكَّنتُ

وَكَم قَد دَعَتني هِمَّتي فَأَجَبتُها

وَكَم لَوَّثَتني هِمَّتي فَتَلَوَّثتُ

مُعاشَرَةُ الإِنسانِ عِندي أَمانَةٌ

فَإِن خُنتُ إِنساناً فَنَفسي الَّذي خُنتُ

وَلي ساعَةٌ لا شَكَّ فيها وَشيكَةٌ

كَأَنِّيَ قَد حُنِّطتُ فيها وَكُفِّنتُ

أَلَم تَرَ أَنَّ الأَرضَ مَنزِلُ قُلعَةٍ

وَإِن طالَ تَعميري عَلَيها وَأَزمَنتُ

وَإِنّي لَرَهنٌ بِالخُطوبِ مُصَرَّفٌ

وَمُنتَظِرٌ كَأسَ الرَدى حَيثُما كُنتُ .

5- قصيدة يا دار فوز لقد أورثتني دنفا

يادار فوز ٍ لقد أورثتنى دنفا

وزادنى بعد دارى عنكم شغفا

حتى متى أنا مكروب بذكركم

أمسى وأصبح صباً هائماً دنفا

لا أستريح ولا أنساكم أبداً

ولا أرى كرب هذا الحب منكشفا

ما ذقت بعدكم عيشاً سررت به

ولا رأيت لكم عدلاً ولا نصفا

إنى لأعجب من قلب يحبكم

وما رأى منكم براً ولا لطفا

لولا شقاوت جدى ما عرفتكم

إن الشقى الذى يشقى بمن عرفا

لازلت بعدكم أهذى بذكركم

كأن ذكركم بالقلب قد رصفا

ياليت شعرى, وما فى ليت من فرج ٍ

هل ما مضى عائد منكم وما سلفا

إصرف فؤادك ياعباس منصرفا ً

عنها, يكن عنك كرب الحب منصرفا

لو كان ينساهم قلبى نسيتهم

لكن قلبى لهم والله قد ألفا

أشكو إليك الذى بى يامعذبتى

وما أقاسى وما أسطيع أن أصفا

ياهم نفسى ويا سمعى ويا بصرى

حتى متى حبكم بالقلب قد كلفا

ما كنت أعلم ما هم وما جزع

حتى شربت بكأس الحب مغترفا .