كتاب طوق الحمامة

كتاب طوق الحمامة أو طوق الحمامة في الألفة والألاف هو كتاب لـ

ابن حزم الأندلسي

، ووُصف بأنه أدق ما كتب العرب في دراسة الحب ومظاهره وأسبابه ، ولقد تُرجم الكتاب إلى العديد من اللغات العالمية .

نبذة عن ابن حزم الأندلسي

هو أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب بن صالح بن خلف بن معدان بن سفيان بن يزيد الأندلسي القرطبي ، وُلد في 30 رمضان 384 هـ في قرطبة ، وتُوفى في 28 شعبان 456 هـ ، ويعد من أكبر علماء الأندلس وأكبر علماء الإسلام تصنيفا وتأليفا بعد الطبري .

هو إمام حافظ ، فقيه ظاهري ، ومجدد القول به ، بل محيي المذهب بعد زواله في الشرق ، ومُتكلم وأديب وشاعر وعالم برجال الحديث وناقد محلل بل وصفه البعض بالفيلسوف كما عد من أوائل من قال بكروية الأرض ، كما كان وزير سياسي ل

بني أمية

، وسلك طريق نبذ التقليد وتحرير الأتباع ، وقامت عليه جماعة من المالكية وشـُرد عن وطنه .

منزلته العلمية

كان ابن حزم مجتهد مُطلق ، وإمام حافظ ، وكان شافعي الفقه ، فانتقل منه إلى الظاهرية ، وافق العقيدة السلفية في بعض الأمور من توحيد الأسماء والصفات وخالفهم في أخرى ، وكل ذلك كان باجتهاده الخاص ، وله ردود كثيرة على

الشيعة

واليهود والنصارى وعلى الصوفية والخوارج .

ولقد أصل ابن حزم ما يعرف عادة بالمذهب الظاهري وهو مذهب يرفض القياس الفقهي الذي يعتمده

الفقه الإسلامي

التقليدي ، وينادي بوجوب وجود دليل شرعي واضح من القرآن أو من السنة لتثبيت حكم ما ، لكن هذه النظرة الاختزالية لا توفي ابن حزم حقه فالكثير من الباحثين يشيرون إلى أنه كان صاحب مشروع كامل لإعادة تأسيس الفكر الإسلامي من فقه وأصول فقه .

كان الإمام ابن حزم ينادي بالتمسك بالكتاب والسنة وإجماع

الصحابة

ورفض ما عدا ذلك في دين الله ، لا يقبل القياس والاستحسان والمصالح المرسلة التي يعتبرها محض الظن ، ويمكن أن نقلص من حدة الخلاف بينه وبين الجمهور ، حول مفهوم العلة وحجيتها ، إذا علمنا أن كثيرًا من الخلاف قد يكون راجعا إلى أسباب لفظية أو اصطلاحية وهو ما أشار إليه ابن حزم .

كتاب طوق الحمامة

اسم الكتاب كاملاً هو طوق الحمامة في الألفة والأُلاف ، ويحتوي الكتاب على مجموعة من أخبار وأشعار وقصص المحبين ، ويتناول الكتاب بالبحث والدرس عاطفة

الحب

الإنسانية على قاعدة تعتمد على شيء من التحليل النفسي من خلال الملاحظة والتجربة ، فيعالج ابن حزم في أسلوب قصصي هذه العاطفة من منظور إنساني تحليلي ، والكتاب يُعد عملاً فريدًا في بابه .

يشمل الكتاب نصائح وفوائد كبيرة يوزعها في أبواب ، فمثلا في باب من أحب من نظرة واحدة يحذر من الوقوع في الحب في الوهلة الأولى ويسرد قصة أحد اصحابه قائلاً :

كثيراً ما يكون الحب بالقلب من نظرة واحدة ، وهو ينقسم قسمين ، فالقسم الواحد مخالف للذي قبل هذا ، وهو أن يعشق المرء صورة لا يعلم من هي ولا يدري لها اسما ولا مستقراً .

ويقول أيضاً حدثني صاحبنا أبا بكر أن يوسف بن هارون الشاعر المعروف بالرمادي كان مجتازاً عند باب العطارين بقرطبة ، وهذا الموضع كان مجتمع النساء ، فرأى جارية أخذت بمجامع قلبه وتخلل حبها جميع أعضائه ، فانصرف عن طريق الجامع وجعل يتبعها وهي ناهضة نحو القنطرة .

أبواب كتاب طوق الحمامة

قسم ابن حزم كتابه طوق الحمامة إلى ثلاثين باباً بدأ بباب علامات الحب وقد ذكر منها إدمان النظر والإقبال بالحديث عن المحبوب والإسراع بالسير إلى المكان الذي يكون فيه المحبوب والاضطراب عند رؤية من يحب فجأة وحب الحديث عن المحبوب بالإضافة إلى الوحدة والأنس بالانفراد والسهر .

باب ذكر من أحب في النوم

وذكر فيه كثرة رؤية المحبوب في المنام ثم باب من أحب بالوصف وفيه ذكر وقوع المحبة بأوصاف معينة حتى لو لما يرى المحبوبين بعضهما فقد تقع المحبة لمجرد سماع صوت المحبوب من وراء جدار .

باب من أحب من نظرة واحدة

وفيه ذكر وقوع الحب في القلب لمجرد نظرة واحدة ثم باب من لا يحب إلا المطاولة وفيه ذكر المحب الذي لا تصح محبته إلا بعد طول كتمان وكثرة مشاهدة للمحب ،  ويصرح المحب بحبه بعد مقابلة الطبائع التي خفيت مما يشابهها من طبائع المحبوب ثم ذكر باب من أحب صفة لم يستحسن بعدها غيرها مما يخالفها وذكر فيه أنه من أحب صفه كانت في محبوبته لم يرغب بصفة غيرها فمن أحب شقراء الشعر مثلاً لا يرضى بالسوداء الشعر .

باب التعريض بالقول

وذكر فيه أن أول ما يستعمله أهل المحبة في كشف ما يجدونه إلى أحبتهم بالقول إما بإنشاد الشعر أو طرح لغز أو تسليط الكلام .

باب الإشارة بالعين

وذكر فيه إشارات المحبوب لمحبوبه بالعين فالإشارة بمؤخرة العين الواحدة تعني النهي عن الأمر وإدامة النظر دليل على التوجع والأسف وكسر نظرها دليل على الفرح والإشارة الخفية بمؤخرة العين تعني سؤال ، واعتبر ابن حزم أن العين أبلغ الحواس وأصحها دلالة وأوعاها عملا عن بقية الحواس .

باب المراسلة

وذكر فيه المراسلة بالرسائل وقد ذكر فيه صفات الرسائل بين المحبين وشعور المحب بالسرور عند تلقيه رسالة من محبوبه .

باب السفير

وذكر فيه صفات الوسيط بين المحبوبين كالكتمان والوفاء للعهد والنصح ثم باب طي السر ويذكر فيه صفات المحب حين يخفي حبه كجحود المحب إن سئل والتصنع بإظهار الصبر ويكون سبب الكتمان الحياء الغالب على الإنسان وحتى لا يشمت به الأعداء .

باب الإذاعة

وتحدث فيه عن أسباب إذاعة الحب ويكون ذلك حتى يظهر صاحب هذا الفعل في عداد المحبين ويكون ذلك بسبب غلبة الحب ثم باب الطاعة ويذكر فيه أسباب طاعة المحب لمحبوبه وفي باب المخالفة أسباب مخالفة المحب لمحبوبه مثل غلبة الشهوة .

باب العاذل

وفيه ذكر اللوم للمحبوب وأثره في النفس ثم باب المساعد من الإخوان وفيه ذكر صفات الصديق المخلص الذي يعلم بأمر المحبوبين ويكتم السر ثم باب الرقيب وفيه ذكر صفات المراقب للمحبوبين ومحاولة الرقيب إظهار سرهما والبوح بوجودهما .

باب الواشي

وقد ذكر فيه صفات الواشي الذي يريد القطع بين المتحابين والاطلاع على أسرار المحبوبين وذكر الوشاة الكاذبين وذكر الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والأقوال والأشعار التي تنهى عن الكذب .

باب الوصل والهجر

وفيه ذكر وصل المحبوب والمواعيد بين المحبوبين وانتظار الوعد من المحب ، ثم باب الهجر وذكر فيه هجر المحبوب لمحبوبه عندما يكون هناك رقيب حاضر وقد يكون من اجل التذلل وقد يكون من أجل إبعاد الملل أو بسبب العتاب لذنب يقع من المحب .

باب الوفاء والغدر

وفيه ذكر وفاء المحب لمحبوبه وذكر صفات الوفاء بين المحبوبين ، ثم ذكر باب الغدر ، ثم ذكر باب البين وهو افتراق المحبوبين عن بعضهما وذكر صفات مفارقة المحبوبين لبعضهما ، ثم باب القنوع وذكر فيه قناعة المحب بما يجد إذا حرم الوصل بين المتحابين وذلك من خلال الزيارة بين المتحابين من خلال النظر والحديث الظاهر ثم باب الضني وقد ذكر فيه معاناة المحب بعد فراق محبوبه وعلامات الضعف التي تصيب المحب بعد الفراق ثم باب السلو وقد ذكر فيه اليأس الذي يدخل إلى النفس من عدم بلوغها أملها وقد قسمه ابن حزم إلى

النسيان

والملل والاستبدال .

باب الموت

وذكر فيه الموت بسبب الحب وذكر قصص من ماتوا من أجل مفارقتهم من يحبون .

باب قبح المعصية

وفيه ذكر العفة وترك المعاصي والابتعاد عن موافقة

الشيطان

والابتعاد عن الفتن والفجور وغض البصر والنهي عن المعصية وذكر الزنا في القرآن والأحاديث النبوية الشريفة .

باب التعفف

وقد ذكر فيه البعد عن المعصية والفاحشة والخوف من الله وقد ذكر أبيات شعرية تحث على التعفف .